مداخلة الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام على قناة المسيرة بشأن حوار جنيف الثاني
-
https://youtu.be/U_RklQn2Nkc
* هناك إعلان من قبل مبعوث الأمم المتحدة عن موعد ومكان التفاوض بالإضافة هناك حديث عن وقف اطلاق نار كما جاء على حديث المبعوث الأممي إلى اليمن ، -ماذا توصلتم مع هذه الأطراف أستاذ محمد؟
بسم الله الرحمن الرحيم
بلا شك أننا وخلال أشهر ماضية أجرينا الكثير من المشاورات الشاقة مع الأمم المتحدة وتقدمنا في بعض المواقف -وكان هناك بعض التعقل لدى الأمم المتحدة- في إعلان تبني الكثير من القضايا التي كنا نتفق معها عليه..
في مسودتنا الأخيرة التي تمت مع الأمم المتحدة وصلنا إلى طريق متقدم مقارنة بالماضي ونعتقد أن المشكلة اﻵن لم تعد في ما هي الخطوات التي يجب أن نبدأ بها حاليا باستئناف العملية السياسية بقدر ما هي جدية دول العدوان ومن يقف ورائهم ومعهم وخلفهم من ضرورة وقف العدوان على بلدنا وفك الحصار وترك العملية السياسية التحاورية بين اليمنيين لتسير في طريقها الطبيعي دون إملاءات أو ضغوط ،
من ضمن التشاورات التي تمت مع الأمم المتحدة حول المبادئ الرئيسية التي تتضمن: وقف الحرب، وفك الحصار، وخطوات بناء الثقة، والإفراج عن المعتقلين من كل الأطراف، وتثبيت حالة من الاستقرار الأمني في المناطق التي تشهد حالة من الحرب، ومواجهة العدوان بما لا يدع أي فراغ تستفيد منه القاعدة أو داعش ورفع المظاهر القتالية وغيرها من القضايا التي يتطلبها البلاد.
نحن بلا شك ناقشنا خلال جلساتنا بالأمس مع المبعوث الأممي في مسقط مسودة الحوار أو الأولية للحوار والجوانب المتعلقة بالمكان والتاريخ وبعض التفاصيل الفردية والشروع في وقف إطلاق نار ، نحن بانتظار ما ستقدمه الأمم المتحدة في المسودة الأولية للحوار ونحن نعتقد أن مدى استيعاب الأمم المتحدة وجديتها في ما تم التوصل إليه بقدر ما سيسهم في الدخول إلى حوار جاد ومسئول.
نحن نعتقد أننا إذا ذهبنا إلى الحوار ولم تستطيع الأمم المتحدة إيقاف العدوان على بلدنا خلال أو قبل الحوار فستكون بعده أعجز.
نحن نلمس اﻵن أن المزاج الدولي لدى بعض الدول بدأ يتغير ضد العدوان شيئا فشيئا، خاصة وأن العدوان فشل في تحقيق أي شيء من أهدافه، وكذلك ارتكب الكثير من المجازر بحق اليمنيين وأصبح الكثير من المواطنين سواء على المستوى الداخلي أو حتى على مستوى الرأي العام لدى الشعوب بالمنطقة تتساءل عن جدوائية هذه الحرب؛ لهذا نحن نعتقد أن أي خطوة سياسية أو ميدانية أو حتى يطلق عليها إنسانية أو أي شيء يجب أن يبدأ في وقف الحرب بشكل شامل وفك الحصار وخروج الغزاة، ولهذا نحن نعتقد أنه بما تم الاتفاق عليه أن يكون هناك خطوة وقف اطلاق نار أولي والدخول إلى خطوة وقف إطلاق نار شامل، وبحسب ما تم التوافق عليه في تاريخ منتصف الشهر الحالي ..
* أستاذ محمد وأنت تحدثت عن أن هناك حديث ونقاش حول المسودة، كان هناك ايضاً خلافات واضحة من المسودة السابقة، كيف تم استيعاب الأمر …. واستقبال الملاحظات … وهل أنتم اليوم نستطيع أن نفهم ونقول بأنكم وضعتم الكرة في ملعب الأمم المتحدة بانتظار أن يتم تسليم جميع الأطراف وثيقة أو مسودة للدخول والولوج في هذا الحوار ؟
– نحن من خلال مناقشاتنا للمسودة التي قدمتها الأمم المتحدة: هذه المسودة التي تم مناقشتها مؤخرا هم يقومون بإعدادها حسب كلامهم ، ونحن نعتقد أن هناك تقدما لا بأس به وحسب تجربتنا مع الأمم المتحدة أنها لا تصدق كثيرا للأسف في وعودها، وأن تأثير دول العدوان عليها كثير ومبالغ فيه وهذا لا يعفيها أيضا من تحمل المسئولية ولكن نحن في كل الأحوال سنشارك في حوار ومفاوضات سويسرا وبقدر ما تكون المسودة عملية ومنطقية بقدر ما يسهم في الخروج إلى حلول أكثر عمليا وفي حال وضع هناك عوائق فلن يعني ذلك قبولنا بها أو السماح لتمريرها و سنتحدث عنها في أي محفل تشاوري أو تفاوضي سواء مع الأطراف اليمنية اليمنية أو مع حديثنا مع المجتمع الدولي ، للأسف الشديد وربما قد تكون النقطة الغائبة عن الكثيرين في وضعنا على المستوى الداخلي أو الخارجي أننا نجد صعوبة في اقناع سواء الأمم المتحدة أو بالذات الأطراف السياسية اليمنية من ضرورة مكافحة الإرهاب وفي إدانته ايضا؛ ولذلك نحن في حوارنا الأخير أكدنا أن مسألة أن يكون هناك فراغ تستغله القاعدة وداعش هذا خط أحمر لا يمكن أن نقبل به أبدا.
ونحن لا يمكن أن نقبل ان تاتي هذه العناصر لتفتك وتقتل بأبناء الوطن كما تفعل الآن بالجنوب، ووجدنا صعوبة حتى على مستوى التحريض الإعلامي لأننا نحن جادون في وقف العدوان- رفض الطرف الآخر إيقاف التحريض الإعلامي لأنه هو يريد التحريض هو يريد استمرار القتل، هو كما يقول إنه يكافح الإرهاب- ﻻ؛ هو يريد أن تظل هذه العناصر ويريدها أن تستمر كما هي الآن موجودة للأسف في الجنوب …
* هذا يضع سؤال أستاذ محمد : من خلال نقاشاتكم وقعودكم مع المبعوث الاممي .. هل هناك فعلاً رؤية جادة لوقف العدوان، رفع الحصار أم أن هناك فقط كما شهدنا في حوارات سابقة تملص كالعادة ؟
نحن نعتقد الآن أن العدوان الذي جاء على اليمن لن يتوقف، نحن لسنا من أعلنا الحرب نحن ذهبنا لمواجهة عناصر القاعدة التي بدأت اﻵن تفتك بأبناء الجنوب والتي لا يمكن السكوت عليها أبدا باعتبارها تمثل تهديد حقيقي لليمنيين، أما العدوان الخارجي الذي جاء على اليمن ليفرض حصاراً شاملاً برا، وبحرا، وجوا، وليمنع الغذاء، والدواء من الدخول إلى اليمن والذي جاء ليقصف كل شبر في وطننا، والذي جاء لاستهداف الأسواق والمساكن،والمنشآت العامة والخاصة يجب أن يتوقف. الذي أوقف الحوار هو العدوان.
نحن اليوم في حواراتنا نحو هذه الخطوة يجب أن يتوقف العدوان ونذهب للحوار ما عدا ذلك لا يمكن أن يكون هناك حوار ناجح في ظل وجود عدوان، ولا مانع لدينا من الحوار حتى وهناك الحرب مستمرة لا يعني هذا أننا نقبل بالحرب؛ لكن نحن نستمر في توضيح الفكرة الوطنية التي نتحرك فيها اليوم لوقف العدوان على بلدنا -مستوى الجدية- نحن نعتقد أن هذا يعود إلى الطرف السعودي والطرف الأمريكي بالدرجة الأولى إذا كانت لديهم القناعة أن هذه الحرب عبثية، ولم تعد مفيدة لأي سبب من الأسباب: الميدانية او السياسية او الانسانية؛ فإن الحرب بلا شك ستتوقف، إذا لم تكن هناك جدية لدى هذين الطرفين المتمثل بالنظام السعودي والأمريكي في وقف الحرب لأي سبب من الأسباب فللأسف الحرب ستستمر؛ ولهذا نحن في موقف الدفاع عن وطننا وبلدنا وكرامتنا وقضيتنا وهم في موقف المعتدي؛ ولهذا نحن نريد اﻵن أن نصل إلى مرحلة وقف هذه الحرب، وإذا كان ثمة مخاوف سواء لدى دول الجوار أو مشاكل بالنسبة لأزمة سياسية قائمة نحن نقول هذا يتم حله بالحوار، ونحن أوقفنا الكثير من الخطوات الثورية احتراما لهذا الحوار سواء في السابق أو حتى في هذه اللحظات ولهذا نحن لدينا الجدية الكاملة لإيقاف العدوان؛ لأنه لا مصلحة لاحد من أبناء الوطن أن يستمر الحرب، ولا مستفيد إلا العناصر المتمثلة بالقاعدة وداعش التي تنتشر، تتسلح، تتستفيد من الغطاء السياسي، تستفيد من التمويل العسكري، تستفيد من المال، تستفيد من الظروف وأصبحت هي التي تتحكم بالجنوب، ولم تستطع أي طرف التي يطلق عليها الشرعية أن تؤمن اصغر محافظة يمنية أو أن تقدم نموذج كما تدعيه بصورة الشرعية التي تتغنى بها …
* هناك مخاوف من قبل الشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية ، من أن تكون هذه الخطوات السياسية محاولة لكسب مزيد من الوقت والحاق المزيد من الأذى بالشعب اليمني..!!
– نحن بالتأكيد ومن أول لحظة تحركنا فيها في نقاشاتنا مع المجتمع الدولي سواء كانت الأمم المتحدة أو الاتحاد الاوروبي أو الدول الدائمة العضوية أو غيره.. نحن نتحدث أن الوضع الميداني لا يمكن أن نقبل أن يكون هناك أي امتهان لكرامة اليمنيين على الإطلاق ونحن أصلا لم يطرح مثل هذا في جدول النقاش نحن نعتقد الآن أن الخطوة التي يجب أن نتحرك فيها هو وقف الحرب وما بعد وقف الحرب أن تعود المكونات السياسية لاستئناف العملية السياسية نحن لم نبرئ القتلة ولا نستطيع فعل هذا.. ونحن لا نتحدث عن الأضرار التي حصلت باليمنيين أنه بالامكان تجاوزها بهذه السهولة! هذه أشياء يجب أن تترك لمعالجة الوضع، نحن نقول حتى لما تسمى بالحكومة المستقيلة التي لم تعد تعرف من هي هذه الحكومة؟ هل هي حكومة الأمس؟ أو قبل أمس؟ أو حكومة الشهر الماضي؟ أو حكومة إلى آخره.. نقول لهم: لستم قادرين على ضبط الأمن والاستقرار في البلد بدون وجود أجهزة الأمن والجيش، وأنتم لم تستيطعوا أن تقدموا النموذج الحقيقي في مناطق أنتم تسيطرون عليها إدعاءًا والقاعدة هي التي تسيطر ؛ لهذا نحن نعتقد أن المشكلة للاسف تتعقد اليوم أكثر وأكثر باعتبار أن هناك أطراف تستفيد حتى أطراف خارجية اليوم لها أطماع أن تستغل المال السعودي، وتستغل العلاقات الدولية لاستمرار الحرب على بلدنا؛ ولهذا نحن نعتقد الآن أن مهمتنا هي وقف العدوان، والدخول إلى مرحلة الحوار السياسي لمعالجة كافة القضايا…
*شكرا جزيلا.