الخبر وما وراء الخبر

البطولات ستستمر.. والصورة أيضا..

108

بقلم / هاشم أحمد شرف الدين


لن ينسى اليمنييون صورة ذلك المجاهد “حافي القدمين” الذي تسلق الصخور ليرمي مقذوفا بيده صوب غرفة قيادة أحد المواقع العسكرية السعودية، بينما يحمل سلاحه الكلاشنكوف على ظهره..
هي واحدة من صور امتلأ بها الأسبوع الماضي ستخلد في ذاكرة اليمنيين، خاصة. تلك التي وثقت لبطولات أفراد الجيش واللجان الشعبية خلال اقتحامهم للمواقع العسكرية السعودية في نجران وعسير وجيزان، والتي تعدت شهرتها اليمن وأخذ يتداولها الجميع بمن فيهم المنتمون لدول العدوان على اليمن، فصارت من بين أكثر الصور انتشارا خلال الأيام الأخيرة..
بحث النظام السعودي – في المقابل – عن صورة تسطر له انتصارا في اليمن، وتنسي العالم صور هزائمه القاسية، وحين لم يجد لجأ إلى داعش المشتهرة مؤخرا باحتراف تصوير الإعدامات الجماعية في سورية وليبيا، وبالفعل ظهرت مجموعة من الصور التي هزت وجدان المجتمع اليمني يتعرض فيها أربعة وعشرون يمنيا لعمليات إعدام بأساليب متعددة بين ذبح للرقاب وتفجير بالقنابل في محافظتي عدن وأبين، ولم يفت داعش إلباسهم الزي البرتقالي على غرار الطيار الأردني الذي أحرقته حيا، والمصريين الواحد والعشرين الذين ذبحتهم في ليبيا..
نعم، احتلت هذه الصور الوحشية – لساعات – صدارة المشهد مع تراجع لصور البطولات اليمنية، لكن الأخيرة سرعان ما عادت لتأخذ موقعها بعدد لا محدود من مشاهد السيطرة على المواقع العسكرية السعودية، مؤذنة بأن لا حدث سيمكنه تغيير الهدف الرئيس في الفترة الحالية وهو التنكيل بالعدوان في مواقعه، بمعنى أن الجيش واللجان الشعبية سيمضيان قدما في إسقاط المواقع العسكرية السعودية وبعض المدن والمحافظات حولها..
وبينما كانت حيلة النظام السعودي وداعش هذه تتبخر سريعا، كانت صور البطولات اليمنية تتدفق عبر وسائل الإعلام العربية والدولية المحترمة، فلجأ النظام السعودي لحجب الصور عن المشاهدين عبر حجب القناة التي لها شرف ريادة التخصص بمقاومة العدو الإسرائيلي تلفزيونيا، إذ قررت إدارة شركة الأقمار الاصطناعية “عربسات” تنزيل قناة المنار منها تحت مبرر حديث لأحد ضيوف القناة قبل سبعة أشهر عن قيادة العدوان السعودي، في عملية عدوان على الحقيقة وعلى الجمهور العربي والعالمي الباحث عنها، وضمن سلسلة من عمليات مشتركة الهدف طالت مسبقا قنوات المسيرة والميادين واليمن اليوم، وقنوات الإعلام الحكومية اليمنية..
على جانب آخر وبينما كانت الزميلة “جميلة جميل” مذيعة قناة “عدن” قد وصلت صنعاء قادمة من عدن محملة بكم هائل من الصور تريد أن تحكيها لأبناء وطنها عن سيطرة القاعدة على المحافظات الجنوبية، والوضع المأساوي الذي تشهده جراء الغزو الأجنبي، غيبها الموت المفاجئ والغامض ليحول دون ذلك، تاركة لنا ما كتبته في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “الفيس بوك” من تعرضها لمظلومية كبيرة في عدن وتلقيها لسيل من الشتائم والتهديدات بالقتل من قبل عناصر تنظيم القاعدة بحسب ما كتبته هي..
ومضة:
الصور التي تزعج المعتدين ستستمر، لأن البطولات اليمنية – بفضل الله تعالى – لا تتوقف، فقط سيكون علينا أن نجهز ألبومات الذاكرة لاستيعاب ما سيجود به أبطالنا علينا من مكرمات الانتصار..
والإعلام الوطني سيستمر، وقناة المنار ستكون حيث يجب أن تكون، وليحفظ المعتدون أشكال كراسيهم جيدا قبل أن يروا صورها على الشاشات..