دروس من هدي القرآن الكريم
معرفة الله-وعده ووعيده-
الدرس الخامس عشر
( 3 )
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي بتاريخ: 8/2/2002م اليمن – صعدة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
أنظر إلى واقع الناس في هذه الدنيا الآن، في هذا الزمان، أليس البشر فيها من طوائف كثيرة؟ اليهودي والنصراني، والوثني، والمسلم، والمسلمون باختلاف طوائفهم؟ انظر إلى واقعهم كناس رغباتهم واحدة، شهواتهم واحدة, مطامعهم واحدة, الإنسان هو الإنسان, الجرائم التي تنطلق منك وأنت كافر هي نفسها إذا ما سرت وراء شهواتك هي نفسها التي ستنطلق منك وأنت مسلم، تنطلق من اليهودي، والنصراني بشكل واحد سواء. إذاً فلماذا مجرمون يعذبون، ومجرمون لا يعذبون؛ لأنهم يحملون أسماء مختلفة! هل هناك بين الله وبين أحد قرابة؟ أو الله سبحانه وتعالى يداهن أحدا، أو يكيل بمكيالين، كما نقول عن أمريكا؟ الناس هنا يقولون عن أمريكا: أنها تكيل بمكيالين. إذا ما انطلق الإسرائيلي ليقتل الفلسطيني لا تلتفت إليه، ولا تدينه, وإذا ما اتجه الفلسطيني ليقاوم ويدافع عن نفسه المحتل لأرضه قالوا: إرهابي. قالوا: هذا كيل بمكيالين. لماذا لا تعاملهم سواء على الأقل؟ فتقول: هذا عنف، وهذا عنف، وهذا إرهاب، وهذا إرهاب. حينئذ ستصبح القضية هكذا: أن الله سيكيل مع الناس بمكيالين، فمجرمون ينطلقون في شتى الجرائم، وكبارها, يظلمون عباد الله، ويصدون عن سبيل الله، ويحرفون دينه، وينشرون الفساد في أرضه، ويهتكون أعراض عباده ثم سيشفع لهم محمد. الكافر ماذا يعمل إذاً؟! هل هناك نوع آخر لدى الكافر؟ إنما يعمل هكذا عندما نقول: إن الزنا محرم, هو محرم، لكن لماذا يعذب عليه الكافر ولا يعذب عليه من اقترفه ممن يحمل اسم إسلام؟ أليست عملية واحدة؟ وجريمة واحدة عند اليهودي، والنصراني، والكافر والمسلم؟ هي فاحشة. الظلم هو نفسه. ليس هناك نوع من الظلم لا يمكن أن يصدر من الكافر، أو لا يمكن أن يصدر من المسلم, الأعمال واحدة التي نريد أن نفهمها: أن الناس كل الناس على اختلاف العناوين اتجاهاتهم واحدة، وجرائمهم، ومطامعهم، وشهواتهم، ومقاصدهم واحدة.. فلماذا ناس يعذبون وناس لا يعذبون على جرائمهم؟
يصبح الدين حينئذ بدلاً من أن يكون دينا للحياة، بدلاً من أن يكون ديناً لمكافحة الجريمة، بدلاً من أن يكون ديناً كما قال الله عنه: ليزكي النفوس، ليطهرها يصبح عبارة عن رخصة لكل من يريد أن يستمر في إجرامه. فبدلاً من أن تبقى مستحقاً للعذاب الشديد، أسلم. والإسلام مجرد قول، ثم ابقَ على أعمالك! وحينئذ لا جهنم، وحينئذ ستدخل الجنة مع المؤمنين، وسيشفع لك محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)!!. ألم يصبح الإسلام حينئذ عبارة عن رخصة؟ ألم يصبح ديناً بدلاً من أن يكافح الجريمة يشجع عليها؟ بدلاً من أن يخوف النفوس؛ ليزكيها، ليطهرها بتشريعاته وهديه، هو من يؤمِّن تلك النفوس لتغرق في مستنقع الرذيلة والجريمة؟!. فعلاً سيصبح الدين هكذا؛ ولهذا الله سبحانه وتعالى في القرآن تحدث عن بني إسرائيل بأن كثيراً من جرائمهم بما فيها قتل الأنبياء، وبيع الدين، وبما فيها استحلال أموال الآخرين عندما يقولون: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ}(آل عمران: من الآية75) قال عن ما يدفعهم إلى ذلك هو: أنهم يعتقدون أن النار لا تمسهم إلا أياما معدودة. أي: أن هذه العقيدة تشجع على الجريمة، وتعمل على أن تغرق النفوس في مستنقع الجريمة والرذيلة {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}(آل عمران:24) ألم يعلل بأن عقيدة بهذه هي وراء الجريمة، وهي عقيدة تدفعك إلى الإجرام. إذاً، فليست من دين الله لهذا قال: {وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} خدعوا أنفسهم بالكذب, وفعلا لا تزال عقيدة قائمة عند اليهود إلى الآن. بعض الناس قد يسأل هل يرى اليهود أنهم إلى النار؟ يرى أن النار لن تمسه إلا أياما معدودة، فكل ما يعمله [شارون] لو رأى نفسه مجرما، لو رأى نفسه مستحقا أن يدخل النار، فهو عندما يدخلها قد يبقى فقط سبعة أيام مقابل سبعة آلاف سنة هي عمر الدنيا، أو على أكثر قول لديهم سيبقى الواحد منهم أربعين يوما في جهنم على عدد الأيام التي عبدوا فيها العجل، ويخرج، وحينئذ لا يكترث بما يرتكب في الدنيا. هي العقيدة التي كانت وراء ظلمنا نحن المسلمين من داخل المسلمين أنفسهم على أيدي الجبابرة من الطواغيت، الخلفاء، الملوك، والحكام، والرؤساء، والسلاطين بمختلف العصور، وهناك من علماء السوء من يؤمنهم أن محمدا (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله) سيشفع لهم مهما كانوا مجرمين، فينطلقون لظلم الناس لتسفك دماؤهم، وينطلقون للصد عن دين الله، وينطلقون فيه وهم آمنون من جهنم، أنهم لن يدخلوا جهنم. واليهودي يرى أنه سيدخل جهنم وسيبقى أياما معدودة، وأما صاحبنا فإنه يرى أنه لن تمسه النار إطلاقا. اليهود قالوا: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ}.
أما نحن المسلمون فقناهم في هذا القول, فقلنا: ولا أياما معدودة، ولا لحظة واحدة، سيأخذ بيدك محمد ويمنحك وسام الشرف، شفاعته، فتدخل مع أولئك المؤمنين الجنة!. أليس هذا قول أبعد من قول اليهود؟ أليست عقيدة أسوأ من عقيدة اليهود؟ هي نفسها وراء ظلم الكثير من الخلفاء والملوك، والرؤساء في كل عصر من العصور، هناك من أمنهم. القرآن الكريم تنزلت كثير من آياته في مكة، وعندما تسمع كلمة: [كفر] وكلمة: [شرك] فلأن من في الساحة وهو يخاطبهم, ويعمل على أن ينقلهم من الوضعية التي هم فيها، هم مشركون، كافرون، فتأتي العبارات على هذا النحو, ولأن الله يريد من عباده – وهو الشيء البديهي لو فهمناه – أنه عندما ترون هذا الوعيد الشديد لأولئك فهل تفترضون أننا نريد أن ننقلهم من اسم ليحملوا اسماً آخر، ثم ليبقوا على ما هم عليه، وحينئذ فلا يعذبون؟!. أنت اسمع عندما ترى الآيات الكثيرة تتهدد الكافر، انظر لماذا الكافر؟ هل لأن اسمه كافر [ك ا ف ر]؟ أم لأنه على حالة هي تحول بينه وبين أن يتقبل هدى الله؟ لماذا المشرك؟ ولماذا تلك الهجمة الشديدة على أشخاص يعبدون أحجارا وهم يعلمون, والله يعلم, ورسوله يعلم أن تلك الحجر لا تستطيع أن تعارض الله, ولا أن تكون ندا لله، ولا أن تكون كفؤا لله، ولا أن تنازع الله في ملكه، لماذا هذه الهجمة؟. لأن هذا الشخص الذي يعبدها ولا يؤمن بالله كإله واحد، هو نفسه لن يكون لديه قابلية أن يتقبل هدي الله، سيبقى معرضاً عن تقبل هدي الله… الشرك لهذا. إضافة إلى أنه قول باطل، تأثيره على صاحبه أنه إذا أنا لست مؤمناً بوحدانية الله، فلن أؤمن برسوله، ولن أؤمن بكتابه، وحينئذ يكون واقعي أنني معرض عن هدي الله، بل سينطلق ذلك المشرك إلى ميادين القتال للصد عن سبيل الله. فالمشكلة الأساسية في الشرك بالنسبة لصاحبها: هو أنه على وضعية تجعله معرضاً عن هدي الله، وصادا عن سبيله. فهل الإعراض عن دين الله وهديه، والصد عن سبيله غير مسموح هنا ومسموح هنا؟ هو نفسه يصدر ممن يحمل اسم إسلام.أليس كذلك؟ الكثيرون يصدون عن سبيل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ}(التوبة: من الآية34) أليسوا علماء دين؟ أم مشركون؟ علماء دين، {لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}(التوبة: من الآية34). فأولئك الذين يقولون: [هذا تهديد للكافرين لاحظ هو يقول: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا} ويقول: {إِنَّ الْمُشْرِكِيْنَ}، نحن لسنا كفارا ولا مشركين] طيب ما الذي تغير لدينا؟ أنت تعتبر أن مجرد تغيير الاسم هو كل شيء؟!
إن الله ينظر إلى الأعمال، وليس إلى مجرد الأسماء، ينظر إلى الأعمال, وينظر إلى القلوب. نقول: هؤلاء الكافرون ما هي المشكلة لديهم؟ لأنهم هكذا: صادون عن سبيل الله. ولهذا تعرض القرآن الكريم – عندما تتأملوا آياته – تعرض بالتفصيل لأعمال المشركين، ألم يقل في بعضها: {الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}(فصلت: من الآية7) ألم يقل في بعضها أنهم{يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}(الأعراف: من الآية45)؟ ألم يقل في بعضها أنهم {يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ}(النساء: من الآية76)؟ هو يتعرض بالتفصيل لأعمال الكافرين، ولأعمال المشركين، وأنها هي الأعمال الممقوتة. وإنما مسألة الشرك هي نفسها وراء أن يكونوا على هذه الحالة, فيتوجه الكلام كثيرا إلى الشرك ليقلعه من نفوسهم، لتصبح تلك النفوس قابلة لأن تهتدي بهدي الله، ولأن تبتعد عن الصد عن سبيله، ولأن تلتزم بدينه، فيقلع الشرك من قلوبهم, يقلع الشرك من أذهانهم، وتقاليدهم وأفكارهم، لآثاره؛ لأنه معلوم عن الله سبحانه وتعالى أنه لا تضره معصية من عصاه، ولا تنفعه طاعة من أطاعه، وكل هديه يتوجه إلينا نحن؛ لأننا نحن المحتاجون إليه، يتوجه إلى أنفسنا، ولأن كل عمل باطل هو فساد علينا نحن، هو ضد مصالحنا نحن. فعندما يأتي ليتحدث عن الشرك والكفر، ليس لأنه أصبح يخاف من ذلك الصنم، أو أنه إذا تجمع الآلاف حول ذلك الصنم سينازعه هذا الصنم في ملكه؛ إنما ليبعد هؤلاء عن عقيدة جعلتهم يبتعدون عن هدي الله، وجعلتهم ينطلقون في الصد عن سبيله، وجعلتهم بعيدين عن التخلق بالأخلاق التي أراد أن يتخلق بها عباده الذين يسيرون على هديه. إذاً فكل من صد عن سبيل الله، كل من ابتعد عن دين الله، كل من أعرض عن هدي الله، وإن كان يحمل اسم مسلم، حكمه حكم أولئك. وهذه قضية مفروغ منها في القرآن الكريم؛ مفروغ منها؛ لأنه من غير الطبيعي، ومن غير المقبول أن تفترض أن المسألة إنما هي مجرد تغيير اسم، فتقول: أولئك فقط لأن اسمهم [كافرين] أما نحن فلو انطلقنا في نفس الأعمال التي تصدر منهم فإننا قد أصبحنا مؤمّنين من عذاب الله، هذا شيء غير طبيعي. الله البشر كلهم عبيده، وهو رب العالمين جميعاً، ولن يكيل بمكيالين معهم، لن يعذب هذا المجرم على أعمال هي نفسها التي لا يعذب عليها شخصا آخر صدرت منه, وحالته وموقفه حالة هذا الشخص الآخر. لا يمكن، إلا إذا كان هناك توبة. والتوبة ألم يتوجه الأمر بالتوبة إلى المسلمين؟ لماذا التوبة؟ لو أن المسألة هكذا مفروغ منها أن الكلام كله حول الكافرين حول المشركين أما نحن فقد أسلمنا لما كنا بحاجة إلى توبة إذاً فلماذا التوبة؟ التوبة لا بد منها؛ لأنك أنت أيها المسلم فيما لو اقترفت عملا من أعمال أولئك ستعذب فهذه هي التوبة تب. والتوبة معناها: الإقلاع عن المعصية، الرجوع إلى الله، الندم على ما صدر من الإنسان من تقصير، من تفريط في جنب الله، من تقصير في الأعمال التي ترضي الله سبحانه وتعالى، ما حدث منه من معاصي لا بد أن يتوب منها، وإذا لم يتب فلا فرق بينه وبين ذلك الشخص الآخر. ألم يقل عن المنافقين: أنهم في الدرك الأسفل من النار؟ ولا تصدقوا أن المنافقين هم كلهم من يبطن الكفر ويظهر الإسلام. بل إن في المنافقين من ذكر الله عنهم بأنهم في واقعهم معترفون, مؤمنون كإيمان أي واحد منا بأن الله هو رب العالمين، وهو الإله وحده، وأن القرآن من عنده، وأن محمدا رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) ألم يقل هو: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ}(التوبة: من الآية64) ألم يقل هكذا؟. يعلمون أن القرآن منزل من عند الله بل هم يخافون؛ لأنهم يعلمون أن الله عليم بذات الصدور, فهو يعلم ما يسرونه في أنفسهم فيخافون أن تتنزل سورة تفضحهم، أي هم مؤمنون بالقرآن أنه من عند الله، ومؤمنون بأن هذا الرجل هو رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، الذي يتنزل عليه القرآن، ومع هذا قال الله عنهم: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}(النساء: من الآية145). قد يكون هناك فئة، فئة قليلة من المنافقين هم من قد يقال عنهم أنهم في واقعهم مبطنون للكفر، أي هم غير مؤمنين بالله، ولا مؤمنين بكتابه، ولا مؤمنين برسوله، إنما ألجأتهم الظروف إلى أن يتلونوا خوفا على أنفسهم، هذه النوعية من المنافقين إنما تكون في فترات محدودة، في الفترة التي تكون الغلبة فيها لجانب الإسلام, لجانب الحق فيرى الكفار أنفسهم مضطرين إلى أن يتمظهروا بالإسلام من أجل أن يأمنوا على أنفسهم وأموالهم. لكن تجد المنافقين هم من كانوا كثيرين في المدينة، وهم من أهل المدينة، ومن غير أهل المدينة، وهم من قال عنهم أنهم مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.. فلا هم مع المؤمنين ولا هم كفار مع الكافرين. هم يتلونون يظهر نفسه للكافرين وكأنه معهم، ومتى ما كانت الغلبة للمسلمين أظهر نفسه أنه معهم وتملق لهم، وأظهر أنه واحد منهم، يقول عنهم: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}(النساء: من الآية145) بل وجدنا القرآن الكريم يتوعد بالعذاب الشديد، بالعذاب العظيم لمن قتل مؤمناً متعمداً، يتوعد بالخلود في النار لمن لم يلتزم بحدود الله في المواريث في [سورة النساء] يتوعد, والمواريث تخاطب من؟ أليست خطاباً للمسلمين؟ يتوعد بالعذاب, والخلود في جهنم لمن لا يقف عند حدود الله ويلتزم بما حدده الله سبحانه وتعالى في قضية المواريث وحدها خلي عنك أشياء كثيرة أخرى. هل من المعقول أن يكون الصد عن دين الله مسموح للإنسان الذي يحمل اسم إسلام؟ وهل معقول أن يكون الإعراض عن هدي الله مسموح لمن يحمل اسم إسلام؟ ستصبح كلمة: [لا إله إلا الله محمد رسول الله] عبارة عن بطاقة تضعها في جيبك، ثم تنطلق إلى أسوأ مما كان عليه المشركون والكافرون في أعمالهم. وحينئذ سيكون هذا الدين رخصة لظلم الناس، ورخصة لتدنيس النفوس تنطلق أنت لتضل عباد الله، من الذي سمح لك بهذا؟ هو الدين, هو الذي أمنني، لأن بإمكاني أن أنطلق في مجال كهذا ثم لن أعذب ولن أخلد في جهنم، بل لن تمسني النار إطلاقا. وهذا ما لا يجوز على الله سبحانه وتعالى. وعندما تقرأ في بعض التفاسير فيقول لك: هذه الآيات هي تتحدث عن كافرين، هي تتحدث عن مشركين فهي آيات تعني أولئك، أما نحن فلا، نحن حملنا اسم إسلام وسيشفع لنا رسول الله فاعرف أن هذا غرور، وأن هذا خداع، وسيكون واقع من يعتقدون هذه العقيدة كما حكى الله عن بني إسرائيل: {وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}(آل عمران: من الآية24).