الخبر وما وراء الخبر

ذمار في إسبوع الشهيد: أقوال وأفعال في تبجيل الأبطال.

139

ذمار نيوز | خاص |إستطلاع: فؤاد الجنيد 11 جماد أول 1440هـ الموافق 17 يناير، 2019م

لم تكد ذمار تخلع حلتها الخضراء التي تزينت بها وتدثرت بدفء خيوطها بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أزكى الصلاة وأتم التسليم، حتى اكتست بحلة جديدة لها من الأخضر نصيب وافر، صور العظماء ورياض الأبرار، وآيات قرآنية كريمة، وعبارات إيمانية ذات بعد عميق ودلالة أعمق، جميعها تجسد عظمة الشهادة والإستشهاد، وفدائية الشهيد السامية ووسام الشهادة الأسمى، وتؤطر وجوه الشهداء ببراويز الوفاء والعرفان، والتبجيل والإمتنان، كيف لا وهم صمام أمان العقيدة والدين، وحماة الأرض والعرض، وبائعو النفوس والأرواح من الله، ومن دمائهم الزكية ثار طوفان الكرامة والإباء ليغرق عروش الظلم والإستكبار، والتبجح والطغيان.

موسم سنوي عظيم

في شهر جمادي الأولى من كل عام، يحتفي المؤمنون بشهدائهم العظام، ويجددون العهد والوفاء لهم بانتظام، بأنهم ماضون على دربهم على الدوام، ويعطونهم حقهم من التكريم في أعلى مقام، ذلك لأنهم القدوة الأجلاء والأعلام، في مسيرة القرآن والإيمان والإسلام. أنشطة كثيرة وفعاليات من التجديد، تنظمها المدن والمحافظات إحتفاء بإسبوع الشهيد، وتجعل منه ذكرى وإحتفال وعيد، ومنه تنهل الشموخ والإباء من جديد، وتزيد المعنوية وتتصلب العزيمة كالحديد، بنور الإيمان ويقين التوحيد.
وكان لذمار إعداد لافت وتحضير على أعلى مستوى لإحياء هذه المناسبة العظيمة كعظمة أبطالها ورجالها، والجميع استحضر بعقله وقلبه دور الشهداء الأبرار وفضل تضحياتهم وعطائهم، وانطلق من موقعه يترجم مشاعره سلوكا وممارسة، وإكبار وإجلال لهؤلاء الخالدين في الذاكرة والتاريخ، والمنعمون عند ربهم في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر، أحياء عنده يرزقون.

حلة بهية

كعادتها، تزينت روضات الشهداء بالورود والمصابيح وصور الشهداء، و أمتلأت شوارع المدينة بشعارات المناسبة بكل الألوان، وتعرت اللوحات الضوئية والمجسمات الإعلانية في شوارع المحافظة من محتواها السابق، وارتدت ثياب جديدة منقوشة بعبارات تجسد عظمة الشهادة ومنزلة الشهداء وأثر الجهاد والتضحية في حياة الأمة وكرامتها، إضافة الى صور الشهداء الكرام في اللوحات الرئيسية للشوارع، كما تزينت المؤسسات والمكاتب الحكومية بشعارات الذكرى وعظمة المناسبة.

إستعدادات رسمية

تجري الإستعدادات في كافة الوحدات المركزية المختلفة في المحافظة، وكذا المكاتب التنفيذية، والمؤسسات الحكومية والخاصة، والمراكز ومنظمات المجتمع المدني، للإحتفاء بأسبوع الشهيد لهذا العام 1440هـ، وذلك بإقامة العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية، والندوات والإحتفالات والوقفات، إلى جانب برنامج خاص بزيارة رياض الشهداء وأسرهم، وتكريم ذويهم ووصلهم بالعديد من الهدايا المالية والعينية، ويتم التجهيز للمعرض الفني الكبير الذي تبنته مؤسسة الشهداء بالمحافظة، والذي يحوي صور الشهداء الأبرار في نسق فني متميز، وإسقاط هندسي رائع، وسيتم افتتاحه في تدشين إسبوع الشهيد في الـ13 من شهر جمادي الأولى الجاري بفعالية مركزية حاشدة في مدينة ذمار.

إستعدادات القطاع النسائي

تستعد الهيئة النسائية الثقافية العامة بمحافظة ذمار بالكثير من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية لإحياء هذه المناسبة العظيمة، ويعمل القطاع النسائي في ذمار في كل الوحدات والمراكز على الإستعداد اللائق لإستقبال هذه المناسبة وإعطائها حقها، وتختزل الأمهات في قلوبهن الإيمان والصبر والثبات، فإلى جانب مشاركتهن الواضحة في رفد الجبهات بأبنائها وما تجود به من إنفاقها، تبعث أيضا برسائل قوية وذات معنى عميق يصيب العدوان في مقتل الضعف والخيبة والسقوط، ويجعله مرتبكا ضعيفا أمام عظمة وبسالة هؤلاء الأمهات الماجدات. وفي كل محافظة ذمار أكثر من نموذج لأمهات قدمن الشهيد والشهيدين وأكثر من فلذات اكبادهن تقربا خالصا لله وفي سبيله والمستضعفين من النساء والرجال والولدان، ومع كل هذا تقول هؤلاء الأمهات العظيمات أنهن مازلن مقصرات مع الله، ويرغبن في تقديم المزيد.

المؤسسات الأكاديمية والتعليمية

تحضر جامعات ذمار الحكومية والخاصة فعاليات لإحياء ذكرى أسبوع الشهيد من خلال برنامج واسع يشمل زيارات ميدانية تستهدف أسر الشهداء، وكذا تكريم أسر الشهداء من طلاب الجامعات ومنحهم دروع الإستحقاق، ومنحهم مبالغ مالية في إحتفائيات تكريمية بحضور رسمي، بالإضافة إلى جدولة خاصة بزيارة رياض الشهداء، ناهيك عن البرنامج الثقافي الذي يشمل ندوات خاصة بهذه المناسبة وتغطية إعلامية واسعة لهذه الذكرى من خلال فريق إعلامي لعمل لقاءات واستطلاعات وريبورتاجات متلفزة تعكس عظمة الجهاد ومنزلة الشهداء، وتجسد ثمار الإستشهاد في مسيرة الثبات والنصر.
وسيقوم طلاب مدارس ذمار بعدة أنشطة وفعاليات بمناسبة إسبوع الشهيد أبرزها الزيارات الميدانية لأسر الشهداء وتوزيع سلات غذائية وهدايا، إضافة إلى قيام مكاتب التربية والتعليم في المحافظة والمديريات بمتابعة أولاد الشهداء في المدارس الحكومية والخاصة واعفائهم من الرسوم الدراسية. وستقوم المدارس بتدشين الفصل الدراسي الثاني بحزمة من النشاطات المتزامنة مع هذه المناسبة من خلال الإذاعات المدرسية والمجلات الحائطية والمعارض والمجسمات.

مسك الختام

وتبقى الذكرى السنوية للشهيد محطة مهمة نستذكر فيها من خلال حديثنا عن الشهداء العظام: روح العطاء والإيثار والتضحية والصمود والشجاعة والثبات، فكل هذه المعاني والقيم اكتنزنها الشهداء وتحركوا وهم يحملونها، وعبروا عنها من خلال مواقفهم وثباتهم وصمودهم، وفي نهاية المطاف نالوا شرف الشهادة بعد أن جسدوا بذلك كل هذه القيم وترجموها على أرض الواقع موقفًا وعملاً وتضحيةً وعطاءً لا يساويه عطاء. هذه المناسبة وهذه الذكرى هي أيضًا لإحياء روح الجهاد والاستشهاد في مشاعرنا وقلوبنا جميعًا كمؤمنين، والشهداء الأعزاء الذين ببركة تضحياتهم، وتفانيهم في سبيل الله، وصدقهم مع الله، وعطائهم العظيم بكل شيء حتى النفس، تحقق النصر والعزة، ودفع الله عن عباده المستضعفين خطر الإبادة والاستعباد. لهؤلاء الشهداء عظيم الفضل ورفيع المكانة والحق الكبير علينا تجاههم وتجاه أسرهم، وهم مدرسة متكاملة نعرف من خلالهم الإيمان وقيم الإسلام، من عزّة وإباء وصمود وثبات وتضحية وصبر وبذل وعطاء وسخاء وشجاعة، ونعرف من خلالهم أثر الثقة بالله سبحانه وتعالى.