قبل أن نخسرَ المستقبل
بقلم | عبدُالله هاشم السيّاني
نحن بحاجةٍ للثقافة القرآنية بروحِها العملي الذي أنزله اللهُ على البشرِ عند معالجة أوضاع حياتهم المتغيّرة، في عهد الرسالة، في معركتنا الحاضرة اليوم المتعددة الأوجه، ومشكلتنا نحن المسلمين للأسفِ الشديد أننا لا نجعلُ الماضيَ مصدرَ عِبرة نرسُمُ حاضرَنا بناءً على تجربته الغنيّة ولا نفكرُ في المستقبل من خلال الإنجازات التي قُمنا بها ونعيشُها، واللهُ قد أمرنا في محكم كتابه على المستوى الفردي من خلال الخطاب الجماعي فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ).
هذه الدعوةُ الإلهيةُ للمجتمع البشري المؤمن أن ينظروا وباستمرار للإنجازات والأعمال والقصور والتفريط الذي قدّموه في ما مضى من عمرهم؛ لأنها هي أعمالُهم التي ستشكّلُ وتحدّدُ طبيعةَ مستقبلهم، وهذا يعني إعطاءَ أي عمل نقومُ به في حياتنا أهميَّةً كبرى؛ لأنه هو الذي سيصنعُ مستقبلَنا، وهو المسؤولُ عن الشكل الإيجابي أو السلبي الذي سوف ينتظرُنا.
ومن هُنَا فإن النظرةَ المستقبليةَ تستدعي استرجاعَ الإنجاز والتفريط؛ لكي يتمَّ اتخاذُ القرار الصحيح والموقف والتغيير المطلوب قبل فوات الأوان، وهذه النظرة القرآنية نحن محتاجون لها على مستوى كُلّ أوجه الحياة في الدنيا أولاً وفي الأخرة دار البقاء.