نكث العهود والاتّفاقيات ليست من صفات المؤمنين.
ذمار نيوز | مقالات 14 جماد أول 1440هـ الموافق 20 يناير، 2019م
بقلم | شرف حسن أحمد الأهنومي
نبذُ الاتّفاق والعهود والمواثيق ليس بجديد على الحديدة الأبية، بل ليس أوّلاً ولا آخراً على اليمنيين خَاصَّـةً ونحن في عصر الدجل والخداع وتقليب الحقائق، الله سبحانه وتعالى يقول (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم، بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) الآية الشريفة ليست في زمن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلَهُ وَسَلَّمَ فحسب بل لك زمان ومكان، فحياةُ الرسول فيها كثيرٌ من الدروس والعبر، ليس بنقض صلح الحديبية، فقبل ذلك نقض بنو قينقاع العهدَ بعد غزوة بدر، بعد ذلك بني النضير في أحد، وهكذا دابهم فقد كاد بنو قريظة أن يطعنوا الرسولَ من الخلف في غزوة الأحزاب بعد المواثيق والعهود مع المسلمين، لا شك أنهم (الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ).
وهكذا تجدُ بعد الرسول مع ما يسمى أصحاب السنة والجماعة مع الإمام علي عليه السلام، وكذا مع ابنه سبط رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلَهُ وَسَلَّمَ، الحسن بن علي عليه السلام، وأخيراً دبّروا له باغتياله سُمًّا.
التأريخُ مليءٌ بالدوس والعبر مع الذين قال الله فيهم (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً، وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ).
قد يقول قائل لماذا هذه ميزتهم في كُلّ زمان ومكان؟ الجواب؛ لأَنَّهم كما قال الله ويسعون في الأرض فساداً، فلا يريدون خيراً للمسلمين جميعاً قديماً وحديثا، وما نحن -اليمنيين- إلّا جزء مما جرى ويجري على الساحة العربية والإسْلَامية، شاهدها قضيةُ إخوتنا الفلسطينيين بل قضية المسلمين أجمع، هل نفعت مفاوضات معاهدات حوارات.. لا بل زادت خطورة وابتزاز واستيطان وحصار وتضيع للوقت والقضية وقتل وأسر و…!
شعبُنا اليمني العظيم يدركُ ويعي هذا كله، بيد أن البعضَ رهانُه على الخارج اللذين يتغنون بالإنْسَانية ويتشدقون بالوطنيةِ وهلم جراً، فأية إنْسَانية وأية وطنية وأي وأي وهم يقتلوننا يحصروننا يحاولون تمزيق وطننا، فأكبر درسٍ لنا ما هو سارٍ ويسري في المناطق التي تحت وطأة الغزاة لا أمن ولا استقرار ولا حرية وتردي الأوضاع المعيشية، رغم الموانئ والمنافذ كلها بيدهم.
فالحذرَ الحذرَ من الانخداع والانجرار والميل إليهم بعقيدتنا وصرفها نحوهم لا نحو الله الذي خلقنا ومتكفل برزقنا ونصرنا، فلا مساومة عليهم وعلى وعودهم القرطاسية من وقف العدوان -مع الأمل الهش منْ ما يسمّى تنفيذَ اتّفاق السويد- فخيانةُ الأعداء واضحةٌ، ولكن الله من ورائهم محيط، أم أبرموا أمراً فإنّا مبرمون، لكن الرهانَ على الله أوّلاً ثم على الرجال والقبائل الواعية والساعية على درب الشهداء ومواصلة المسير برفد الجبهات بالمال والرجال.
ولا نصطدم أخي المؤمن من انسحاب الجيش والجان الشعبيّة من اتّفاق السويد –إنْ حدث- فصفةُ المؤمنين كما قال الله (وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).