الخبر وما وراء الخبر

تشوهات الخلقية في اليمن.. أيوب والإعاقة الدائمة

55

تسببت الحرب التي تقودها السعودية والإمارات على اليمن منذ أربعة أعوام واستخدمت فيها الأسلحة المحرمة في ظهور حالات التشوه الخلقي الناتجة عن الغازات السامة والإشعاعات الضارة التي تصاحب تلك الأسلحة.

 

الطفل أيوب حسن عمره شهر واحد، يرقد في مستشفى السبعين وسط العاصمة صنعاء منذ أول يوم لمولده، مصاب بمرض السحايا، تقول والدته لوكالة الصحافة اليمنية: “تعرضت قريتنا للقصف قبل عام من الآن، وحينما كنت خارج القرية ذات يوم للعمل في الوادي تعرضت المنطقة للقصف مرة أخرى”.

 

الأطباء زرعوا جهازا في رأس الطفل لامتصاص السوائل، لكنهم قالوا إنه سيكون عاجزا عن الحركة بقية حياته لأن إصابته بفتحة في ظهره جراء السوائل ستتسبب في إعاقة دائمة له.

 

نشوهات مستمرة

أيوب – مستشفى السبعين

وقالت مدير مستشفى السبعين للأمومة والطفولة ماجدة الخطيب لوكالة الصحافة اليمنية إن “التشوهات الخلقية التي ظهرت في اليمن مؤخرا سببتها الصواريخ المحرمة التي أدت إلى ظهور تشوهات غريبة شبيهة بتلك التي ظهرت في الفلوجة خلال الأعوام الأولى للعدوان على العراق وما زالت مستمرة”.

 

وأشارت الخطيب إلى أن “حالات التشوه ستستمر وتتفاقم بسبب انهيار المنظومة الصحية في اليمن جراء القصف الذي استهدفها بشكل مباشر”، مؤكدة أن المنظمات الدولية التي لم تحرك ساكنا خلال الأربع سنوات الماضية ولم يحرك شعورها هذا الجيل المشوه لن يكون لها صوت في المستقبل.

 

أمراض نفسية

أحد الأطفال المشوهين في مدينة الحديدة

من جانبه قال طلعت الشرجبي – المتحدث باسم وزارة حقوق الإنسان في صنعاء – إن “نسبة التشوهات الخلقية بين 2015 – 2017 زادت بشكل ملحوظ وأن الوزارة رفعت بتقارير عن ذلك إلى منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة”، مؤكدا أن هذا الجيل من المشوهين سيعانون من أمراض نفسية هم وأسرهم وسيزيدون من العبء الملقى على عاتق أسرهم والدولة على السواء، وتساءل الشرجبي قائلاً: “ما ذنب هؤلاء الأطفال وما الذي اقترفوه ليعاقبوا بهذا الشكل؟”.

 

وكانت منظمات أممية طالبت بإيقاف تصدير الأسلحة إلى التحالف نتيجة استخدامه أسلحة محرمة لقصف المدنيين في اليمن، وسجلت تلك المنظمات مناطق إشعاع ضار في صعدة وصنعاء والحديدة، منها الأمم المتحدة والعفو الدولية.

 

ومع دخول الحرب على اليمن عامها الخامس، يستمر التحالف في استهداف المدنيين في كافة المحافظات مع استمرار تضييق الخناق من خلال الحصار الذي تزامن مع القصف، وهو ما أدى إلى كارثة إنسانية وصحية واقتصادية، وانتشار الأوبئة، ما جعل من اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم.