الخبر وما وراء الخبر

الوطنية بين منظورين

46

بقلم: ريم تعز

الوطنية ليست كلمات تتشدق بها الأفواه، وتفرغ منها القلوب، وليست كلمة لها قدسيتها و احترامها، بقدر مضمونها وأهميتها. فأن تكون وطنيا يعني أن تشعر بالانتماء لهذا الوطن، وتحس أنه جزء منك وكل شيء فيه من بشر وشجر ورمل حجر، أن تزرع الأمن والأمان لكل شيء في هذا الوطن، وأن تحاول أن تزرع البسمة في وجه كل من ينتمي لهذا الوطن.

أما أن تطلق لسانك وقلمك للتغني بالوطن و قلبك وأفعالك وتصرفاتك كلها تجرح فيه ومن فيه، وتجعل أناسا يتألمون منك ومن أفعالك وأقوالك ومواقفك؛ فمالذي ابقيته من فرق بينك وبين العدو المحتل حين يأخذ السعادة منا، ويسرق البسمة من شفاه الناس؛ فكلاكما تنطلقان في نفس الطريق، وكلاكما تنزعان وتسرقان فرحة الإنسان اليمني ولكن كل بطريقته.

لنكون وطنيين، ولنعمل على إصلاح ذواتنا من الداخل، ونسعى إلى إصلاح كل من على أرض هذا الوطن حتى نرتقي بهذا الوطن بين الأوطان.

عليك أن تحدد وتختر بين أن تكون وطنيا صريحا أو خائنا صريحا، لا تتستر بعباءة الوطنية وأنت من الداخل لا تحملها، فقط تجمع حولك المعجبين والمادحين، والأحسن أن تنظم إلى قائمة ساكني فنادق الرياض الذين يدعون الوطنية ويرسلون صواريخ العدوان لتفتك بكل شيء جميل في هذا الوطن.

أخيراً أقول: فلنحني رقابنا احتراماً وإجلالاً لكل وطني حر غيور على أرضه وبلده، من حمل مسمى الوطنية قولاً وفعلاً، والخزي والعار لكل خائن لهذا الوطن.