المقـــاتل اليمـــني … هدير المــــــوت..أســـــد المـــلاحــم!!
ذمار نيوز | سبأ: تحقيق / نسيم الرضا 20 جماد أول 1440هـ الموافق 26 يناير، 2019م
حيث ينخرط اليمنيين للقتال تحت توصيف عسكري يُعرف بالجيش واللجان الشعبية التي تضم عدة وحدات منها وحدة القناصة والمدفعية والقوات البرية والقوة الصاروخية وغيرها من الوحدات العسكرية، و يتمترس المقاتل اليمني الشرس في جبهات القتال المستعرة خارجياً وراء الحدود في جيزان ونجران وعسير أو الجبهات الداخلية في محافظات صعدة والجوف والبيضاء ونهم ومأرب وتعز في وسط وشمال اليمن وصولاً إلى الساحل الغربي في الحديدة ..
كــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرامة…
حيث يحظى المقاتل في الجبهات بتقدير مجتمعي وتحفيز قبلي في مجتمع يتبنى مبادئ الكرامة والدفاع عن وجوديته من منطلق عدم الاستسلام والمواجهة و يتبنى اليمنيين مفاهيم العيب الأسود والثأر والنكف والمناصرة كثوابت أساسية في العقل الجمعي القبلي الذي يدفع بكل أبنائه إلى المعارك من منطلق رفض الظلم وإثبات القوة وحصد الانتصار .
إنسانيـــــــــــــة…!
كماتوضح نـدى الرممي أن أخيها حسام أصر للذهاب للقتال في إحدى الجبهات حرصاً منه على التخلص من الظلم وتلقين العدو دروس في الإقدام والشجاعة واعتبرت ندى ذهاب أخوها للجبهة “واجب وطني”وتقول في كل مرة أراه اعتقد انه سيبقى معنا لكنه يصر على العودة للجبهات فاكتفي بتوديعه والدعاء له بالسلامة .
إصــــــــــــــــــــــرار…..!
فيما يروي الصحفي حسن الوريث بطولة ابنه محمد في الإصرار على الدفاع عن الوطن حيث بدا محمد مهمته في الإسعافات الأولية بهدف مساعدة الجرحى المصابين جراء القصف الهستيري والوحشي للعدوان في مختلف مناطق وأحياء العاصمة وبدأ يتشكل لديه شعور قوي بالظلم فقرر الالتحاق بالجبهات وغادر محمد للمرة الأولى إلى الجبهة وأصيب في يده اليسرى وقدميه ومع بداية تعافيه قرر العودة للجبهة وما زال مصاب فألتحق بجبهة صرواح بمأرب وكان يردد “لا يمكن أن أبقى هنا سأعود لأنال إحدى الحسنيين”ويقول الأستاذ حسن “ذهب ونال ما أراد واستشهد ” ويصف صبر والدة محمد يوم تشييعه حين قالت” اليوم تم زفاف ابني شهيداً بطلاً شجاع ولي الفخر”.
أوجعت العمليات النوعية التي نفذها الجيش واللجان الشعبية العدوان ومرتزقته والتي تنوعت بين معركة السلالم وحرق دبابة البرامز والاقتحام بأقل عدد من المقاتلين والضربات البالستية للمطارات السعودية والإماراتية والقصف بالطيارات المسيرة مما دفع مناضل مقبل الزوبة وكثير للذهاب للجبهات حيث سارع للبحث عن والدته لتوديعها والانطلاق للقتال باحثاً عنها في أرجاء المنزل مصراً على الهمس لها بأنه راحل بلا عوده وبعد بحث مستعجل وحثيث وجدها قابعة تدعوا له في زاوية غرفتها فودعها وأفصحت له عن رغبتها بإتمام فرحتها به وإقامة حفل زفافه المنتظر مع ابن عمه وصديقه وبعد أيام استشهد “مناضل” الذي كان له من أسمه نصيب وتصرح الأم أنها شعرت بفطرة الأمومة أنها لن تراه يطرق عليها الباب ويبحث عنها مجدداً كونها لمحت نظرة الفراق في وداعة لها.
تشــــــارك الحقـــــد..!
وواجه المقاتل اليمني هذا الاستعداد العسكري بذكاء تكتيكي يعتمد على العامل الإستخباراتي اليمني الذي يتميز بمعلومات عسكرية صحيحة ودقيقة ولحظية أول بأول عن تحركات الغزاة والمرتزقة وقدرة فائقة على التخفي وإخفاء قواعد الإمداد التموين والإسناد.
تضحيـــــــــــــــــــات …..
تجولت (سبأ) حول المقاتل الجسور آخر استشهد في الجبهات وبحثت عن الجهود الإنسانية لرعاية اسر الشهداء حيث يؤكد القائم بأعمال المدير التنفيذي لمؤسسة الشهداء لرعاية وتأهيل أسر الشهداء /لؤي عامر/أن المقاتل اليمني والشهيد خصوصا يقدمون تضحيات عظمية وحقيقية في سبيل التصدي للعدوان السافر على بلادنا ويجب على كل يمني أن يتعلم من الشهداء والمقاتلين الوفاء للوطن من بوابة التضحية بالغالي والنفيس .وحول ما تقدمه المؤسسة كعون مادي ومعنوي لأسرة الشهيد يوضح لؤي عامر/ لسبأ / أن دور المؤسسة يبدأ عند تلقيها بلاغ الأستشهاد من وزارة الدفاع حيث يتم إصدار وثيقة الشهيد التي تعتمد على بيانات الشهيد الشخصية والجبهة التي استشهد فيها وتاريخ الشهادة وبعدها يتم ترتيب مراسيم التشييع للشهيد سواء نقله مباشرة إلى مكان إقامته إذا كان قريب من الجبهات أو نقله إلى احد المستشفيات الحكومية كالمستشفى العسكري والكويت وغيرها من المستشفيات الحكومية في مختلف المحافظات حيث يتولى مندوبي المؤسسة الموزعين في مختلف المحافظات بمتابعة الإجراءات في تبليغ أسرة الشهيد ومراسيم التشييع .
ويوضح القائم بأعمال المدير التنفيذي لؤي عامر أن المؤسسة تقدم مبلغ رمزي كمواساة لأسرة الشهيد لمواجهة مراسم التشييع والعزاء يقدر ب50ألف ريال إضافة إلى راتب رمزي وسلة غذائية كمعونة لأطفال الشهيد وأسرته إضافة إلى خدمات التأهيل والرعاية الصحية الخاصة بالمعاينة والمعالجات في المستشفيات الحكومية والخاصة .
كما تقدم المؤسسة التسهيلات التعليمية لأبناء الشهداء الخاصة بإعفائهم من الرسوم الدراسية في المدارس وتوفير الزي المدرسي ومستلزمات الدراسة وتخصيص مقاعد خاصة بهم في الجامعات الحكومية وبعض الجامعات الخاصة .
لافتاً إلى بعض المشاريع التي تعتزم المؤسسة تنفيذها خاصة بتمكين أسرة الشهيد لتصبح أسرة منتجة تتمكن من إعالة نفسها من خلال دمج المرأة في دورات تأهيلية للخياطة والتمكين الغذائي في مجال تصنيع الأغذية المناسبة أضافه إلى المشاريع الزراعية الخاصة بمساعدة أسرة الشهيد التي تمتلك قطعة ارض في استزراعها والاستفادة من عائداتها الزراعية في إعالة الأسرة.
وأكد عامر أن رعاية اسر الشهداء الذي قدموا أرواحهم فداء للوطن مسئولية مجتمعية مشتركة كون أبناء الشهيد أيتام بحاجة للرعاية والعطاء كون المعيل الرئيسي للأسرة استشهد ..داعياً كافة فئات المجتمع من منظمات وجهات رسمية وقبائل وأحزاب ومنظمات إلى دعم جهود المؤسسة والاهتمام بهذه الشريحة فهي قدمت أغلى ما تملك حيث أن إكرامهم امتنانا لعطائهم ولفته إنسانية تقابل وفائهم بمثله .. مشيراً إلى أن المؤسسة تعتبر الجهة الرسمية الوحيدة التي تقوم بتوثيق بيانات الشهداء وتسجيلهم لديها والاهتمام بأسرهم ورعايتهم وإعادة تأهيلهم.
من جانبه أوضح التربوي عبدالله يوسف أن بطولات المقاتل اليمني في الجبهات توحي بالثقة للمجتمع بأن رجال الله يحملون قضية عادلة بروح قتالية عالية تجسد معاني البطولة والشجاعة والصمود والتعرف عن اندفاعهم للذود عن اليمن العظيم وحفظ أمنه وسلامة أراضيه مما يجعل لنصر من المسلمات .
حيث يقول أن الناس تتداول بطولات المقاتل اليمني في الجبهات المتلخصة في بطولة عوض السويدي الذي أنقذ زميله وحمله ستمائة متر تحت رصاص القناصة ,وتشعر بفخر لما يقدمه هؤلاء الأبطال في جبهات العزة والكرامة .
أصبح عندي الآن بندقية.. يأيها الرجال.. أريد أن أعيش أو أموت كالرجال..
بارودتي هي القضية …
فلابد أن يصبح المقاتلين أبطال بقضيتهم كما يصفهم الشاعر (غسان مطر)…قائلاً:
أنتم مثلما قلتم رجال الله في الميدان.. ووعد صادق أنتم
بكم يتحررالأسرى…بكم تحررالأرض…بقبضتكم وغضبتكم… يصان البيت والعرض
وأنتم مجد امتنا وتاج رؤوسنا أنتم … نقبل نبل أقدام… بها يتشرف الشرف .
.بعزة أرضنا انغرست.. فلا تكبو وترتجف.
بكم نبني غداً أحلى.. بكم نمضى وننتصر ..