الخبر وما وراء الخبر

معركة الضالع الخاطفة: عنصر المفاجئة يكسب الرهان.

62

ذمار نيوز | خاص | تقرير: فؤاد الجنيد 27 رجب 1440هـ الموافق 2 إبريل، 2019م

بنفس العملية الخاطفة والمفاجئة في صرواح مأرب قبل أشهر، يعيد أبطال الجيش واللجان الشعبية هذا السيناريو إلى الواجهة مجددا وهذه المرة من محافظة الضالع، حيث تم استعادة أكثر من مائة متر مربع وتطهير نفس الرقم من المواقع العسكرية والجبال والتلال الإستراتيجية التي كانت ترزح تحت سيطرة ميليشيات العدوان في المحافظة.

وقت قياسي

120 ساعة هي إجمالي الوقت الكافي الذي أحتاجه الجيش واللجان الشعبية لتطهير واستعادة مواقع عدة، كلفت العدوان سنوات وأشهر للسيطرة عليها في الفترة الماضية، ومعارك طاحنة دارت رحاها سقط خلالها العشرات من مرتزقة العدوان بين قتيل وجريح، واغتنم المجاهدون العديد من الآليات العسكرية والعتاد. هذه المعركة تضاف إلى رصيد الإنتصارات اليمنية في مختلف الجبهات تدشينا للعام الخامس من الصمود والثبات في وجه العدوان.

تحييد الطيران

لم ينجح الطيران السعودي الإماراتي في تقديم إي مساعدة تذكر لمرتزقته على الأرض، فطبيعة المساحات الواسعة والجبال الوعرة لم تفد فيها سوى حرب العصابات والهجوم والهجوم المضاد، والتقدم السريع مع تأمين الخلفية للسيطرة على التلال والمواقع المطلة على أرضية المعركة، وهو ما يتفنن فيه ابطالنا المجاهدين، وهذا لا يعني أن الطيران لم يتدخل في تلك الأحداث المباغتة، فرغم القصف المكثف والعشوائي كان يستهدف أرضا فارغة، ومرتزقة العدوان لا يستطيعون الصمود ساعة واحدة دون غطاء جوي، الأمر الذي جعلهم يفرون للنجاة بأنفسهم مخلفين وراءهم السلاح والعتاد.

مواقف الشرف

لقد كان الموقف الرجولي المشرف لسكان المناطق التي احتضنت المواجهات من أهمّ العوامل التي ساعدت على تكلل العملية العسكرية بالنجاح، بل إن أبناء تلك المناطق كانوا في مقدمة الصفوف لتحرير أرضهم من دنس الغزاة والمحتلين. فمنذ سيطرة العدوان على مناطقهم منذ عامين صب عليهم جام الإهانة والإذلال ونهب ممتلكاتهم واعتدى عليهم وضيق الخناق على تحركاتهم وصادر حرياتهم، الأمر الذي خلق سخطا وغضبا شعبيا تجاه تلك التصرفات ودفع بالجميع إلى الإلتحام مع أبناء الجيش واللجان الشعبية لتحرير تلك المناطق.

العفو العام

بعد انتهاء المعركة وتكللها بالنصر، وجّهت قيادةُ المنطقة العسكرية الرابعة، دعوةً لكل مَن تبقى من المتورطين الذين قاتلوا مع العدوان، في محافظة الضالع، لتسليم أنفسهم، وتعهدت بمنحهم الأمان، وسيتم معاملتهم وفقا لقرار العفو العام الصادر عن المجلس السياسي الأعلى. بالإضافة إلى تخصيص المنطقة العسكرية مبالغ مالية كمكافئة لأي مواطن من أبناء المحافظة يلقي القبض على أي مرتزِق أو خائن تورَّط وقاتل مع الغزاة في المناطق التي تم تطهيرُها بمحافظة الضالع، ولم يبادر إلى تسليم نفسه للاستفادة من قرار العفو، هذا الأمر أجبر مرتزقة العدوان على ترك أسلحتهم وتسليم أنفسهم لأبطال الجيش واللجان الشعبية حفاظا على حياتهم.

مسك الختام

أصابت هذه العملية قوى العدوان في مقتل، ولليوم الثالث على التوالي يواصل الطيران الحربي غاراته الهيستيرية على محافظة الضالع وتحديدا مريس ودمت لمحاولة ارهاب الأهالي، وإثبات أنه حاضرا لإنقاذ مرتزقته الذين تركهم يواجهون الموت في تلك المعارك الطاحنة، ويخشى أن يكون ذلك درسا لمرتزقته في مختلف الجبهات فتنكسر عزيمتهم وتخور معنوياتهم في الإستمرار في تسليم وطنهم للغزاة بحفنة من المال. هذا الإنتصار قابله أبناء الضالع بالفرح والإحتفاء وحفاوة الإستقبال كما أظهرت ذلك صور وزعها الإعلام الحربي بعد انتهاء المعركة.