تغييب القدوة..
بقلم د./ فاطمة بخيت
يحتفل الناس في مختلف أنحاء العالم باليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس من كل عام، وقد كان ذلك بعد قيام النساء في أوروبا بعمل العديد من المظاهرات؛ للمطالبة بظروف عمل أفضل والاعتراف بالحقوق الأساسية للمرأة. لكن هل حصلت المرأة على حقوقها الأساسية وقيمتها الحقيقية عن طريق هذه المظاهرات؟
إذا ما تأملنا اليوم العالمي للمرأة فإننا نجده يوما مفرغا من المرأة النموذج والأسوة الحسنة التي يجب على جميع النساء التأسي والاقتداء بها في مختلف مجالات الحياة؛ لأن أعداء الدين والإنسانية من اليهود والنصارى يسعون دائما لفصل المرأة عن المثل الأعلى الذي يجب أن تقتدي به؛ للحيلولة دون ارتقائها في وعيها وفي إيمانها وسلوكها وتصرفاتها، وتصبح خالية من القيم والمبادئ الإنسانية؛ لأن مشاريعهم تسعى لهدم المجتمعات ونشر الفساد والفوضى فيها، ورقي المرأة في وعيها وفي إيمانها يعني فشل تلك المشاريع والمخططات الهدامة والتدميرية.
لذا لا بد في يوم المرأة من وجود القدوة والمثل الأعلى للسمو بمنزلة المرأة والرقي بمكانتها. ومن أفضل من فاطمة الزهراء سلام الله عليها في أن تكون القدوة للنساء جميعا، فاطمة التي قال عنها رسول الله صلى عليه وآله وسلم أنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين.
لقد أدرك السيد القائد حفظه الله أهمية وجود هذه المرأة كمثل أعلى وأسوة حسنة يجب الاقتداء بها عندما ذكر في ذكرى مولدها بأن اليوم العالمي للمرأة المسلمة ذكرى ميلاد السيدة الزهراء عليها السلام.
تلك المرأة العظيمة التي ضربت أروع الأمثلة في عبادتها وسلوكها وأخلاقها وصبرها وتحملها للمصائب ومناصرتها لأبيها والوقوف إلى جانبه حتى في أصعب الظروف برغم صغر سنها حتى أسماها صلى الله عليه وآله وسلم بأم أبيها؛ لما مثله وجودها إلى جانبه من دور عظيم في حمل أعباء الدعوة وإرساء قواعد الإسلام ومواجهة أعداءه. ومن ثم وقوفها إلى جانب زوجها الإمام علي عليه السلام والدور العظيم الذي مثلته كزوجة وأم جسدت ذلك الدور في أبهى صورة وفي أروع حلة. وواجهت الكثير من المحن والمصائب مجاهدة، صابرة ومحتسبة.
ففاطمة الزهراء عليها السلام هي بحق القدوة الحسنة والمثل الأعلى الذي يجب أن يقتدى به، وغيرها أيضا من النساء العظيمات أمثال والدتها خديجة رضوان الله عليها وابنتها زينب الحوراء عليها السلام، ومريم بنت عمران عليها السلام وأسية بنت مزاحم عليها السلام.
ويوم ميلاد الزهراء عليها السلام هو اليوم الذي ينبغي أن يكون يوما عالميا للمرأة المسلمة، لأنها القدوة والمثل الأعلى للمرأة المسلمة في شتى مجالات الحياة.
وصدق الشاعر عندما قال:
هي أسوة للأمهات وقدوة
يترسم القمر المنير خطاها