الخبر وما وراء الخبر

ذهب المهرة الأسود يثير الصراع بين قوى العدوان السعودي الإماراتي

59

ذمار نيوز|  تقارير 9 جماد ثاني 1440هـ الموافق 14 فبراير، 2019م

بدأت الإمارات بنشر قواتها في محافظة المهرة شرقي البلاد وذلك في اطار صراعها مع الرياض لاسيما بعد تعزيز النفوذ الإمارتي في محافظة عدن وتقلّص النفوذ السعودي.

وتشهد محافظة المهرة منذ عام حراكا شعبيا رافضا للاحتلال السعودي حيث أرغمت قبائل المحافظة القوات السعودية على الانسحاب من المواقع التي استحدثتها في منطقة حوف.

ويستمر صراع قوي العدوان السعودي الإماراتي على المحافظات الواقعة في جنوب وشرق اليمن مؤخرا سعت الإمارات وعبر ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي لها لتشكيل مجاميع مسلحة في محافظة المهرة التي تبسط السعودية نفوذها على اجزاء واسعة من المحافظة.

خطوة الإمارات في انشاء هذه القوات التي جاءت على غرار ما يسمى بقوات الحزام الامني في عدن وشبوة والمكلا تاتي وسط تحذيرات محلية من انشاء هذه الكيانات المسلحة. واعتبر فيصل الخليفي “قيادي بالحراك جنوبي” ان هذا الصراع يأتي من اجل مصالح كبرى والمهرة تتمتع بموقع استراتيجي مهم جداً تجاور مدينة الثمود التي احتلتها السعودية وتحوي اكبر حقول النفط في المنطقة.

وتشهد محافظة المهرة انتشارا غير مسبوق للقوات السعودية تسبب في اشغال انتفاضة شعبية مسلحة تقودها القبائل المهرية رفضا للتواجد الاجنبي والذي وصفته بالاحتلال واستطاعت القبائل ارغام السعودية ومرتزقتها على الانسحاب من منطقة حوف شرق المهرة وذلك بعد ان كانت قد اقتحمت المنطقة بهدف استحداث نقاط عسكرية فيها.

وقال صالح سايل قيادي جنوبي وعضو مجلس الشورى اليمني: انه لا يمكن ابداً الا ان يخرجوا مطرودين كما طردنا الاستعمار البريطاني من عدن والمحميات، ولابد ان نطرد الامارات والسعودية ليجروا اذيال الهزيمة.

وتسيطر القوات السعودية منذ احتلالها للمحافظة قبل اكثر من عام على منفذ صرفيت وشحن البريين ومطار الغيضة وميناء نشطون ودأبت على استحداث نقاط عسكرية عدة في المحافظة كما فرضت قيودا على حركة الاستيراد والتصدير في المدينة وسعت للبدء بمد أنبوب نفظي لها من المحافظة لكن مراقبين أعتبروا ان دخول الإمارات مؤخراً سيعمق من صراع النفوذ بين الدولتين.

الي ذلك طرد سكان محليون قوة عسكرية تابعة للسعودية من مبنى يعود لقوات حكومة هادي في محافظة المهرة .وقال مصدر محلي إن أهالي بلدة “حوف” شرقي مدينة الغيظة عاصمة المهرة أجبروا قوة عسكرية مدعومة من القوات السعودية المتواجدة في المحافظة على مغادرة مبنى تابع لقوات “خفر السواحل” كانت سيطرت عليه أمس الأول.

وقامت قوات الاحتلال السعودي بالانسحاب من المواقع التي استحدثتها في مديرية الحوف بمحافظة المهرة بعد رفض أهالي مديرية الحوف بالمهرة أي وجود عسكري للاحتلال السعودي.

وأضاف المصدر أن لجنة أمنية استجابت لمطالب وضغط الأهالي الذين تجمعوا أمام المقر العسكري بعد دخوله من قبل قوة عسكرية “مليشياوية” لا تتبع الأجهزة الأمنية الرسمية وأقرت مغادرتها للمقر في مديرية حوف.

وكان مصدر محلي قد أكد الأحد أن قوة مكونة من 15 عنصرا وصلت بشكل مفاجئ إلى مقر قوات خفر السواحل في حوف دون أن يكون للسلطات البلدية علما بهذا التحرك معززة بمركبتين عسكريتين ومدرعة سعودية وهو ما دفع الأهالي لرفض هذه الخطوة وطالبوا بإخلاء المقر الحكومي. ويتهم السكان المحليين النظام السعودي بمحاولة جرهم إلى مربعات العنف والفوضى وخلق ذرائع لذلك.

وتأتي الاحداث التي تشهدها محافظة المهرة والصراع الإماراتي والسعودي عليها وذلك وسط صمت حكومة هادي صمت يراه مراقبون بانه طبيعي وذلك بعد ان فقدت من تسمى نفسها الشرعية صلاحية القرار السيادي في البلد.