الخبر وما وراء الخبر

بين عرس الشعب وديكور سيئون: الـ “سيئون” في سيئون.

88

ذمار نيوز | خاص | تقرير: فؤاد الجنيد 9 شعبان 1440هـ الموافق 14 إبريل، 2019م

انتهت يوم أمس عملية الإنتخابات التكميلية للمقاعد الشاغرة وسط إقبال كبير من الناخبين الذين قضوا وقتا دون من يمثلهم في البرلمان في وقت تشهد فيه البلاد أصعب ظرف منذ تأريخها بفعل عدوان همجي وحصار ثلاثي مطبق للعام الخامس على التوالي. عرس ديمقراطي افتقده الشعب كثيرا بعد سلسلة من الإضطرابات التي شهدتها البلاد واقتصرت على النظام السياسي وشملت تبعاتها كل الوطن الكبير شمالا وجنوبا.

ثقة الشعب

في محافظة ذمار جرت العملية الإنتخابية في دائرتين، الأولى الدائرة 203 في مديرية جبل الشرق، والأخرى الدائرة 214 في مديرية وصاب السافل، وقد أسفرت عملية الفرز عن فوز الشيخ محمد عبدالله المقداد في الدائرة 203، والشيخ محمد حميد المصباحي في الدائرة 214، وعبر المواطنون عن ارتياحهم وسعادتهم بهذا العرس الإستثنائي الذي خول لهم اختيار مرشحيهم لعضوية مجلس النواب، ومنح الثقة لمن يرونه جديرا لتمثيلهم التمثيل السوي والمسؤول، بناء على معايير الكفاءة والنزاهة والوطنية، بعد أن خان أغلب النواب ثقة ناخبيهم وباعوهم وباعوا الوطن بحفنة من الدراهم والريالات وافترشوا تراب الذل والهوان وتركوا الوطن يكابد الويلات ويدفع ثمن عمالتهم وخيانتهم وهم غارقون في ترف المال الخليجي وديباج غرف الفنادق.

السيئون في سيئون

في مسرحية هزيلة تضاف إلى سجل مرتزقة العدوان الحافل بقصص الإنبطاح وسذاجة المواقف والأدوار، تجمع رهط من القوم الذين افرطوا في التصفيق والتشريع والتبرير لجرائم العدوان بحق اليمنيين الأبرياء منذ بداية العدوان، ودعوا لإجتماع أسموه إجتماع البرلمان اليمني في سيئون بعد أن قبضوا ثمن هذا الحضور لإلتقاط صورة لديكور رخيص ومكشوف، هذا الإجتماع الذي لجأ العدوان لملئ مقاعده الفارغة بالصحفيين والناشطين، وتغطية خلفية القاعة بالستائر لم يأتي بجديد من باب فاقد الشيء لا يعطيه، وكشف ضعف العدوان وتعلقه بأي قشة تنقذه من الغرق في الوحل اليمني الذي علق فيه مبكرا، وبالرغم من الإعداد المبكر لهذا الإجتماع وحشد الطاقات وصرف الأموال واستخدام عنصري الترغيب والترهيب؛ إلا أن الإجتماع لم يحضى بحضور ربع نصاب البرلمان اليمني، واكتفى بجلسة لساعات ومن ثم غادر الجمل بما حمل، وعاد كل الحضور إلى غرفهم وفنادقهم في عواصم الخارج على متن طائرة حشروا فيها كالقطيع.

لماذا عقدت الجلسة..؟؟

إن الغرض من عقد جلسة لمجلس النواب تحت إي مسمى وبأي عدد وفي حضرموت بالتحديد ليس لإحياء دوره السياسي كمؤسسة سياسية ودستورية وأن كانت القوى الحزبية فيه ستوظف هذا اللقاء توظيفا سياسيا مخادعا، فالسعودية التي تدفع بشدة نحو عقده لا تعترف أصلاً بشيء أسمه برلمان ولا انتخابات، ناهيك عن ديمقراطية من الأساس، لكن هدفها هو أن تجعل هذا المجلس مشرعنا قانونياً -أو بمعنى أوضح محللا شرعياً- لاتفاقيات اقتصادية وغير اقتصادية بين السعودية وحكومة الفار هادي، منها الإطلالة النفطية السعودية على بحر العرب عبر محافظة المهرة كنافذة قريبة ومختصرة صوب أسواق النفط وغيرها من الأطماع التي قد يتم تمريرها على حين غفلة من الزمن بالإستفادة من الظروف الاستثنائية على غرار اتفاقيات الحدود اليمنية السعودية عام2000م بعد ظروف حرب 94م، حتى تأخذ هذه الاتفاقيات اليوم السند القانوني والشرعي لها، خصوصاً وأن كل الأحزاب الممثلة بالمجلس -على اختلافاتها وخصوماتها الدموية- ما تزال تجمع على الولاء والطاعة لتحالف العدوان.