أمريكا وصناعةُ العملاء
بقلم / يحيى صلاح الدين
لا تعتمدُ أمريكا في حروبها وسيطرتها على الدول على جنودها بل تعتمدُ بشكل رئيسي على صناعتين:
صناعة السلاح وصناعة العملاء والمرتزقة؛ لذا يجبُ مواجهة العملاء والطابور الخامس بكل شدة وعدم السماح لأي خطاب تضليلي فتنوي يسهّل للعدو تجنيدَ المزيد من ضعفاء النفوس، وعندما تنعدمُ قدرةُ أمريكا على تجنيد العملاء يسقط مشروعُها ويفشل مُخَطّطاتها..
تكاد تكونُ كُـــلُّ الحروب التي تحدث في العالم وراءها أمريكا مع ذلك قلَّ ما نجد التحاماً مباشراً لجنودها في هذه الحروب.
حيث تعتبر الجيوش الغربية ومنها الجيش الأمريكي في العصر الحديث من ناحية القوى البشرية (الجنود) هشة وضعيفة جداً وخاصةً بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية التي نتج عنها مقتلُ الملايين من الجنود ولم يعد لدى الشعوب الغربية أية قابلية لمقتل جنود آخرين أصبح لديهم حساسيةٌ كبيرة في هذا الجانب ويخافون من أية مواجهة عسكرية؛ لذلك انصب اهتمامهم إلى شيئين التصنيع العسكري وصناعة العملاء وَالمرتزقة، فلا يمكن لهم وخاصةً أمريكا أن تسيطرَ على أي بلد دون تسهيل من أحقر وأرذل الناس في هذا البلد؛ ولذا يعملون على إيصال العميل إلى مناصبَ قيادية في الدول وَيعتبر هذا العميل أخطرَ أنواع العمالة، أخطر من المرتزقة (العصابات المسلحة)؛ لأنه يسلم بلداً بأكمله للأعداء دون أن تخسَرَ أمريكا جندياً واحداً، لكن بفضل الله تعالى سقط الكثير من عملاء أمريكا وسقطت كُـــلّ تلك الأوراق ولم يبقَ للأمريكي سوى خيار المواجهة وجهاً لوجه مع الشعوب العربية الحرة، وهذا يعتبر لهم مستحيلاً ومغامرة ومخاطرةً كبيرة.
لذلك علينا التشدُّدُ فيما يتعلق بمواجهة العملاء، فعند سقوط العملاء يسقط مباشرةً النفوذُ الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة، ونرى ذلك بوضوح في اليمن بعد التفاف الشعب حول قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وقيام ثورة 21 سبتمبر المباركة..
وبسقوط العملاء أسقطت الوصاية الأمريكية السعودية إلى غير رجعة، ولله الحمدُ من قبلُ ومن بعدُ.