الخبر وما وراء الخبر

ميثاق الشرف الإعلامي في مواجهة التضليل

61

ذمار نيوز | مقالات 15 جماد أول 1440هـ الموافق 21 يناير، 2019م

بقلم | مطهر يحيى شرف الدين

كثيرة هي الفضائيات والإذاعات والصحف والوسائط الإعلامية والأكثر من ذلك هم الإعلاميون القائمون على تلك الوسائل من مختلف المكونات الاجتماعية والسياسية والثقافية سواءً كانت مواقفهم وتوجهاتهم مناهضة للاستكبار العالمي الذي يسعى إلى النفوذ والسيطرة على الملاحة الدولية والممرات المائية وفرض الوصاية على الكثير من الدول العربية أو كانت توجهاتهم

متعاطفة ومتعاونة مع دول العدوان والاستكبار العالمي وجعلت نفسها أداة حقيرة بيد الدول العربية المرتهنة للقرار الأمريكي الصهيوني الذي يفرض السياسات والتوجهات الغربية في قضايا ومواقف إستراتيجية إقليمية ودولية ، محور الحديث هنا هو الخطاب الإعلامي الموجه من قبل تلك الشبكة الخبيثة التي تمارس دور البوق الكاذب المشجع لمحور الشر و الصوت الخادم للسياسة الصهيو أمريكية التي تسعى لتمرير مخططاتها وبناء مؤامراتها على الدول العربية وبالذات الدول المتحررة من الهيمنة الغربية كاليمن وسوريا.

اليوم وعلى مدى أكثر من أربع سنوات نشاهد أدوات العدوان تمارس الدور الوضيع والمنحط الذي تخلت عن المبادئ والقيم والثوابت الوطنية بعرض من من الدنيا قليل ، أدوات دول التحالف عبر وسائلها ووسائطها الإعلامية تمارس تضليل إعلامي يفوق التصور هناك كذب وخداع ومراوغة وتشويش للمشهد السياسي من خلال بث الشائعات ونسج الذرائع بمستقبل أفضل

والترويج للاحتلال والتمهيد لتحويل اليمن إلى ولاية غربية تابعة للمنظومة الرأسمالية الغربية كما سار في ذلك الفلك دول الخليج العربي ، أصبح تغليب مصلحة الوطن والشعب وتعزيز قيم الولاء الوطني والديني منعدم تماماَ من قاموس تلك الأدوات المأجورة وهم يمهدون لدول الاحتلال الطامعة في خيرات وثروات الوطن العربي.

الإعلاميون من مرتزقة دول تحالف العدوان ينتهجون خطاباً إعلامياً يهدف لتمزيق النسيج الاجتماعي في المجتمع العربي عموماً واليمني والسوري خصوصاً ويسعون في سياستهم الإعلامية إلى تعزيز المناطقية والطائفية وإثارة الأحقاد وبث الفرقة والكراهية في أوساط الشعوب الإسلامية والعربية ولن تتوقف تلك الآلة الإعلامية الكاذبة إلا إذا تمت مواجهتها بتطبيق القوانين والتشريعات الإعلامية ضد من يثير الفتن والأكاذيب.

وبمناسبة الحديث عن الخطاب الإعلامي تجرني الأفكار والعبارات إلى ميثاق الشرف الإعلامي الصادر عن اتحاد الإعلاميين اليمنيين الذي يعتبر مرجعية معنوية أخلاقية ينظمة الأداء الإعلامي من خلال الالتزام بقواعد المهنة الأخلاقية وحق إتحاد الإعلاميين في اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق أي إعلامي أو صحفي لا يحترم ضوابط النشر وفقاً لميثاق الشرف الإعلامي

والنظام السياسي واللائحة الداخلية للإتحاد ويتناول الميثاق قواعد سلوكية ومهنية ومبادئ أساسية تؤكد احترام الدستور والقوانين والثوابت الدينية والوطنية وفي مقدمتها الوحدة الوطنية

وتغليب مصلحة الوطن والشعب على أية مصالح ذاتية أو حزبية تخدم جهات أجنبية طامعة أو مغرضة وتعزيز قيم الولاء الوطني والسيادة والاستقلال ومواجهة أي عدوان أو إحتلال أجنبي وأي قول أو فعل يؤدي إلى فرض الوصاية أو الهيمنة الخارجية على الوطن ، و تجدر الإشارة إلى أن الميثاق قد أكد على أولويات المرحلة الراهنة ووجوب أن يصطف الإعلاميون اليمنيون أفراداً و مؤسسات في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي وكل من تورط في خدمة العدوان وإبراز مظلومية الشعب اليمني ، وكشف جرائم وانتهاكات العدوان وأدواته والعمل على تعزيز

ودعم حالة الصمود الشعبي ومؤازرة الجيش واللجان الشعبية في معركة الدفاع المقدس عن الوطن ووجوب تضامن الإعلاميون والمؤسسات الإعلامية المناهضة للعدوان والتلاحم في مواجهة الحرب الإعلامية التضليلية العدوانية ، وبذلك يتحقق الخطاب الإعلامي الحر الذي يجعل رسالة الشعب اليمني للعالم الخارجي صادقة ومؤثرة في كشف مظلومية وفضح الانتهاكات

الجسيمة والجرائم المرتكبة بحق اليمن أرضاً وأنساناً ، وفي الأخير ومن خلال هذا المقال أوصي الجهات المعنية والمسؤولةبضرورة تشكيل لجنة من الخبراء القانونيين والإعلاميين في الداخل والخارج لرصد التجاوزات المهنية والأخلاقية والقانونية وتقديم من يخالف القوانين والتشريعات وميثاق الشرف الإعلامي للعدالة والمحاسبة.
قال تعالى (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ))