الحملات الأمريكية الغربية ضد السعودية وجدلية “القاعدة وداعش”
كتب / محمد فايع
هل المراكز والمعاهد والجامعات الوهابية السعودية من أنشأة ما يسمى بتنظيم القاعدة سابقا وما يسمى بتنظيم داعش اليوم ؟ ..أم هي المكاتب الفيدرالية لوكالة المخابرات الأمريكية ؟
وإذا المهمة كانت ومازالت مشتركة بين مراكز ومعاهد وجامعات آل أسعود الوهابية وبين مكاتب المخابرات الأمريكية الفيدرالية ؟ فمن المستفيد ومن المتضرر في النتيجة من صناعة مسمى التكفير القاعدي الداعشي سواء في الماضي أو الحاضر حتى في المستقبل ؟..
تساؤل آخر أيضا إذا كنا نعرف جميعاً بأن السعودية ليست فقط مجرد دولة شريكة وصديقة لأمريكا؟ بل هي بكل إمكانياتها الإعلامية والثقافية والاقتصادية وبكل ثرواتها وكل سياساتها الخارجية دولة مسخرة في خدمة مخططات المشروع الأمريكي الإسرائيلي ليس فقط على مستوى المنطقة والعالم الإسلامي بل وعلى المستوى العالمي . …فلماذا تُواجَه السعودية بحملة دعائية شديدة من جانب أمريكا ودول الغرب، الإعلام في الغرب الصحف والكتاب والقنوات التلفزيونية والإذاعات وغيرها تتحدث عن السعودية أنها دولة إرهابية وتدعم الإرهاب وأنها, وأنها …الخ
العديدمن المتابعين والكتاب يذهبون إلى القول بان تلك الحملات الإعلامية والتصريحات السياسية لأمريكية والغربية المتجددة ضد السعودية تأتي في إطار عمل مركز من ورائه اليهود وله أهداف تتعلق بالحرمين والحج والمنطقة ككل مؤكدين بان تلك الحملات الغربية الأمريكية لم تعد اليوم مجرد حملات إعلامية فقط بل غدت تصريحات معلنه يطلقها صناع وقادة السياسية الأمريكية والغربية الأمر الذي يكشف عن مسعى غربي أمريكي لعزل النظام السعودي عن محيطه العربي بشكل خاص والإسلامي والدولي يشكل عام تمهيد لضربه ولا نستبعد آن نرى يوما جيوش التحالف وبارجاته وطائراته تضر في ارض نجد والحجاز بذريعة مكافحة الإرهاب واستهدافه في منابعه ومصادر تمويله الوهابية على ارض نجد والحجاز ومصطلح الوهابية مصطلح مقرونا بالنظام أصبح يرد كثيرا ويتكرر من قبل الكثير من صناع السياسة الأمريكية والغربية وعبر وسائل إعلامهم
احدث تصريحات قادة وصناع السياسية الغربية أتت قبل أيام قريبة من نائب لمستشارة الألمانية وزير الاقتصاد والطاقة الألماني زيغمار غابريل في حوار مع الصحيفة الألمانية، بيلد أم سونتاغ ، السعودية بالتوقف عن تمويل المساجد التي تتبنى ما وصفه بالإيديولوجية الأصولية في الخارج المتهمة بتغذية التطرف
وأكد أن السعودية يجب عليها أن تتوقف عن تمويل المساجد التي تتبنى الإيديولوجية الأصولية في الخارج المتهمة بتغذية التطرف”.مضيفا أن “المذهب الوهابي وفر الإيديولوجية الكاملة لما وصفه بتنظيم الدولة الإسلامية ويساهم في نشر الأفكار المتطرفة بين مسلمين معتدلين في بلدان أخرى”.
ولفت زيغمار غابريل “يتم تمويل مساجد وهابية في جميع أنحاء العالم من المملكة العربية السعودية
مؤكدا ان المنيا ستمنع السعوديين من المساهمة في بناء أو تمويل المساجد في ألمانيا حيث تنشر الأفكار الوهابية”.
منظمات غربية وأمريكية تحدثت في تقاريرها عن الدعم السعودي المالي واللوجستي لحركات وشخصيات وجمعيات وهابية حول العالم ساهم بشكل حاسم في دعم الحركات الإرهابية عبر نشر ثقافة التكفير والكراهية ضد كل من لا يؤمن بالفكر الوهابي.
واعتبرت السعودية بلدا حليفا لأميركا أكدت أن كل الوثائق التي استندت إليها المنظمة لاتهام النظام السعودي بدعم الإرهاب عبر نشر ثقافة الكراهية والتكفير صادرة عن جهات سعودية رسمية أو موزعة عن طريق السفارات السعودية في الخارج أو هي صادرة عن جهات دينية سعودية معينة من قبل الملك السعودي أو أنها مطبوعة أو موزعة عن طريق جهات دينية أو مساجد مدعومة من السلطات السعودية .
المدير السابق للمخابرات الأميركية جيمس وولسي أدلى بشهادة أمام لجنة العلاقات الدولية في الكونغرس في الثاني والعشرين من ايار – مايو إلفين وأثنين عن علاقة السعوديين بدعم المنظمات التكفيرية فزعم أنه جاء كردة فعل سعودية على انتصار الثورة الإسلامية في إيران في العام ١٩٧٩
وأضاف وولسي : منذ سنوات الحرب الباردة تمتعنا والسعوديين بعلاقة تحالف قوية ومريحة ، كنا وإياهم على الجانب نفسه في الحرب الباردة وتبادلنا المنافع والخدمات ضد النفوذ السوفياتي في الشرق الأوسط وكان لنا دوما مصالح مشتركة معهم في شؤون عديدة منها النفط والعقود الحكومية
وأوضح جيمس ولكن سنوات ما بعد العام ١٩٧٩ جلبت لنا تغييرات عميقة في العلاقة مع السعوديين ، في تلك السنة تعرض الحكم السعودي لصدمات كان على رأسها انتصار ثورة الخميني
وأشار جيمس وولسي قائلا وبعد تلك السنة المضطربة لجأ السعوديون إلى دعم الحركات الوهابية المتعصبة ليس فقط في الداخل بل على المستوى العالمي حيث نشروا ثقافة الكراهية والحقد في كل العالم في إطار وحصلوا على دعم حكومي كبير لتمويل نشاطاتهم في الخارج ، في مقابل مساندتهم للحكم وتأمين الشرعية الدينية وليضمن النظام السعودي الدعم الديني لسياسته الداخلية والخارجية على مستوى المنطقة والعالم الإسلامي
وليس بعض الأميركيين فقط هم من يتهم السعودية بدعم الإرهاب ، فخبراء الإرهاب حول العالم يزعمون أن العلاقة السعودية الرسمية مع الحركات الإرهابية تعود إلى زمن التعاون ألمخابراتي السعودي مع الأميركيين لمواجهة الغزو السوفياتي لأفغانستان ولأهداف أميركية لا بسبب الحرص على حرية الشعوب المضطهدة ، حيث تولى الأمير تركي بن فيصل في تلك المرحلة تجنيد الشبان السعوديين والعرب عامة للقتال تحت راية الجهاد فأقيمت المعسكرات التدريبية للمجاهدين في بيشاور بتمويل سعودي وبمشاركة عملية من المخابرات الأميركية ، في تلك المرحلة تلقت الحركات الوهابية المتطرفة إشارة البدء بالتحول ألفكري إلى العمليات العسكرية دعما للجهد الأميركي ضد الروس وبحجة دعم المسلمين الأفغان ، أمر أنفقت عليه السعودية مليارات الدولارات وسهلت لأجله على كل راغب بالتدريب والقتال أن يحصل على ما يريد في معسكراتها داخل المملكة أو في باكستان على الحدود الأفغانية.
كتاب وباحثون وصفو العلاقة السعودية بما يسمى الإرهاب بأنها عبارة عن وجهين لأمر واحد هو الوهابية ، مؤكدين إن المملكة السعودية والحركة الوهابية توأمان سياميان لا ينفصلان. وهما السبب الرئيسي لتفشي الإرهاب في العالم وبالأخص في العراق والبلدان العربية الأخرى، وهما سبب تأليب المسلمين ضد المسيحيين، وحتى ضد المذاهب الإسلامية الأخرى التي تعارض الوهابية.
وبالرغم أن السحر انقلب على الساحر، حيث راحت السعودية نفسها تعاني من الإرهاب القاعدي الآن، وتسمي ما يجري في بلادها بالإرهاب، ولكنها في نفس الوقت تجنده وتدعمه وتسلحه و تموله تحت إشراف وتنسيق أمريكي إسرائيلي مخابراتي في العراق وسوريا وليبيا وفي اليمن وفي البلدان الأخرى وتسميه بالجهاد في سبيل الله والإسلام، وتواصل دعمه بالمال والفتوى ونشر ثقافة الكراهية والموت، حيث ما زالت المملكة تدعم أئمة المساجد من الوهابيين في تحريض الشباب المسلمين الجهلة وتجنيدهم وإرسالهم إلى مختلف بلدان العالم الإسلامي لقتل أبنائه.
أحد المسئولين الأميركيين أثناء جلسة الاستماع أمام لجنة العدل التابعة لمجلس الشيوخ في ٢٦ يونيو ٢٠٠٣م قال بأن “السعودية أنفقت ٨٧ مليار دولار خلال العقدين الماضيين لنشر الوهابية في العالم .
في الوقت الراهن اتخذ دور المملكة السعودية في دعم تنظيمات التكفير كتنظيم داعش طوراً جديداً وزخماً كبيراً بدعم وحضور إسرائيلي مخابراتي واضح بعد أن كان الدور السعودي قد بداء منذ تأسيس منظمة القاعدة التي ولدت من رحم الوهابية في أفغانستان وبدعم الاستخبارات الأمريكية.
صحيفة الـ(واشنطون بوست) وصحيفة (لوس انجلس تايمز) الأمريكية نشرتا دراستان وعن دور السعودية في الإرهاب جاء فيها: أن السعودية كانت مصدرا للتمويل والمقاتلين في القاعدة وتؤكد التقارير الأمريكية ان٤٥ا% من عدد كل المقاتلين الأجانب الذين يهاجمون المدنيين وأفراد قوات الأمن في العراق وسوريا وغيرهما
إذا نحن أمام حملات من التصريحات الأمريكية وغربية متعددة ومتنوعة بين رسمية وغير رسمية يرافقها حملات إعلامية متصاعدة وكلها تضع السعودية الوهابية في موقع من يتحمل مسؤولية صناعة ما يسمى بالإرهاب إلا أن ما يجب أن يلتفت إليه هو تزامن تلك الحملات الأمريكية الغربية المتصاعدة قد تزامنت مع حالة الاستعداء والسخط المتنامين ضد السعودية سواء على مستوى محيطها العربي أوعلى المستوى الإسلامي والدولي نتيجة للدور ألتدميري والفتنوي الذي لعبه النظام السعودي وفكره الوهابي
وبناء على ما سبق يذهب الكثير من المراقبين والكتاب إلى أن الحملات الإعلامية الأمريكية والغربية بشكل عام قد جاءت من جديد لتستغل حالة السخط والاستعداء المتنامي ضد السعودية الوهابية بل وتباركه من خلال الحديث عن الفكر الوهابي كفكر مرتبط ارتبطا عضوي بالنظام السعودي ولكونه الفكر الملهم لتنظيمات التكفيرية وعناصرها ا بداء من تنظيم ما يسمى القاعدة بزعامة أسامة بن لادن وصولا إلى تنظيم “داعش الذي سيطر على أجزاء من العراق وسوريا ويحاول التمدد إلى أماكن أخرى إلى الحديث عن مؤسسات الإغاثة الخيرية التي تمول ما يسمونه الإرهاب، وتدعم خلايا ما يسمى القاعدة وداعش والتي يؤكدون أن أغلبها إن لم يكن كلها مؤسسات تحتضنها السعودية
الفكر الوهابي ونظامه كان وكان ولا زال وسيبقى المبرر لاستمرار للحرب الأمريكية الغربية وحملاته ضد الإسلام والمسلمين وما يؤكد هذا هو أن تلك الحملات وصلت في حملاتها إلى المطالبة بتغير المناهج الدراسية في البلدان العربية بل إلى المطالبة الصريحة بإلغاء أو حذف آيات الجهاد والولاء والبرء من القرآن.
السيد حسين بدر الدين الحوثي كشف قبل ما يزيد عن عقد أبعاد وأهداف هذا المسار الأمريكي الغربي تجاه السعودية قائلا ( الآن تحرك إعلامهم وعادة – كما يقال – (الحرب أولها كلام) أليس هذا معروفاً؟ يتحدثون أولاً عن الإرهاب والسعودية تدعم الإرهاب. ماذا عملت السعودية؟ كلها خدمة لأمريكا، قدمت كل الخدمات لأمريكا, عملت كل شيء لأمريكا، لماذا أصبحت الآن لا فضل لها ولا جميل يُرعَى لها ولا شيء يُحسب لها، ويقال عنها: دولة إرهابية؟ لأنهم يريدون أن يمهدوا بذلك، بعد أن عرفوا أننا نحن العرب أصبحنا جميعاً إذا ما قالت أمريكا: هذه دولة إرهابية انفصل عنها الآخرون، إذا ما قالت أمريكا: هذا الشخص إرهابي انفصل عنه الآخرون وابتعدوا. عرفوا بأن بإمكانهم أن يضربوا في الحجاز كما ضربوا في أفغانستان, وأن يضربوا في العراق كما ضربوا في أفغانستان وأن يضربوا في اليمن كما ضربوا في أفغانستان! لا أحد من الدول يمكن أن يعترض على ما تعمله أمريكا ضد ذلك الشعب؛ لأنه قد اتفقنا جميعاً على أن نكافح الإرهاب وهذه دولة إرهابية، السعودية إرهابية، تدعم الإرهاب، أسامه من السعودية وهم تجارهم يدعمون الدُعاة هؤلاء. هم من دعموهم تحت توجيهات أمريكا فانقلبت المسألة فأصبح عملهم في خدمة أمريكا إدانةً ضدهم من أمريكا نفسها، وأصبحوا يقولون عنهم بأنهم يدعمون الوهابيين بأموالهم فهم يدعمون الإرهاب
ويوضح السيد حسين بدر الدين قائلا (السعوديون يتحدثون: نحن لسنا إرهابيين، لماذا يقولون نحن إرهابيين، ماذا عملنا؟. هم لم يعرفوا ماذا عملوا! لم يعملوا شيئاً ضد أمريكا، وهنا يكشف السيد حسين بدر الدين عن اخطر أهداف الغرب وأمريكا واليهود من وراء تلك الحملات وهو أنهم يريدون الاستيلاء على الحرمين والاستيلاء على الحرمين هو من اجل السيطرة على الحج ويوضح السيد قائلا (هذا الحج الذي لا نفهمه نحن عندما نحج من اليمن ومن السعودية ومن مصر نحن العرب الأغبياء عندما نحج، اليهود يفهمون قيمة الحج أكثر مما نفهمه، اليهود يعرفون خطورة الحج وأهمية الحج أكثر مما نفهمها نحن
مؤكدا بأن للحج أثره المهم،والكبير في خدمة وحدة الأمة الإسلامية،
ويلفت السيد حسين قائلا (لذلك فان أعداء الأمة لم يكتفوا بتجزئة البلاد الإسلامية إلى خمسين دولة أو أكثر!! لأنهم يرون أن الحج مازال يعتبر مشكلة لديهم الحج ما زال يمثل رمزاً لوحدة المسلمين ويلتقي حوله المسلمون ويحمل معانٍ كثيرة جداً لو جاء من يذكر المسلمين بها ستشكل خطورة بالغة عليهم, على الغربيين, على اليهود والنصارى.
مبينا أن لليهود ولصناع سياسة الغرب لوزراء منهم ومفكرين الكثير من الكتابات التي يتحدثون فيها عن خطورة الحج وأنه يجب أن يستولوا على الحج، وأنهم يجب أن يهيمنوا على هذه البقعة. لماذا؟. ليحولوا دون أن يستخدم الحج من قِبَل أي فئة من المسلمين لديها وعي إسلامي صحيح فيعمم في أوساط المسلمين في هذا المؤتمر الإسلامي الهام الحج، الذي يحضره المسلمون من كل بقعة