قمم “الخيانة” العربية
ذمار نيوز | مقالات 27 رجب 1440هـ الموافق 3 ابريل 2019م
بقلم | نجم الدين العماد
انتهت يوم امس في العاصمة التونسية القمة العربية العادية لملوك وامراء ورؤساء الدول العربية.
التمثيل في اعمال القمة كان متفاوت – كالعادة ، الا انها تميزت بحضور الامين العام للأمم المتحدة ، الذي خدع بالتاكيد !!! ،اذا كان ينظر اليها كقمة للاتحاد الاروبي ، او كقمة دول ” اسيان” ،او كقمة ” دول الكونكاف” قي امريكا اللاتينية التي تخرج بقرارات ذات تاثير بالغ على مستوى موطني الدول الاعضاء او على مستوى مسرح الاحداث الدوليه .
كما ان قمم زعماء هذة الدول تحضى بترقب ومتابعة على كل الاصعدة الدولية؛ للاسف قممنا العربية فقدت ادنى بوادر التاثير؛ ولن ولم تكن يومأ حاملة لتطلعات الشعوب العربية.
مع كل قمة عربية اصبح المواطن العربي ينظر اليها ” كطالع شؤم”، لانها تأتي مع كل نكبة ومصيبة وفشل جديد للعرب؛ وقد جأت هذة القمة بتوقيت حساس، ولم يمر على قرار ” ترامب” الخاص بضم “هضبة الجولان السورية ”
الى السيادة الاسرئيلية الا أيام قليلة؛ وقبل حوالي العام اصدر “ترامب” ايضا قرار ينص “ان القدس العاصمة الابدية لدولة اسرئيل”؛طبعا مثل هذة القرارت قد تفجر حروب اقليمية وعالمية؛ ولكن العرب مع كل حدث جلل يجتمعوا كالعادة ويصدروا بيان ختامي يستنكروا فيه بأشد العبارات ما اصابهم.
في المقابل فان جميع هذة القرارات التي من شأنها تصفية القضية الفلسطينية تحت مايسمى في الادبيات السياسية ” صفقة القرن” تتخذ بموافقه وتاييد جميع الزعماء العرب؛ وبالتالي فان هذة الزعامات لم تكن يوما حاملة تطلعات شعوبها؛ وهذا ما انعكس على عمل الجامعة العربية التي تأسست قبل حوالي “ثلاثه أرباع القرن”، وشهدت على اعظم نكبات ونكسات العرب، بل ان دورها تطور واصبحت ترعى اهم الصفقات المشبوهة بفعل سيطرة “المال” الذي يضخه العرب الأغنياء ممثلا بدول الخليج، وبفعل نظامها الداخلي العتيق الذي يشترط ان تتخذ كل القرارت التي تتخذها الجامعة ” بالتوافق”، وهذا ما اتاح لدول الخليج الاكثر غناء شراء تأييد الفقراء العرب، وباتالي اصبحت فعلا الجامعة العربية “بيت الخيانة” الشهير.
تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الشهير ، والذي رحل وهو يشاهد القمم الاولى لزعماء العرب برعاية “الجامعة” في نهاية الاربعينيات وبداية الخمسينيات من القرن الماضي قال: ” اذا مات العرب تموت الخيانة” ، بينما قال اذا مات الروس يموت معهم السلام ، وبموت الالمان تموت القوة ، وبموت الانجليز تموت السياسة، وبموت الفرنسيين يموت الرقي والفن ، وبموت الامريكان يموت الغنى- اي تراكم الثروات، وليس الطرب.
ترافق تأسيس الجامعة العربية مع تاسيس الامم المتحدة عام 1945م ، كأول تجمع اقليمي على مستوى العالم؛ يرتبط اعضائها بقواسم مشتركة تؤدي الى جمعهم اكثر ماتفرقهم مثل الجغرافياء والتاريخ المشترك، والدين واللغة، وفوق كل هذا المصير المشترك، وعلى مايبدو حتى وان كانت هناك عوامل مشتركة اقوى واشد، وأوامر ربانية فلا يمكن ان يتوحدوا لأن”جينات الخيانة”تطغي بشكل واضح على كل علاقتهم مع اخوانهم.
تجسد ذلك في علاقات اهم الانظمه العربية مع اسرئيل ، وتطور مستوى التعاون ليس الامني والمخابراتي بل الاقتصادي؛ بالمقابل تشهد العلاقات العربية العربية مستوى غير مسبوق من التدهور والانهيار، وصلت حد دعم بعض الدول العربية لعوامل واسباب انهيار دول عربيه اخرى، مما ادى الى اتساع الفجوة ، حتى وصل الامر الى تجميد عضوية سوريا وخلو مقعدها منذ سنوات في الجامعة العربية وجميع المنظمات التابعة لها؛ واليات عملها انعكاس لمستوى تفكير زعمائنا.
آن الاوان لتجاوز الهياكل البالية وصنع نموذج جديد وبيت عربي نفخر بالانتماء اليه ويجعلنا ننسى كل اخفاقاتنا، الذي جسدها ذات مرة الشاعر العراقي “موفق النواب ” عندما اقتحم احد القمم العربية في دمشق وقال مخاطبا الزعماء العرب :” عربأ اولاد القحبة انتم ……. الخ”.
اتمنى أن تستفيد الجامعة من ابسط تجمع إقليمي وتتجاوز الاخفقات التي اوصلتنا الى اليأس او التفكير بالهجرة.