الخبر وما وراء الخبر

 رجال اللّه و أولى ثمرات خالد اليماني.

47

بقلم | أشواق مهدي دومان

واليوم معركة حقيقيّة بدأت بمصرع تسعة من الجنود البريطانيين على يد رجال القوّة و البأس الشّديد في نجران ، و هذه ليست أوّل ثمرة يقطفها رجال اللّه من رؤوس المحتلّين ، و لكنّ رؤوسهم اليوم ثمرة بنكهة جديدة تشبه رأس خالد اليماني الذي أعلن الولاء لبني إسرائيل و أمريكا بكلّ وقاحة ، وجاهر بإعلان البراءة من يمن الإيمان و شعب الإيمان و فكر الإيمان ،،
و ما تلك الرؤوس البريطانيّة التي قد أينعت و تمّ قطافها و من معها إلّا مقبّلات التهمها كواسر الرّجال و لن يُتعامل مع مثلها إلّا هكذا، و هذا هو تعامل أبطال الجيش و اللجان الشعبية مع تلك الرؤوس اليانعة بالحقد و الحاملة فكر الاحتلال و قد جاؤوا معبّئين مدرّبين على قتال شرس ، و لكنّهم عادوا جثث كلاب و بقيمة هشيم تذروه الرّياح ، و معهم تلك الألقاب و النّياشين، و مراكز تدريباتهم المختومة بختم ملكة بريطانيا ،،
و ما كان أحوجهم للعودة إلى تاريخهم في الصّومال حيث و ” البريطاني هو نفسه الأمريكاني ” التّرمباني ” و هو ” النتنياني ” أو الصهيوني ” وهم قلب و جسد واحد برأس أفعى ثلاثيّة ، ففي الصّومال جاء ” بيل كلينتون ” ( آنذاك ) محتلّا لها و قد عبث الفقر و المجاعة بها بإشراف بني سعو زايد و بقيّة حكّام الخليح ، فقاموا بتهيئة بيئة الاحتلال للصّومال بذلك التّجويع و لكن حدث مالم يكن في الحسبان فنعم : جاع الصّوماليّون و مات أطفالهم و شعبهم جوعا ، لكنهم ما ماتوا مبادئ و ثوابت وطنية كما مات مرتزقة اليمن و خونتها و عملاؤها و سكّان البلاط السّلماني و الشّقق الأردوغانيّة و المراقص السّيسيّة و قد جمعوا باسم جمعية الأقصى ما يغني ولد الولد ، و في نهاية المطاف باعوا ما جمعوا له ، باعوا الأقصى !!
نعم : مات الشّعب الصّومالي جوعا لكن ما توسّط مرتزقتهم بين وزيري خارجيّة إسرائيل و أمريكا ليبيع اليمن في سوق نخاسة جهارا نهارا بل يجاهر بذلك الفحش الأكبر الذي خدش بجلوسه بين ذينك الصّهيونيّين مشاعر الأقصى الشّريف ، و القدس العربيّة فانهمرت دمعاتها مُهج رجال مقاومين أبوا البيع و الشّراء في الأقصى ، و قلبوا طاولة تنهق عليها أصوات البائعين منذ الملك الحسين إلى كلّ زعيم عربيّ تآمر على المقاومة الفلسطينيّة الحقيقيّة وسعى لاختراقها من الصّهاينة ، فظلّت القدس تنافح و تكافح سبعين عاما من الحرب و الدّمار و الويلات و ما حرّكوا تحالفا لقمع إسرائيل ، و لازالت فلسطين تقدم أغلى رجالها، و أولئك البائعون يصافحون ” شامير” و ” رابين “و ” شارون ” ، ومعهم جمع البطّات من حكّام العرب المسيّرين لخدمة إسرائيل و برنامجها التّوسّعي من المحيط إلى الخليج ،
مضى عملاء العرب يدعمون بيع القضّية الفلسطينيّة باسم مفاوضات ” الأرض مقابل السّلام ” و نفسهم البائعون قد قبّلوا أقدام الإسرائيليّين من تحت الطّاولة تقبيلا ، و ركعوا ركوعا ، فقتلوا ” ياسر عرفات ” كأيقونة صدق في زمن نفاق أجرب ،
مات الصّوماليّون جوعا رغم أن منظمات وهابيّة كانت تعمل ليل نهار لتجمع من أموال الشّعوب ما تؤسّس للقاعدة و داعش و شقيقاتها ، و باسم منظمات إغاثة تقدم الغذاء مقابل التّصهين و الخروج عن ملّة محمّد بن عبداللّه ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) لفكر محمّد بن عبدالوهاب ، و جرى في الصّومال ما أجراه معاوية و يزيد في ( بورما و البوسنة و الهرسك و أفغانستان و…الخ ) ، جرى دمّ و تشريد و ذبح و تشويه للحقّ و أهله ،
و لكن كان الشّعب الصّومالي أقوى من شبع الخونة و المرتزقة في اليمن و هم ينامون ببطون متخمة من كثرة الأكل و الشّرب فيتجشؤون مؤامرات على رواتب شعب اليمن ، و يتسكّعون بقوت المحتاجين و المعلّمين على الشّواطئ و في الفنادق و المسابح و المراقص ، ثم تأتي أبواقهم لقلب الحقائق و تضليل الشّعب و تعمل بالمثل الشّعبي اليمني القائل : ” لا تهجي …….. تهجيك ، ترد ما فيها فيك ” ؛ فيطالبون ( قولتهم ) الحوثي برواتب هم أعلم بها من الحوثي ،
يتشدّقون و يأتي علجهم الأكبر ( خالد النّتنياني ) و يقدّم الميكرفون لحبيبه و صديقه و خليله و جليسه و نديمه نتنياهو في محفل ماسوني على الملأ ليجاهر ببيع اليمن ومصادرة حقّه في الحياة كأنّه يقول :
أمي أمريكا و أبي صهيون ، و أنا من شرعيّة دنبوع الدّنابيع ، جئنا نبيع مبادأنا و قضايانا و هنا أقف بين حبيبيّ ( الأمريكي و الإسرائيلي ) لأعلن سحب هويّتي اليمنيّة و أبيع تراب بلادي للصهيونيّة
— و ماهي إلا أسابيع حتى ظهر كُمّ من أكمام الجمع الملعون في جنود بريطانيّين جاؤوا ليقودوا تجمعات من حمير و هلام تسمية العمالقة و مخضريّة الارتزاق الجنوبي على مرتزقة مرتزقة الشّمال ، إضافة إلى ما سيتم حشده من جنجويد و سنغال و بنغال و غيرهم ، فيقمعهم رجال اللّه بمقمع يرديهم كأعجاز نخل خاوية و يقطعون ذلك الكُمّ قائلين لهم : هنا رجال اللّه ، هنا المحمديّون ، الحيدريّونالحسينيّون الزيديّون ، فمن أنتم و هذه أرضنا : فأين تذهبون ؟!