الخبر وما وراء الخبر

أخلاق القرآن أنتصرت على تحالف العدوان

63

بقلم| منير الشامي

تجلت أخلاق القرآن الكريم والأخلاق النبوية والحيدرية في شخصية قائد المسيرة القرآنية السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه خلال قيادته لمواجهة العدون منذوالوهلة الأولى لعدوانهم الغاشم وتجلى نور أخلاقه في أبهى صورة بمواقفه من هذه الحرب الظالمة وفي أقواله وخطاباته وتوجيهاته التي لم تحد قيد أنملة عن ما ورد في القرآن الكريم أمرا ونهيا ودعوة ونصحا وتمسكا والتزاما

وقد انعكست هذه الاخلاق في سلوك الجيش واللجان الشعبية بإعتبارهم ثمرة من ثمار هذه القيادة الربانية ونموذج من نماذج خريجي هذه المدرسة القرآنية وبرزت تلك القيم والاخلاق في تعاملهم الراقي بروح المسؤلية الايمانية مع حشود وجنود العدو ومرتزقتهم ومع سكان المناطق التي وفقهم الله تبارك وتعالى في تطهيرها ،خلال اربعة أعوام فظهر تعاملهم في قمة الرقي الانساني والكمال الاخلاقي مع اسرى العدو والجرحى منهم ،حتى وصل بهم الإيثار إلى تقديمهم على انفسهم بزادهم وشرابهم ومعالجتهم ، وكذلك في حمايتهم وتأمينهم والتخفيف من جزعهم وتطمينهم بأنهم أخوة لهم وأن يعتبروا أنفسهم ضيوفا عندهم .

حتىوصل قائد المسيرة السيد عبدالملك في أخلاقه وتعاملة مع اسرى العدوان مرتزقة وغزاة إلى التوجيه بإطلاق سراحهم لوجه الله تقديرا لظروفهم الصحية وحالاتهم المرضية فكان تعامله معهم أرقى تعامل إنساني بحت بغض النظر عن موقف قيادتهم تجاه اسراهم بالاهمال واللامبالاة او تجاه انتهاكاتها وجرائمها بحق اسرى الجيش واللجان الشعبية .

تعامل لم يحدث في تاريخ الحروب ولم نسمع بمثل هكذا تعامل إلا في غزوات الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحروب الامام علي عليه السلام وفي كربلاء بمواقف الامام الحسين بن علي عليه السلام .

لم تظهر فيهم نزعة الانتقام ولم تغرهم نشوة النصر ولم توثر في نفسياتهم جرائم عدوهم الوحشية والارهابية في زملائهم الاسرى والجرحى الذين ارتكب فيهم العدوان ابشع الجرائم واسوأ المعاملة فمنهم من دفنوه حيا ومنهم من ذبحوه وسحلوه وخلسوا جلده ومنهم من اعدموه رميا بالرصاص ، ومنهم من عذبوه حتى الموت لم يرحموا جريحا مستجير ولا اسيرا بين ايديهم لا يملك من امره شيئا ، ونشروا كل ذلك بمشاهد مصورة بالصوت والصورة لتظل شاهدة على سقوطهم الانساني وتفسخهم الاخلاقي أملا منهم في إرهاب ابطالنا المجاهدين فما زادتهم إلا شجاعة وإقداما وتمسكا والتزاما بأخلاق المسيرة القرآنية وطاعة وامتثالا لتوجيهات السيد القائد العلم لهم إلى كل موقع وكل جبهة ، رغم حجم ما خلفته تلك الجرائم الوحشية بحق زملائهم ورفقاء دربهم في نفوسهم من كمد وغضب ولوعة وألم وأحزان

اربعة أعوام لم يفجعوا فيها أسيرا ولا عذبوا منهم أحدا ولا روعوا فيها أمنا ،ولا استهدفوا مدبرا فر من امامهم ،بل جعلوا توجيهات القائد السيد العلم دستورا في تعاملهم في الجبهات وتجلى عفوه عند المقدرة عن الاسرى دفعة تلو دفعة ونال بعض المرتزقة عفوه وصفحه مرة تلو وأخرى فلم يمسكوا جميلا ولا حفظوا معروفا .

لقد أنتصر قائد المسيرة القرآنية ورجالها وابطالها أخلاقيا من اول يوم وهزم تحالف العدوان ومرتزقته ودواعشه من اول غارة بسقوط انسانيتهم وأخلاقهم أمام العالم الاخرس .

يستهدفون أطفالنا ونسائنا ورجالنا في كل مكان ويرتكبوا مجازر تلو المجازر من اول يوم وحتى الأن ، متعمدين ذلك املا منهم في دفعنا لنحذوا حذوهم ونعاملهم بالمثل فنستهدف الابرياء ، ولدينا القدرة على ذلك لكن حكمة قائدنا وأخلاق قرآننا حالت دون جرنا نحو ارتكاب جرائم بحق الابرياء فلم تتحقق أحلامهم الوحشية ولم نسقط إلى مستوى أخلاقهم العدوانية
ولم نستهدف طيلة العدوان إلا أهدافا عسكرية بحتة ١٠٠٪ ولم يسقط بصواريخنا ولا طائراتنا المسيرة حتى مدني واحد ، وكل ذلك بتوجيه قائد المسيرة السيد العلم سلام الله عليه .

فالنصر الحقيقي هو انتصار القيم والاخلاق ولا يعد النصر العسكري نصرا إن لم يسبقه النصر الاخلاقي والقيمي ، ولذلك فلا غرابة إن تفوق الشعث الغبر حفاة الاقدام بأسلحتهم البسيطة على تحالف عالمي لأقوى الدول عسكريا واغناها أموالا واكثرها عددا وعدة

لقد تفوقوا علينا بالامكانيات العسكرية والمادية والتكنلوجية والبشرية بٱلاف المرات وتفوقنا عليهم بالاخلاق القرآنية والقيم الانسانية بآلاف المرات فما أغنت عنهم إمكانياتهم وقدراتهم من بأس رجال الله وبها بأتوا أكثر ضعفا وهوانا وأما ابطالنا فبالاخلاق صاروا أعظم قوة وأكثر قدرة على تحقيق النصر تلو النصر ، ومثلما تفوق الذكاء على القوة تفوقت الحكمة والاخلاق على كل العوامل المادية في الحرب