الخبر وما وراء الخبر

سفاح نيوزيلندا ..بين تركيا وأميركا وأوروبا .

47

بقلم .. مهند محي الدين محمد .

أكثر العنصريين في هذا العالم لم يتوقع أبدا هذا الهجوم الدموي المرعب في كرايس تشرش في نيوزلندا .. مجزرة أسفرت عن مقتل أكثر من 50 مصليا وجرح العشرات .. ضمن حرم مسجدين أثناء صلاة الجمعة .
ليس مخفيا على أحد التنامي اليميني المتطرف في أوروبا .. حيث كثر اﻷشخاص الذين يرسمون إشارة whait powet ب أصابعهم .. ويبدو أن الإرهابي ( تارنت ) مرتكب الجريمة الوحشية أحد هؤلاء وبلا منازع ..
الحادثة في الظاهر هي جنائية تحمل طابعا إرهابيا .. والجميع يقوم بعمله بدءا من رئيسة الوزراء النيوزلندية وبقية رؤساء وزعماء العالم .. مرورا ب السلطات اﻷمنية هنا وهناك ..وليس انتهاء ب التضامن الشعبي من الجاليات اليهودية والمواطنين اﻷوربيين على حد سواء .
لكن ثمة أمر غريب ..وأسئلة عديدة .. واستنتاجات مخيفة على اﻷقل بحسب منظومة رأي شخصي ..
تحركت أميركا وتركيا على حد سواء عبر اﻷذرع الإستخباراتية العميقة .. بغية حدوث ماحدث .. عندها ستتعمق العنصرية اﻷوربية عبر يمينها المتشدد وهنا لن يتأخر الرد المتأسلم أبدا عبر اﻷذرع الراديكالية اﻹسلامية ( داعش وأخواتها ) .. وستكون أوروبا مسرح الصراع ..وفارق القوة سيكون حتما لصالح الراديكالية المسلمة .. مما يعني مايعني أن اليمين المتطرف – رغم وجوده ك واقع – ماهو إلا عصا رفيعة ﻷجل تحريك جمر النار الراقد ..
إذن سيزيد منسوب اﻹسلامو فوبيا في أوروبا … التي تواجه مطرقة اللاجئين وسندان القوميين .. في الوقت الذي يهدد ترامب أوروبا ب ضرورة استقبال اﻹرهابيين المجنسين ب جنسيتها وإلا سيطلق سراحهم ليعيثوا في اﻷرض فسادا ..
فسلاح اللاجئين والفوضى التي يمكن أن يتسببوا بها بشكل مباشر أو غير مباشر .. هو المعتمد اليوم أميركيا .. حيث أن أوروبا هي هدف معادي وشبه دائم ل أميركا والدولار في مواجهة اليورو وهناك الخلاف حول إيران ومساعدتها اقتصاديا .. يبدو أن ترامب يعد العدة ل ضربة محكمة ل اﻹتحاد اﻷوروبي.
وليست تركيا ب بعيدة عن المشهد الدموي هذا .. فلازالت تطمح إلى دخول الحظيرة اﻷوربية وتريد ذلك مع تأكيد تنصيبها خليفة المسلمين وأب للإسلام .. وإلا كيف نفسر هذه الصدفة الدراماتيكية بأن القاتل كان يخطط لشيء مماثل في تركيا كما هدد في رسالته المطولة من 73 صفحة .. شخصيات سياسية ومنها أردوغان نفسه .. ليس هذا فقط !! بل خولت تركيا لنفسها وصية على المسلمين في ظل أنباء عن نية أردوغان زيارة نيوزيلندا ﻹجراء مباحثات حول مكافحة تنامي ظاهرة عداء المسلمين .. نستطيع أن نرى بوضوح أن أوروبا ربما تتحول إلى ميدان صراع راديكالي يميني تديره أميركا وتركيا بغية مكاسب وأرباح ليست قليلة على الطرفين ..هل ياترى سترد أوروبا ممثلة ب الثالوث القائد ألمانيا وفرنسا وإيطاليا ؟؟ لننتظر ..لن نخسر شيئا على أية حال .