من وحي الصمود.. إلى شعلة النصر المبين
بقلم / أكرم الرحبي
على مشارفِ انتهاءِ أربعة أعوام من الصمود والتصدي والدفاع والتضحية، أمام أعتى طواغيت الشر والإجرام والاستكبار العالمي، أمام تحالف العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعوديّ الإماراتي الذي لا يرقُبُ في مؤمن إلًّا ولا ذمة..
ولأن اليمنَ شكّل عائقاً كبيراً أفشل وأربك مُخَطّطات وسياسات الصهاينة أمريكا وإسرائيل..
شن التحالفُ حرباً كونية على اليمن؛ ليطمسَ هُـويَّةَ الإنْسَان اليمني ويقضيَ على المبادئ والقيم والأَخْــلَاق ويعيدَ أياديَه ومرتزِقتَه وأدواتِه من جديد؛ لكي يستحكمَ قبضته على مقدّرات وخيرات اليمن.
ولأن المجاهدين اليمنيين المستعينين بالله رجال الصمود والتصدي والدفاع والتضحية.. انطلقوا من منطلق الإيْمَــان الواعي العميق بالله الفرد الصمد.. لم يسكتوا، أَو يخنعوا، أَو يستسلموا، كما هو حالُ شعوب العالم!، بل إنهم (حطموا تلك الأصنام البشرية التي قهرت شعوبَ العالم المضطهد).
استطاعوا أن يسطّروا ببأسهم الشديد واستبسالهم العظيم وصبرهم صمودهم وثباتهم، أعظمَ ملاحم البطولات والتضحية والفداء التي ليس لها في التأريخ مثيلٌ.
نهض اليمنيون من بين كُـلّ رُكام استهداف قوى الشر والإجرام والطغيان والبطش والجبروت الشيطاني اللامتناهي..
ونفضوا من على أكتافهم غُبارُ صواريخ وقنابل طائراتهم، وجعلوا من دَمَارِ أسلحتهم سُلَّماً تحت أقدامهم للصعود إلى أعلى الهمم، وانطلقوا بفاعلية إيْمَــانهم العميق بالله كلهيب الشهب والحِمَم والقذائف المشتعلة، متحدين ومواجهين تحالُفَ العدوان الأمريكي الإسرائيلي.
استطاع المجاهدون اليمنيون أن يجعلوا من المستحيل ممكناً، حيثُ صنعوا محلياً بأيدٍ إيْمَــانية دائرة التصنيع العسكريّ (صواريخ متعددة ومتنوعة دقيقة الإصابة – طائرات مسيرة متعددة ومتنوعة – قناصات متنوعة ومتطورة دقيقة الهدف – مقذوفات وذخائر متعددة ومتنوعة – منظومات دفاعية جديدة – سيارات عسكريّة – وَ… وَ… إلى ما لا نهاية) والتي بفضل الله وعنايته وقوته، باغتت واستهدفت قُــوَّة رجال الله “مراكز وغرف عمليات، وقصور، ومنشآت، وساحات التحشيد العسكريّ، وأماكن تجمعات الجنود والمرتزِقة، والمتارس، وكل أوكارهم وأينما كانوا).
استطاعوا المجاهدون بعون الله أن يستعيدوا رايات النصر ورفعوا عالياً من جديد أهدى الرايات “راية ولواء الإمام علي عليه السلام وأعلامه أعلام الحق والغلَبة”، ليصنعوا النصرَ ويعد مجد تأريخ الكرام أبناء الكرام؛ لأَنَّها هكذا المسيرة القُــرْآنية الجهادية بدأت وتحَـرّكت وانطلقت من “نقطة الصفر” لتزرعَ بذراتِ الحرية والعزة والكرامة وتنشئ الإيْمَــانَ الواعيَ في نفوس الرجال المجاهدين العظماء وَتصنعَ منهم قادةَ العالم، وهذا الذي لم تستطع أية دولة في العالم تحقيقَه وإنجازَه عندما تخلّت عن الثقلين كتاب الله وعترة أهل البيت أعلام الهدى.
قهر اليمنيون الأَحْــرَارُ المنفردون كُـلّ جحافل الشر والإجرام والبطش العالمي، ومرّغوا أنفَ المستكبرين وداسوا بأقدامهم الحافيةِ على رقاب المجرمين وحطّموا كُـلَّ أصنام آلهتهم البشرية ونمورهم الورقية التي أنهكت شعوبَ العالم ذُلًّا وخنوعاً وقهراً واستسلاماً.
لقَّن المجاهدُ اليمنيُّ في جبهات العزة والكرامة الغزاة المعتدين “أقوى الضربات الحيدرية” من أولى البأس الشديد المنكِّلة والساحقة التي لا تُبقِي ولا تَذَرُ، لواحةً للغزاة والمحتلّين، حتى لحق بجحافلهم وقُــوَّاتهم ومرتزِقتهم الخزي والعار والهزيمة مع كُـلّ ما يمتلكون من وسائل القُــوَّة بما تعنية الكلمة من قُــوَّة حتى اضمحلوا وولوا هاربين مذعورين كالجرذان.
أعاد المجاهدُ اليمني من جديد القيمةَ والاعتبار والمكانة والسيادة لليمن أرضاً وإنْسَاناً.
قدمَ المجاهدون بجهادهم وتضحياتهم رسائلَ (عزرائيلية تهديدية) لمن تسول له نفسُه المساسَ بأمن وسلامة واستقرار اليمن “بكلمة واحدة لا تعاد ولا تكرر” مفادُها: “أن اليمن خطٌّ أحمرُ من تجاوزه سوف يلقى مصيرَه المحتومَ وسيعرفُ بأن اليمنَ مقبرة الغزاة”.
عَرَّى الإنْسَانُ اليمني المجاهد بصموده بجهاده باستبساله وبحكمته، “عرَّى المسرحيةَ المخزيةَ لعالَم الصمت المأجور المدعي لحقوق الإنْسَان (اللا إنْسَانية)..
كل تلك التوليفة والركام الكبير المكون من أُمَـم متحدة، ومن منظمات والمؤسّسات تدعي الإنْسَانية وتحسب نفسها حمامة للسلام!؟
ومن دول ورؤساء وحكام وزعماء غرب وعرب وعُمَــلَاء وخونه ومنافقين وَ…!
وفي الحقيقة جَميعاً هم أصلاً ليسوا إلا (مترس أمامي) يعملون ويتحَـرّكون حول فلك واحد، وتحقيق مشروع واحد، لتنفيذ مؤامرة واحدة، هي مؤامرة الصهاينة الماسونية ومشروعهم العالمي لإقامة كيانهم العالمي الجديد ورسم خارطة عالم وحدودهم دولة إسرائيل الكبرى تحت مشروع باسم “مُخَطّط القرن”.هكذا أفشل الإنْسَانُ اليمني الحُــرُّ الواعي مُخَطّطَ ومشروع القرن الخبيث، ورفض كُـلّ اليمنيين الأَحْــرَار جملةً وتفصيلاً التطبيعَ مع إسرائيل.
هكذا نزع المجاهدُ اليمني القناعَ المزيَّفَ عن كُـلّ الوجه المخادعة التي تتسترُ خلف ستار الأُمَـم المتحدة والمنظمات والحقوق والحريات وغيرها تتحَـرّك تحت عناوين كاذبة وغطاء مخادع، كي ينفّــذوا مشروعَهم التآمري على الإنْسَانية من خلف الستارة ومن تحت الطاولة.
والأغبياء والعمي يصدقونهم ويصفقون لهم على المزيد من سفكهم للدماء الزكية تحت عناوين تحريضية، والبعض لا يفهم ولا يكتشفون حجم هذا التآمر الكبير والتهديد الوجودي وحرب الإبادات إلا وهو في الرمق الأخير، حينما يأتي الدور عليه وهو أعزل الفكر والهُـويَّة مُجَــرّد من كُـلّ شيء، حيثُ يقوم تحالف العدوان كما هو معتاد بضرب وتصفيه كُـلّ تلك المناطق والعزل وَ…!
قدم المجاهد اليمني للعالم دورسَ الحرية والعزة والكرامة والإنْسَانية، التي لا يمكنُ أن تباعَ ولا يمكن أن تهان أَو تداس بأقدام الغزاة المحتلّين.
هكذا استطاعَ اليمنيون أن يقلبوا الطاولة ومسرحَ ميدان المعركة ويغيروا موازين وقواعد الحروب التقليدية، في مشاهد خارقة للعادة أذهلت العالم لتدرس في الأكاديميات العسكريّة.
وهكذا شاهد شعوبُ العالم المضطهد.. الأنموذج الواقعي الصحيح، لثمرة فاعلية المجاهد اليمني الباسل الصامد، وأخذوا منه القدوة والاقتداء في الخروج عن الظلم والظالمين ومقاومة المستكبرين في أصقاع معمورة الأرض.
وهناك اليوم تحَـرّكٌ كبير للشعوب ضد حكام الظلم والجور والمهيمنة، يتحَـرّكون ويخرجون في أعمال ثائرين على حكامها، كاسرين كُـلَّ قيود الظلم والاضطهاد، ولكن هناك تكتم شديد لإعلام تلك الدول، ومهما حاولوا المنعَ، فسوف تخرج الحرية من بين السطور، وسوف تتكسر كُـلّ القيود وستشتعل الأرض عليهم براكين ونيراناً من تحت قصور المستكبرين المتجبرين؛ لأن الظلم لا يبقى ولا يدوم، طالما ووقدوها الثوارُ الأَحْــرَارُ، فهي ثورةُ حَـقّ ومسيرةُ أَحْــرَار لن تهدأ أَو تستكين، سنواصل درب الحرية والعزة والكرامة درب التضحية والفداء والعطاء.
واليوم ونحن على مشارف بداية دخولنا العام الخامس على حرب تحالف العدوان على اليمن، وشعب الإيْمَــان والحكمة يزدادُ قُــوَّةً وصلابةً ومَنَعَةً، ليواصِلَ مسيرةَ الجهاد والصمود والتصدي والدفاع والتضحية إلى يوم القيامة جيلاً بعد جيل.
ونقول للسيد القائد عبدالملك الحوثي أيّده الله:
أنرت يا سيدي لنا دروبَ العزة والحرية والأمجاد، فهنيئا لشعب وأمة وعالم..
(نوراً أنت أتيت من مشكاة نور القُــرْآن)
(شرفٌ وفخرٌ لكل جندي يكون معك قويا
فامضِ بنا سيدي جنوداً لا نخافُ عتيا)..