الخبر وما وراء الخبر

ماذا يعني مرور 4 أعوام من العدوان؟

95

بقلم / فاضل الشرقي

أربعة أعوام من العدوان الأمريكي السعودي على الشعب اليمني أهدرت فيها مليارات الدولارات، وراح ضحيتها عشرات الالاف من القتلى، ودمرت فيها مقومات بلد وشعب بأكمله، ولازالت رحاها دائرة ونيرانها مستعرة حتى اللحظة، كانت كفيلة كل هذه الفترة وهذه الإمكانيات الهائلة لإحداث شيء مهم وكبير على وجه الكرة الأرضية.

لقد أثبت النظامان العميلان السعودي والإماراتي ومن معهم في عدوانهم على اليمن خدمتهم وطاعتهم للأمريكيين والإسرائيليين في زمن تكشفت فيه الحقائق، وسقطت فيه الأقنعة، وتجلت فيه كل غوامض الأمور، وتعرى عالم السياسة والنفاق، ولابد أن يتمخض هذا الصراع مع الصبر والجلد عن تحقيق شيء ما يصب في خدمة الشعوب والأحرار.

لقد حيكت فصول مؤامرات هذا العدوان منذ ما قبل العدوان على كل المستويات المحلية والإقليمية والدولية، فعلى المستوى المحلي مهدت قوى الشر والإجرام لهذا العدوان مبكرا بدء بالمبادرة الخليجية الأمريكية، ومرورا بهيكلة الجيش واستهدافه، وتدمير الإقتصاد الوطني واضعافه، ثم مؤتمر الحوار وافشاله إلى استهداف المصلين في المساجد ودعم وتمكين القاعدة وداعش وضرب كل نقاط القوة واضعافها، وعلى الصعيد الإقليمي تعميق الصراعات والإنقسامات والفتن والخلافات داخل صفوف الأمة العربية والإسلامية وفصلها عن بعضها البعض، وتدميرها تماما كما هو حاصل الآن في أكثر من بلد مثل سوريا والعراق وليبيا وأفغانستان واليمن المحتل…وغيرها، واستخدام القوة الناعمة والخشنة للدفع باتجاه التطبيع مع إسرائيل والإرتماء في أحضانها، وعلى الصعيد الدولي تثبيت قواعد الهيمنة والإحتلال والتفرد والإستبداد وإخضاع العالم لسياسة الإمبريالية العالمية وتمرير ما يسمى بصفقة القرن، والتمهيد المتسارع لاحتلال الحرمين الشريفين مكة والمدينة لتصبح لدينا ثلاث مشاكل كبرى تتعلق بالمقدسات هي القدس ومكة والمسجد النبوي.

إن إعلان العدوان في يوم 26 مارس 2015م من واشنطن كشف للعالم أن رأس العدوان أمريكا، وقلبه إسرائيل، وأدواته السعودية والإمارات، وهذا ما أثبتته الأحداث خلال أربعة أعوام من العدوان، وإن مرور 4 أعوام من العدوان، والإجرام، والظلم، والطغيان، والتدمير، والقتل، والحصار، والمجازر الجماعية بحق الرجال والنساء والأطفال كشفت عن وحشية هذا العدوان وأهدافه وأطماعه، وكشفت وعرت وفضحت كل الدول المتشدقة بحماية الإنسان وحقوقه وحرياته.

إن مرور أربعة أعوام من العدوان تحمل دلائل ومعاني وعوامل مهمة من التأييد والعون الإلهي، والنمو والتطور الصناعي والعسكري، وتنامي الخبرات والمهارات القتالية، وتعزيز الصمود والثبات، والبذل والعطاء والتضحية، وتماسك وتلاحم الجبهة الداخلية على كل المستويات والقطاعات وفي المقدمة الصبر الإستراتيجي للشعب اليمني في مواجهة العدوان .

شعبنا اليوم يودع العام الرابع ويستقبل العام الخامس مشرأب العنق شامخ الرأس وهو يحتفل بصبره وصموده وانتصاراته وتضحياته، وسيخرج يوم الثلاثاء ال26 / مارس / 2019م في كل الساحات والميادين ويستقبل عامه الخامس جاعلا منه عام الحشد والرفد، والحسم والنصر، عام الكر والهجوم، عام الوفاء للشهداء والجرحى والأسرى والمرابطين وأسرهم، وستكون ثقته بالله وتوكله واعتماده عليه أقوى من كل ما مضى
وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم..
..الرحمة للشهداء ..
..الشفاء للجرحى..
..الحرية للأسرى..
..والنصر لشعبنا اليمني العظيم