وما إدراك ما جبهة عسير..!
بقلم | عفاف محمد
وللحرية الحمراء باب
بكل يد مضرجة يدق
أضحى الجهاد سلاحاً أساسياً لإقامة دولة عادلة والدفاع عن الحق، والمجاهد اليمني عرف عبر العصور أنه رمز للشجاعة وعنوان للإخلاص. وهو السبّاق لنصرة الإسلام والإستماتة في الدفاع عنه منذ ايام الرسول الاعظم عليه الصلاة والسلام وعلى آله الكرام. فالمجاهد اليمني يحمل في جوفه منهجاً آلهياً وهدياً قرآنياً وسيرة جهادية عريقة الأصول.
فالمقاتل اليمني يعرف جيداً أن الجهاد في الأصل لا يهدف إلى السيطرة وجلب المنافع والمغانم وإنما هو في سبيل الدعوة وتأليف قلوب الناس.
واليوم سنتطرق الحديث عن نموذج قتالي عسكري يحتذى به في الصلابة والقوة ؛ وهذا النموذج القتالي المتطاير عنفوان يماني في أشد الجبهات إستعاراً ألا وهي جبهة من الجبهات الأمامية ،
جبهة عسير . وهاكم جو رحب من الفضائل عن جبهة عسير ..
لقد عرفنا عن رجالها الإنضباط وحسن تمثيل المهام على وجهتها السليمة، إنهم من يرسمون لنا معالم النصر والحسم ويعكسون لنا مقومات أساسية من مقومات القوة العسكرية و عوامل إدخال الهزيمة النفسية في داخل العدو . انهم من يعملون وفق منهج الله القائل “وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (التوبة-105) .إنهم من ينتهجون العمل والبذل والعطاء في سبيل الله وإعلاء كلمته،
هناك في عسير حيث خطوط النار هي الجبهة الأشد ضرواة واشتعالاً ؛ حيث الأسود الكاسرة المزمجرة في غابها.، هم من يعرفون أن الجهاد عزة وكرامة والشجاعة رابطة جأش والحرب مبادئ ومثل وبطولة، هم من يعرفون فن الموت ويعرفون كيف يكون الموت الشريف، فالموت في سبيل الله لهم غاية. فهم المؤمنون الافذاذ عندالله احياء. يرجون النصر أو الشهادة ولا سواهما.
هم من خَبِروا الأسرار العسكرية، واحترفوا فنونها،
لطالما عُرف عن جبهة عسير أنها خط مواجهة مشتعل على الدوام لا يخمد اتقاده، وقد تميز مجاهدو تلك الجبهة بالروح القتالية العالية والصلابة وتحملهم المشاق في سبيل الغاية الكريمة. هم جنود الله الذين يؤمنون بالحق الذي يعلو ولا يعلى عليه. هم درع الوطن والحصن المنيع، هم قدوة في السلم والحرب . حيث أخلاقياتهم تنعكس في كل المواقف . فقد حملوا قضيتهم وإيمانهم بالله في قلوبهم وبأيديهم الطاهرة . حملوا أسلحتهم ماضين في سبيل الله، لينكلوا بالعدو، تميزت هذه الجبهة عن غيرها بمواقف رجالها الميامين من كسر زحوفات عددها 34 خلال شهر واحد،وما خفي عن بطولاتهم مما لم توثقه عدسات الإعلام الحربي كان أعظم وأشد، جبهة عسير حيث الأعداء يكثفون جهودهم هناك ولكنهم يلاقون البأس ألواناً على أيدي رجال الله، وقد تنوعت مهارات أسود عسير البطولية التي يصدون بها العدو ويمرغون أنفه بطرق نوعية، فبالرغم من تحشيد العدو المرتزقة اليمنيين والمرتزقة المستجلبين من السودان وغيرهم من خبراء عسكريين اجانب، لكنهم أمام صقورنا الجارحة يهمدون وتنهار كل قواهم،فأبطالنا يكتسحون الطاغي وصحبه، وليس عحيب على الرجال الشديدة ممن هجروا الديار والأهل وطلقوا الدنيا وكل زينتها ؛ الذين تشربوا العز والكرامة أن تفوق قدراتهم القتالية قدرات الأجانب الذين درسوا اساليب القتال على أعلى المستويات. لكنهم باتوا لا شيء أمام أحرار اليمن الذين تحركهم الغيرة على الدين ، الأرض والعرض . تحركهم الحمية اليعربية الأصيلة، وجبهة عسير يتمترس فيها النمور ذو قوة وشدة بأس ومستواهم التدريبي والقتالي إنعكس في صورة واضحة لا تكذب هذا القول حيث الوقائع تشهد .وكونها جبهة حدودية ففيها يتم الاشتباك الأقوى، ومما لاشك فيه ان تلك الجبهة تكتظ بمن هم في مستوى قتالٍ عالٍ دون غيرها من الجبهات ؛ كونهم يواجهون أشرس خطط الهجوم حيث تعد منفذ للدخول لأراضينا، ولكن الله قد هيأ هولاء الافذاذ ليكونوا رجال الحما . الذين يذودون عن الوطن ويحمون الديار سلام الله عليهم ألف سلام .
سلام على أكفهم الحديدية
وعلى خشوم بنادقهم التي تلبيهم في الفزعات، سلام الله على تلك القفار التي تأويهم، وعلى تلك الجبال التي تسايرهم عزمهم وصمودهم..
وهذا الشيء اليسير ..عن جبهة عسير..
وما ادراكم ما جبهة عسير..