السيّد.. المحراب والسيف
بقلم / طالب الحسني
أفرِّقُ بين أن أكتُبَ عن السيد عبدِالملك بدر الدين الحوثي وبين أن أكتُبَ عن أي شيء آخر كيفما كانت مهمتُه، لا أقتحمُ هذا المحرابَ كثيراً، أكتفي بالاستماعِ وأشعر أن أكثرَ شيء يمكن أن أقصر فيه، هو الكتابةُ عنه، السيد، المحراب والسيف والعِلم والقدوة، والقائد الذي كنا نبحَثُ عنه، وكنا نحلُمُ حلماً بوجوده عندما كنا نشعُرُ بخذلان الجميع، بسوء الحظ، برداءة ما أنتجته الأحداثُ التي مضت رغم أننا اعتصرنا اعتصاراً، في اليمن والوطن العربي ككل.
100 عام لم تشهد جغرافيةُ هذا الوطن “العربي” الغني قرناً أكثر فقراً بالقادة والمفكرين والمتنورين، والصادقين والشجعان والأحرار أكثر من هذا القرن، “قلة قليلة” قتلهم الغزاة والمحتلّون وأعدموهم من بين أيدينا أو تخلّينا عنهم تماماً كما فعلت شعوبُ الوطن العربي والإسلامي مع….. لن أسمي أحداً، ثمة حساسيةٌ حتى من هذه التسميات تركها الفقر في التفكير بتوازن، أو قتلناهم بالاستماع لخصومهم رغم معرفتنا بهؤلاء الخصوم “التافهون جداً”.
أينما اتجهت ستجد أن شعوبَ المنطقة متفقون على شيء واحد وهو غيابُ القادة، ومتفقون على أن هزيمةَ الأُمّة جاءت من هذا الباب، هؤلاء يختلفون في كُلّ شيء، لكنهم لا يختلفون على هذه الحقيقة، لو سألت أحدُهم كيف تريدُ أن يكونَ القائدُ؟ ستجدهم يُجمِعون على أنه ذلك هو الذي بمقدوره أن يواجهَ الهجمةَ الشرسةَ علينا نحن في الوطن العربي، ويخلّصنا من دائرةِ الخوفِ من الدخول إلى المعركة الضرورية لبقائنا على قيد “الإنسانية”، فضلاً عن الاستقلال والكرامة والحرية.
مسألةٌ تحتمُّ وجودَ قائد، إنَّه المخلِّصُ بالنسبة لي.