الخبر وما وراء الخبر

كيف كشفت أمريكا عن طموحاتها في اليمن؟

39

ذمار نيوز | النجم الثاقب 25 شعبان 1440هـ الموافق 30 إبريل، 2019م

بسبب الموقع الجغرافي الذي يتمتع به اليمن (المطل على البحر العربي والاحمر وباب المندب) وتواجد الثروات الطبيعية من النفط والغاز وغيره ، جعل القوات الاجنبة (الصهيو أمريكية) تخطط للهيمنة و بسط سيطرتها عليه وعلى مقدراته.

بعد خمس سنوات من الحرب على الشعب اليمني بحجج واهية وارتكاب ابشع الجرائم بحق الانسانية امام مسمع و مرأى العالم بما فيها اصحاب منصات السلام وعلى رأسهم الامم المتحدة، اليوم وبكل الوقاحة يقف وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” امام عدسات الاعلام ويوكد دعم بلاده للسعودية لحماية المصالح الامريكية وبذريعة محاربة النفوذ والتدخل الايراني.

منذ بداية الحرب في مارس 2015م كانت الاطماع الصهيو أمريكية في اليمن واضحة وهو باب المندب يحل محل مضيق هرمز، واليوم تشديد الازمة الايرانية – الامريكية بقرار السلطات الأميركية لتطبيق المرحلة الثانية الأكثر تشدداً من العقوبات الأميركية المفروضة على إيران مطلع مايو المقبل، بإيقاف كلي للصادرات النفطية الإيرانية ورفع الإعفاءات التي كانت تقدمها إدارة الرئيس الأميركي ترمب لثماني دول؛ أبرزها الصين والهند وتركيا واليابان، تتجلى في اليمن بصورة واضحة وتصريحات ” بومبيو” يدل على هذا الامر.

بدورها ايضا، هددت إيران بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي في الرد على تشديد العقوبات عليها، وذلك بإغلاق مضيق هرمز على صادرات نفط بعض دول الخليج العربية، إذا جرى منع تصدير النفط الإيراني.

ومن ناحية اخرى، الثورة اليمنية بعد 5 اعوام من صمودها التارخي والصناعات العسكرية اليمنية اثارت مخاوف التحالف على رأسهم الولايات المتحدة والغرب بشأن ما سيجري في المنطقة وكما تشير المعلومات ان السعودية مسرورة بتشديد الهجة بين أمريكا وايران بشأن النفط كما انها تعرف ان قدرات اليمن العسكرية سوف تضع ترامب وحكومته بين فكي كماشة لتتمتع اكثر من الدعم الامريكي الغربي دون مقابل.

اما ما يتم تصريحه من جانب قوى التحالف بشأن اليمن بأنهم يبحثون عن السلام في اليمن تعتبر استراتيجية تظليلية، وكما صرح رئيس اللجان الثورية العليا “محمد علي الحوثي” في تغريدته: “بومبيو يمثل سياسة إدارة البيت الأبيض، التي رفضت قانون الكونغرس (إيقاف الدعم للتحالف العسكري العربي) ووقع رئيسها على الفيتو ضده، و أي تصريح هو يخدم الأهداف الرافضة لإيقاف العدوان على اليمن ومحاولة حثيثة لاستمراره لاستمرار الأموال الخليجية في تدفقها للخزينة الأمريكية كما هو معروف ومعلن من قبل ترامب”.

وكما تشير التقارير، ان السعودية في العقد الأول من القرن الـ21 طرحت مشروع إنشاء قناة لمد أنبوب نفط وتأمين نقل صادراتها النفطية عبر محافظتي حضرموت والمهرة اليمنيتين، على أن تشتري المنطقة والأرض اليمنية التي سيتم فيها إنشاء القناة وتُمد فيها الأنبوب، لنقل النفط السعودي كحل بديل في حال تعثرت صادراتها من العبور من مضيق هرمز الذي تسيطر عليه إيران، في الاصل ان هذه الطروحة ليست سعودية بل أمريكية بحتة، كن ومع انطلاق الحرب بقيادة السعودية، وفشلهم للسيطرة على باب المندب ترى الولايات المتحدة الامريكية إنشاء هذه القناة ومد أنبوب لنقل نفطها عبر الأراضي اليمنية بالقوة، بحجة دعم الشرعية واستعادتها في اليمن افضل حل ، حيث كشف طول مدة الحرب عن هذه الأطماع في اليمن من خلال السيطرة على الموانئ الاستراتيجية اليمنية ومنابع الثروة النفطية وإبقائها تحت سيطرتها عبر قواتها والميليشيات التي تدعمها.

وفي الوقت الذي تحاول ما تسمى بالحكومة الشرعية أن تغطي على الاحتلال الامريكي الصهيوني لليمن نرى تصريحات من يمثلون سياسة إدارة البيت الأبيض تكشف النقاب عن اطماعهم في اليمن، وهذا كله يرى الشعب اليمني نفسه المعني بالرد والتحرك لمجابهة المحتل بكل الطرق والوسائل المتاحة لأنه ما تسمى بـ الشرعية باتت امريكية صهيونية بحتة وبامتياز.