الخبر وما وراء الخبر

قصة شهيد..

97

بقلم .د.| حليمة الوادعي.

كان دائم الأبتسامة، طيب القلب ،حكيم التصرف، عذب الكلام، محباً القريب محترماً الغريب، هكذا كان الشهيد المجاهد : عمار عبدالفتاح الكبسي (أبو يونس).

أكمل الشهيد عمار دراسته الثانوية وهو مشارك في الفعاليات الثورية، وبسبب حماسه وغيرته على أرضة وعرضة لم بكمل دراسته، بل توجه الى أماكان تعرف بمصانع الرجال ليتخرج مجاهدا في مواجهة الأعداء لأنها أولوية في هذه المرحلة.

جاهد أبا يونس في عدة جبهات بكل عزيمة وقوة حتى شاء الله أن يرى صبره وتحمله، ففقد ساقه اليمنى في أحد المواقع ،ولاكن كان بقدر الأختبار الآلهي فحمد الله وأثناء عليه، ولم تتزعزع تلك المعنويات العظيمة التي لو قسمت على أمه لكفتها.

لقد حالفني الحظ عندما إلتقيت به بعد الجرح الذي أصابه وحزنت على ما اصابه وظهر ذلك في ملامح وجهي، ولاكن أي رجل هو فقد سارع في تفهيمي و رفع معنوياتي قائلا: “أتعلمي أنني فرحاً جداً بما أصابني، فالحمد لله الذي قبل مني جزء من جسدي، وقد بعنا له أنفسنا بالجملة”.
أندهشت من كلماته الشجاعة وروحه المسلمه لله، فلله دره من رجل عظيم.

تماثل جرحه سريعا للشفاء نتيجة المعنوية العالية التي كان يندهش منها الجميع، وماأن شفاه الرحمن حتى أستعد للرجوع الى تلك المواقع التي أتخذها مسكنه وراحته، رغم رفض الجميع عودته لاعاقته، ولاكن كيف تتعامل مع من باع نفسه لله.

لم تمر فترة طويله على ذهاب بطلنا للجهاد حتى سمعنا أنه ارتقا شهيدا ليمتلاء قلبي يقينن ان مثله لايموت بل يرتقي شهيدا

أستشهد عمار المكني بأبو يونس بتاريخ ١٧/١١/٢٠١٦م بعد أن رضي الله عنه وأرضاه، وذلك بعد الهجوم عليه هو وبعض اصحابه في أحد المواقع، فهنيئا له بما نال، فقد ظن الأعداء انهم بذلك قد يجعلونا نستسلم او نذل .

لم يعرفوا أن الشهيد أبا يونس وأمثاله هم عنوان عزنا وفخرنا، وانتصارنا، على الرغم من فقد والديك اليك، وفقد أخوتك، وشوق رفقائك، إلا أن الجميع فخوراً بك ورافعين رؤوسنا بسيرتك وحياتك، فلا قلق وأنت ضيف الرحمن الرحيم.

“أبا يونس”
كنت ومازلت بيننا.
فبك نصمد وأنت فخرنا
رحلت لتدافع عننا…
و عدت نجماً في السما.
شهداءنا هم التاريخ العظيم.