الصمود اليمني يكشف حقيقة أهداف العدوان الشيطانية
ذمار نيوز | القول السديد 22 رجب 1440هـ الموافق 29 مارس، 2019م
هذا الصمود هو نابع من وعي، وعي عن حقيقة هذا العدوان والذي يدل على حقيقة أهدافه الشيطانية، حقيقة ما هم عليه، أطراف هذا العدوان بأنفسهم يعبرون بأنفسهم بتشكيلتهم عن حقيقة أهدافهم، وممارساتهم الإجرامية عبرت، وعدوانهم من أصله الذي لا مبرر له عبر، وقدم الشهادة على نفسه.
هذا العدوان الذي هو كما نقول دائما، وسنظل نقول والواقع يشهد لنا، هو عدوان بإشراف وإدارة أمريكية، أمريكا هي من تدير هذا العدوان، لولا إذنها ولولا رضاها لولا موافقتها ولولا إدارتها ولولا غطاؤها، ولولا مساندتها ولولا دورها الرئيسي في هذا العدوان ما كان هذا العدوان، لما تجرأ النظام السعودي الذي هو أصغر و أحقر وأضعف من الدخول في هذا العدوان على شعبنا العظيم وهو يعرف من هو هذا الشعب، ويعرفه جيدا وخبره في التاريخ جيدا، فيعرفه في الحاضر جيدا، ولَا الأعرابي الإماراتي أحقر كذلك من أن يتجرأ في عدوان كهذا، لكن كما نقول وكما يعرف هذا الجميع، هم مجرد أدوات، أدوات اشتغل بها الأمريكي، هم القفازات التي استخدمها الأمريكي في عدوانه وجعل منها غطاء لإجرامه، فهذا العدوان الذي هو بإشراف أمريكي، عدوان أمريكي بامتياز، عدوان أمريكي بكل ما تعنيه الكلمة، وهو بالتالي عدوان باطل، لا يخرج عن السياق الاستعماري، وعن النزعة الاستعمارية التي تتحرك بها أمريكا في كل المنطقة، لا يخرج أيضا باعتباره جزءا أيضا من كل المعركة التي تشتغل عليها وبها أمريكا في المنطقة ككل عن المؤامرة الأمريكية الكبرى على أمتنا جميعا، والتي اتجه جزء كبير منها على شعبنا اليمني العظيم بحسب موقع هذا الشعب الجغرافي بحسب أهميته المعتبرة، وبالتالي احتاج الأعداء إلى أن تكون معركتهم مع شعبنا اليمني معركة مختلفة عن معركتهم مع بقيةالشعوب لحد الآن.
معركتهم مع بقية الشعوب لها أشكال وأنماط، ولكن معركتهم مع شعبنا هي الأكبر والأشرس والدخول فيها كان بزخم أكبر بشكل أنظمة وليس جماعات، واحتاجوا فيها إلى جهود كبيرة، احتاجوا فيها إلى هذا المستوى الكبير من التدخل المباشر، والأدوات الكثيرة التي دخلت إلى المعركة، الوسائل الكثيرة، وهذا يشهد لشعبنا اليمني في إبائه في صلابته في قوته، في تمسكه، بمعنوياته العظيمة بإيمانه العظيم، فشعبنا يعي مع من هي معركته، وماذا يريد أولئك، ما يريده الأمريكي، وما الذي يستفيده الإسرائيلي من هذا العدوان، الأمريكي طرف واضح من هذا العدوان، طرف واضح، بتعبير ومواقف قادته وسياسييه، من كان منهم مسؤولون عسكريون، وغير المسؤولين العسكريين مسؤولون سياسيون أيضا، وهم تحدثوا بكل صراحة ووضوح عن الدور الأمريكي في هذا العدوان الذي نستطيع أن نقول بحسب ما يقولون هم أنه يمثل مساحة كبيرة وجزء أساسي في هذا العدوان، عندما يقول الأمريكي أن إليه الدور المعلوماتي، الدور المعلوماتي ربع المعركة، ثم يقول أن عليه الدور اللوجستي،
هذا أيضا اجعله وبتواضع كبير ربع المعركة أيضا، ثم نأتي إلى مسألة العمليات المباشرة فإذا له دور أساسي في التخطيط والإدارة، فالذي بقي إلى الجانب السعودي هو التمويل، صحيح الذي يدفع المال هو السعودي لأن الأمريكي أراد أن يستفيد من هذه المعركة ولا يخسر شيئا، لا يحتاج إلى أن يخسر بالتمويل، فالتمويل في هذه المعركة على السعودي، والتصدر لهذه المعركة، ليكون العار والخزي بالدرجة الأولى على السعودي، ليقول هو عن نفسه أنه صاحب الموقف يعني يتولى كبر هذه المعركة، ويتحمل إصر ووزر هذه المعركة وهذا العدوان هو، ويتقلد عار هذا العدوان هو، ليتقدم في الصدارة، ويحسب العدوان على نفسه، ليقول هو بتمويله وتصدره المعركة المتحمل لكل المسؤولية، هذه خطيئته، هذا غباؤه، هذا إفلاسه، هذه حماقته.
الإماراتي كذلك، يأتي بعد الدور السعودي مباشرة، ودوره سيء جدا في هذا العدوان، فجعل من نفسه أيضا قفازا آخر، حاله كما السعودي، يمول، ينشط على المستوى السياسي كما السعودي، على المستوى الإعلامي كما السعودي، على مستوى النشاط الميداني كأداة، هم يؤدون هذا الدور، نحن كذلك بالتأكيد نشهد لهم أنهم يؤدون أدوارهم كأدوات بشكل فعّال، وبشكل تام، كأدوات، كأدوات للأمريكي، وكقفازات للأمريكي، هذا الدور يؤدونه جيدا، ويحاولون ألا يقصروا فيه، ويحاولون أن يبذلوا قصارى جهدهم فيه، وخسروا الكثير والكثير في سبيل ذلك، ومن أجل تحقيق ذلك.
فإذًا هذا العدوان الأمريكي بأدواته الإقليمية، السعودي والإماراتي، ومن يلفونه معهم من شذاذ الآفاق، من الطامعين والانتهازيين، والذين يتحركون بأهداف هنا أو هناك، أهداف رخيصة، أهداف شيطانية، أهداف سيئة، هذا العدوان بكل ذلك يهدف إلى السيطرة علينا، والاحتلال لبلدنا، هذه هي الخلاصة، كل أولئك الذي أتوا إلى ساحتنا معتدين وغزاة وظالمين، ومرتكبين لكل هذا الإثم، ومتحملين لكل هذا الوزر، هذا غاية ما يريدونه، سيطرة علينا كشعب يمني، والاحتلال لبلدنا، بموقعه الجغرافي المتميز،
المطل على البحر الأحمر، والبحر العربي، وموقعه في الجزيرة العربية، في جنوب الجزيرة العربية، موقعه المهم على مستوى المنطقة ككل، المنطقة العربية، وفي التعبيرات الاستعمارية، في الشرق الأوسط، ثرواته، مقدراته، موقعه، وقربه مما يسمونه في أيضا في الاستعمال الأمريكي بالقرن الأفريقي، اعتبارات كثيرة، وأطماع كثيرة، دفعت بهم إلى هذا العدوان، حساباتهم تجاه شعبنا الذي يرون فيه شعبا حرًّا وشعبا أبيا، وشعبا عزيزا، وشعبا مرتبطا بقضايا أمته الكبرى، شعبا ليس حاله كحال بعض الشعوب المقهورة، المغلوبة على أمرها، التي وصلت إلى درجة أن تكبل تماما فلا تتحرك نهائيا تجاه ما يحدث في بقية المنطقة، ووصل الحال بها إلى أن تتمكن أنظمتها العميلة من إسكاتها تماما، فلا يكاد يسمع لها صوت، لا. شعبنا يرون فيه شعبا مع الشعوب التي لها موقف بارز، ولها صوت مرفوع ومسموع تجاه قضايا الأمة، شعب مهما كانت جراحاته، ومهما كانت آلامه، ومهما عظمة محنته، ومهما كانت أوجاعه، لن ينسى أنه جزء من أمة عظيمة، من أمة كبيرة، مصيره مرتبط بمصيرها، ومشكلته جزء من مشكلتها الكبرى، شعب حتى لو اتجهت إليه الخناجر والسهام من كل الاتجاهات، وحتى من داخل أمته، لا يزال يتطلع من الأعلى نحو فلسطين، ليقول لشعب فلسطين: يا شعب فلسطين؛ أنا إلى جانبك، مهما كانت جراحاتي، وأنا إلى جانبك،
مهما كان نزيفي، وليتطلع إلى كل أنحاء هذه الأمة، وإلى كل أقطار هذه الأمة، في شرقها والغرب، وفي شمالها والجنوب، ليقول لكل شعب من هذه الشعوب، لشعب البحرين، ولكل الشعوب المظلومة، ولكل الشعوب المستهدفة، وكل شعوبنا مستهدفة: يا أيتها الشعوب؛ أنا لا أزال أحمل إحساسي بأني منكم وأنتم مني، وأننا أمة واحدة، ويجب أن نبقى أمة واحدة، ويجب أن نتسامى، وأن نتعالى على كل هذه الجراح، وعلى كل هذه الأوجاع، وعلى كل هذه الآلام، لنقول لأعدائنا الحقيقيين الذين أرادوا لنا أن ننساهم من خلال الدفع بأدواتهم الإقليمية لتبرز هي في الواجهة، ولتطغى على المشهد، فلا نرى بحسب ما أرادوا هم في الواجهة إلا النظام السعودي، وإلا النظام الإماراتي، وإلا ذلك التشكيل، أو تلك الجماعة من هنا أو هناك، داعش، القاعدة، غيرهم من العملاء والخونة، فلا نرى العدو الحقيقي، الذي يصنع لنا كل هذا المشهد، والذي يحرك كل هذه الأدوات، والذي يلعب وهو المستفيد هو، وما أدواته تلك إلا خاسرة، ولن تكون هي المستفيدة أبدا، أراد لنا ألا نراه، أن ننظر إلى قفازاته تلك، التي تلبس بها ويطعن بها، بخناجره المسمومة، بأجساد أمتنا، في شعوب أمتنا،
فنقول ويقول شعبنا العظيم: لا وألف لا، أنا أعرف من هو خصمي الحقيقي، أنا أعرف من هو عدوي الحقيقي، أنا أعرف من هو المستفيد فعليا من كل ما يجري، هنا أو هناك، من كل هذا العدوان عليّ، ومن كل ما يجري على بقية المنطقة، وفي بقية شعوب هذه المنطقة، الأمريكي، الإسرائيلي، الذي هو المستفيد، وتلك هي عدوة، تلك هي تشتغل كأدوات، هي بشغلها كأدوات تتحمل المسؤولية، ولكن ذلك لا يمكن أن يصدّنا، ولا يعمينا، ولا أن يجعلنا بحجم تلك الأوجاع وتلك الجروح، ننسى من هو العدو الحقيقي، من هو صاحب المؤامرة، من هو المستفيد من كل ما يحدث، فشعبنا محسوب له هذا الحساب، أنه ظل في كل المراحل الماضية، واستمر مع كل الأوجاع، ينادي بصوته المرفوع، المتضامن، مع كل أبناء الأمة، مع كل شعوب المنطقة المظلومة، يدرك جيدا، ويرى جيدا، حقيقة هذا الواقع، ويتعامل بمسؤولية تجاه هذا الواقع بكله.
#كلمة_السيد_عبد_الملك_بدر_الدين_الحوثي #عشية_الذكرى_الثالثة_للعدوان