الأمم المتحدة والمرتزقة ودموع التماسيح
ذمار نيوز | مقالات 2رجب 1440هـ الموافق 9 مارس 2019م
بقلم / عبدالفتاح علي البنوس
ظلت الأمم المتحدة قرابة خمسة أسابيع تتفرج على جرائم وانتهاكات مرتزقة العدوان في العبيسة ببلاد حجور التابعة لمديرية كشر بمحافظة حجة وقطعهم الطرقات ، واختطاف المسافرين ونهب ممتلكاتهم ، ولزمت الصمت عندما كانت هذه العصابة الإجرامية تقوم بالتعدي على منازل المواطنين من آل جحاف في العبيسة وتقتل البعض وتعتقل البعض وتهجر الأسر وتحرق المنازل وتقلق الأمن والسكينة العامة ، وتشعل فتنة وتفتح جبهة صراع جديدة في مناطق آمنة ومستقرة مهددة حياة المواطنين الأبرياء.
ممارسات إجرامية ووحشية تجاوزت كل الحدود وبلغت أدنى مستويات الامتهان والإذلال، مصحوبة ومسنودة بقصف جوي لطيران العدوان ، وعمليات إنزال مكثفة للأسلحة والذخائر من قبل الطيران السعودي بهدف توسيع رقعة المواجهات وإطالة أمدها ، كل ذلك والأمم المتحدة غارقة في سباتها ، حتى القلق الذي كان الموقف الوحيد الذي يصدر عنها تجاه الأحداث التي تشهدها بلادنا اختفى هو الآخر ، إلى أن أعلنت وزارة الداخلية اليمنية انتهاء العمليات العسكرية والأمنية في العبيسة ببلاد حجور بمديرية كشر بمحافظة حجة وتمكن أبطال الجيش والأمن واللجان
الشعبية وقبائل حجور الشرفاء من وأد فتنة العميل الهشوش وإخماد حركة التمرد الممولة من الخزينة السعودية ، فخرجت الأمم المتحدة بتصريحات دعت فيها إلى إيقاف العمليات المسلحة في حجور وذلك بهدف الحفاظ على سلامة المواطنين هناك ، هذه التصريحات جاءت تحت تأثير العويل والنباح الصادر عن أبواق العدوان تحت عناوين وشعارات نصرة حجور ومظلومية حجور وغيرها من الحكاوي والخزعبلات التي يحاول أصحابها التغطية على وقع الهزيمة النكراء التي تعرض لها مرتزقتهم في حجور .
ذات الأبواق التي تتباكى اليوم على حجور وتذرف مع الأمم المتحدة دموع التماسيح ، هي ذاتها التي كانت تحرِّض وتروِّج للقتال في حجور ، وتدعو للحسم وتروج للانتصارات والتقدمات وقرب موعد الحسم وتشيد بقصف الطائرات السعودية منازل وممتلكات المواطنين في العبيسة، وتبارك عمليات الإنزال الجوي للأسلحة والذخائر ، وعندما خابت ظنونهم ، وفشل مخططهم، وتم التنكيل بمرتزقتهم، عادوا للعويل والنحيب ،
متناسين أنهم من أشعلوا فتيل الفتنة ومن حرضوا عليها وصبوا الزيت على النار وتحولوا إلى مشجعين ومحفزين للمرتزقة للمضي في حماقتهم ومغامرتهم ومقامرتهم إلى النهاية، ظنا منهم أن الريالات السعودية ستمنحهم النصر ، وستمكنهم من السيطرة على مديرية كشر والمناطق المجاورة وقطع طريق صعدة عمران ومحاصرة المجاهدين في مثلث عاهم لقطع خطوط الأمداد على المرابطين في ميدي وحرض وفرض الحصار عليهم وإجبارهم على الاستسلام، هكذا أرادوا ، ولهكذا خططوا، لكن إرادة الله ومشيئته كانت هي الغالبة ، فخذلهم الله وأذلهم وكتب لهم الخزي في الدنيا قبل الآخرة .
بالمختصر المفيد.. الأمم المتحدة لا تختلف عن قوى العدوان ومرتزقتهم في المواقف تجاه الأحداث في بلادنا ، يتماهون مع بعضهم البعض في الرؤى ، ودائما ما تتحرك الأمم المتحدة لخدمة قوى العدوان ومرتزقتهم عندما تكون مجريات الأحداث ميدانيا ضدهم ، وتدعمم وتُغرِق في الدعممة عندما تكون المجريات في الميدان بخلاف ذلك ، وهو ما أوصلنا إلى قناعة بأن الأمم المتحدة جزء لا يتجزأ من العدوان على بلادنا وشعبنا، وأن تحركاتها عبر مبعوثها مارتن غريفيت عبارة عن مسرحية هزلية تسترزق من خلالها ، وإلا فهي ضد السلام والأمن والاستقرار ، فمصالحها لا تتحقق إلا في ظل الصراعات والحروب والفتن والاضطرابات .