الخبر وما وراء الخبر

البحر الأحمر.. والمؤامرة الصهيونية

32

بقلم / عبدالفتاح علي البنوس

لفت انتباهي منشور للزميلة رند الأديمي نشرته في عدد من مجموعات الواتساب تحدثت فيه عن حجم المؤامرة الصهيونية التي تحاك ضد البحر الأحمر ، حيث كشفت عن معلومة نقلها لها دكتور دبلوماسي من سلطنة عمان أكد لها من خلاله بأن البحر الأحمر أصبح تحت سيطرة سلطات الاحتلال الصهيوني وأنه لم يتبق سوى الحديدة حتى يتحول البحر الأحمر كله إلى بحر صهيوني ” ، هذه المعلومة وإن كانت متداولة من وقت سابق في ظل المطامع الصهيونية الواضحة للعلن في السيطرة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب خدمة لأجندتها وأهدافها الاستعمارية ، ولكن اللافت في الأمر هو الحديث عن التمدد الصهيوني الحاصل في البحر الأحمر ، والذي يشير بكل وضوح إلى أن العدوان الذي تشنه السعودية والإمارات وأمريكا وإسرائيل وبريطانيا ودول التحالف الإجرامي على بلادنا يهدف في المقام الأول لتمكين الكيان الصهيوني من احتلال البحر الأحمر والهيمنة على باب المندب.

وما المحاولات المستميتة لقوى العدوان لاحتلال الحديدة وإحكام السيطرة عليها من خلال سلسلة الزحوفات والعمليات المتتالية التي حشدت لها قوى العدوان أضعاف ما حشدته في بقية الجبهات طيلة الأربع السنوات الماضية ، إلا من أجل تمكين الكيان الصهيوني من السيطرة على البحر الأحمر بالكامل بعد أن نجح هذا الكيان المحتل من الهيمنة على البحر الأحمر وطريق الملاحة الاستراتيجي الذي يمر عبر مضيق باب المندب الذي بات تحت سلطة قوى الغزو والاحتلال والتي تعمل لحساب الكيان الصهيوني ، بما في ذلك الأمم المتحدة والتي ما تزال تراوغ وتتلاعب بمواقفها وتوجهاتها ، من أجل إنهاك الجيش واللجان الشعبية وإجبار القوى الوطنية على الاستسلام للسعودية والإمارات وأمريكا وإسرائيل وإعلان التطبيع مع الأخيرة والاعتراف بها ، وهي السياسة التي تتبناها الإدارة الأمريكية وتسعى لتمريرها من خلال ما يسمى بصفقة القرن والتي تهدد القضية الفلسطينية بالتصفية.

إذاً، كل الشواهد تؤكد على أن العدوان على الحديدة خاصة والساحل الغربي عامة إسرائيلي بامتياز ، وأن المعركة معركتهم وما السعودي والإماراتي إلا أداة بأيديهم ، يعملون من أجل خدمة مصالحهم وتحقيق أهدافهم ، وإنفاذ مؤامرتهم الكبرى التي تستهدف البحر الأحمر بالكامل والتحكم في مضيق باب المندب ، وهو ما يفسر رفض قوى العدوان ومرتزقتهم تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة ، وإصرارهم على التصعيد والتأزيم ، فالمؤامرة الصهيونية تستهدف القضاء على الجيش واللجان الشعبية والقوى الوطنية المناهضة للعدوان ومشاريع الهيمنة والاستغلال الأمريكو صهيونية ، فهم يدركون بأن أنصار الله كحركة تحررية وطنية مناهضة للكيان الصهيوني والغطرسة الأمريكية هم العقبة الكؤود التي ستحول دون تمكينهم من السيطرة على البحر الأحمر والهيمنة على مضيق باب المندب ، لذلك قرروا إشعال جبهة الحديدة من أجل السيطرة عليها باعتبارها المخنق لبقية محافظات الجمهورية ، كونها الرئة التي يتنفس منها غالبية أبناء الشعب اليمني في ظل الحصار المطبق المفروض على بلادنا برا وبحرا وجوا.

بالمختصر المفيد، لا شرعية يقاتلون من أجل استعادتها ، ولا جمهورية يدافعون من أجلها ، ولا وطن يتحالفون من أجله ، هذا حال قوى العدوان ومرتزقتهم ، ومعركة الحديدة كانت وما تزال من أجل تمكين الكيان الصهيوني من السيطرة على الحديدة والهيمنة على باب المندب ، ليس لديهم أجندة وطنية ، فهم جزء من المؤامرة الصهيونية القذرة على الحديدة التي تم تدشين مرحلة جديدة منها ، خلال اجتماع دول العدوان في مقر البعثة السعودية في نيويورك قبل أيام بحضور المسخ المتصهين خالد اليماني ، لذا فالواجب علينا دعم وإسناد معركة الساحل الغربي بكل جهودنا وطاقاتنا وإمكانياتنا، فالمؤامرة أكبر وأخطر مما نتخيل جميعا ، وعلينا أن نتحلى بالوعي والبصيرة من أجل إفشالها والبداية برفد الجبهات بالرجال والمال وقوافل المدد ، تعزيزا للصمود وإسنادا لمعركة التحرر ، في طريق تحقيق النصر المؤزر بإذن الله وتأييده وتوفيقه.

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.