سيد الكهف.. القائد الذي لا يهزم
بقلم / محمد الصفي
قائد ثوري، ورمز تحرري في الوجدان والمخيال الشعبي اليمني، جاء على موعدٍ مع القدر، بعد أن ظل يغازل مخيلاتهم طيلة عقود، وأصبح يشغل الإعلام العبري، والصحافة الغربية، ومراكز الدراسات والبحوث الأمريكية والبريطانية لتحليل شخصيته.
خلفية إيمانية آتَى منها القائد المنتمي لتراب أرضه ووطنه، جعلته مقربا من الجميع، وصار مثالا وعلما يحتذى، وضوءا في ظلمة الغزو والاستعمار القاتمة، يشارك المعدمين المعاناة، ويتقاسم معهم الحلم والأمل تحت راية النضال والحرية.
التجارب والأحداث لا تصنع فناناً تشكيلياً أو شاعرا أو كاتبا، إلا إذ اعتبرنا أن كل من يعيش في الأمازون بإمكانه رسم غابة، ومن يقطن في المالديف بإمكانه أن يؤثث نصا شعريا عن الطبيعة، وأن كل من مرت عليه جرائم استثنائية بإمكانه أن يكتب رواية بوليسية، وانا أحاول هنا أن أكمل مقالي.
حسابات الربح والخسارة المتمخضة عن حرب تحالف أقوى دول العالم سلاحا وهيمنة، وأثراها مالا ونفوذا على اليمن لا تمت بصلة إلى ما يعرض على الشاشات الكبرى أم الصغرى من أفلام أكشن، كون ما يجري على الواقع بعكس صخب المشاهد الهوليودية.
ما كان أحد ليظن أنه وفي الأشهر الأولى سينقلب السحر على الساحر، وتتساقط أحجار الدومينو بسرعة خيالية، ويغير تحالف العدوان وضعيته من الهجوم إلى الدفاع، بعد أن تجاوز مقاتلو اليمن الأسلاك الحدودية الشائكة، وقطعوا مسافة طويلة إلى عمق أراضي العدو السعودي، وأصبحت مدن المملكة والإمارات تحت رحمة صواريخ اليمن الباليستية.
أربعة أعوام مضت حافلة بالشجون والقصص والتحديات، تخللتها محاولات فاشلة لتحالف محور الشر، بغية تركيع وإخضاع شعب يأبى الاستسلام والانبطاح والهزيمة والانكسار، في خضم معركة تصدر النسق الأول فيها السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي، بما يمتلكه وهو قائد الثورة اليمنية -الواثق بنصر الله- من شخصية كاريزمية جاذبة، فقد كان له الأثر الفعال منذ الوهلة الأولى في تحريك أحرار اليمن نحو التحرير والتغيير والمقاومة، وتحفيزهم للنهوض بمسؤولياتهم الدينية لمواجهة عدوان غاشم يستبيح الأرض والعرض، وتبنيهم للأهداف الوطنية والعمل بكل جد وإخلاص حتى تحقيقها.
حرب غير متكافئة، لو كانت ضد دولة عظمى لانهارت في أسابيع معدودة، إلا أن النتائج في الميدان كانت بعكس توقعات خبراء التحليل العسكري والسياسي، ما جعلهم يدركون أن الإمكانات العسكرية والتكنلوجيا الحديثة ليست ذات أهمية في معركة أحد أطرافها بلد يعرف رجاله بـ البأس الشديد، وأرضها بـ مقبرة الغزاة، وفيها قائد تاريخي تأكد لمحبيه ومن قبلهم أعداؤه بأنه سيد القول والفعل.