الخبر وما وراء الخبر

استهداف قاعدة العند.. بعد أن دمر العدوان سلاح اليمن

47

ذمار نيوز.| تقارير 5 جماد اول 1440 الموافق 11 يناير 2019م

بعد أربع سنوات من إعلان تحالف العدوان الحرب على اليمن لتدمير البنية العسكرية التي يمتلكها الجيش واللجان الشعبية وتحت مسمى “إعادة الشرعية”، وإعلان المتحدث العسكري لقوات تحالف العدوان آنذاك العميد أحمد عسيري أن العملية الأولى المعروفة بـ “عاصفة الحزم” دمرت 80 في المئة منها خلال 18 يوماً ولم يتبق سوى أيام، يعود طيران الجو المسير التابع لسلاح الجو في الجيش واللجان اليوم لينفذ هجمة نارية على عرض عسكري في قاعدة العند بمحافظة لحج الخاضعة لسيطرة قوات إماراتية مشاركة في تحالف العدوان.

“الطائرة المسيرة “قاصف2k” نوع جديد من الطيران المسير، تنفجر من أعلى إلى أسفل بمسافة 20 مترا وبشكل متشظي ولديها القدرة على حمل كمية كبيرة من المواد المتفجرة” حسبما أوضح ناطق القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، الذي أكد مقتل وجرح العشرات من القيادات العليا المنخرطة في صف تحالف العدوان ضد أبناء اليمن نتيجة الهجوم، من بينهم الجِنرال صالح الزنداني، نائبرئيس ما تسمى هيئة الأركان في قوات هادي، ومُحافظ لحج أحمد التركي، والعَميد في الاستِخبارات صالح طماح، والعَميد فاضل حسن قائد “المِنطَقة العَسكريّة الرابعة”.

وكان سريع قد أعلن في وقت سابق أن هناك مفاجآت سيتم الكشف عنها قريبا، غير أنه كشف أن تلك المفاجآت تخص سلاح الجو المسير الذي يشهد تطورًا يوماً بعد آخر، وكنتيجة على استمرار قصف طيران تحالف العدوان للمواطنين الأبرياء وعلى التصعيد في مختلف الجبهات.

ويمثل استهداف قاعدة العند الجوية – التي وصفت بأنها إحدى أهم القواعد العسكرية في الشرق الأوسط – انتصاراً عسكرياً كبيراً لقوات الجيش واللجان الشعبية التي تمتلك إمكانيات عسكرية متواضعة مقارنة بما يمتلكه تحالف العدوان من أسلحة بذل في شرائها مئات المليارات من الدولارات عبر صفقات شملت أسلحة محرمة دولياً، وارتكب من خلالها التحالف جرائم حرب بحق اليمنيين على مدى سنوات الحرب، كما يمثل استهداف القاعدة، من جانب آخر، نكسة كبيرة للقوات المتحالفة من خلال السيطرة النارية عليها رغم أنها “تحظى بتأمين جوي عالي” حسبما تشير الأخبار المتداولة عبر وسائل إعلام تحالف العدوان .

وقال خبراء عسكريون ومحللون سياسيون يمنيون وعرب: أن “ضربة قاعدة العند والتي اصطادت قيادات كبيرة موالية لتحالف العدوان تؤكد ثلاثة أمور أساسية، أولهم أن التنازلات التي قدمها وفد صنعاء (الوطني) في السويد لم تكن عن ضعف حكومة الإنقاذ وضعف قواتهم العسكرية في الميدان، بل أنها قدمت لتحفظ للجيش اليمني القدرات العسكرية الرادعة، وهذه إحداها، علاوة على أنها كانت من منطلق المسؤولية التي تتطلب تغليب مصلحة الشعب”.

“ويتمثل الأمر الثاني في رسالة من الجيش واللجان مفادها أن محاولة الانقلاب على الاتفاق والتردد في تنفيذه من قبل منافقي العدوان سيقالبه رد عسكري، وبشكل يفهم منه تحالف العدوان أن مصلحته في تنفيذ الاتفاق وعدم المماطلة فيه أو خرقه” كما يقول المحللون الذين أضافوا أن “العمل العسكري لم يخرج عن إطار الاتفاق الذي لا يزال الجيش واللجان يحترمونه، وهي كرسالة ثالثة يجب أن يعلمها تحالف العدوان”.

استهداف أثار ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي، وانقسم الجمهور بين مهنئ للجيش واللجان وساخر من ضعف تحالف العدوان الذي عجز عن تأمين قاعدة عسكرية فيما يركز بشكل أساسي على ثروات اليمن وموانئها وجزرها من أجل تحقيق أطماع خاصة لا دخل لها بالهدف الذي أعلن تحالف العدوان الحرب على ضوئه.

وقال نشطاء موالون لما تسمى “شرعية هادي” على تويتر: أن “ما حصل يثبت أن تحالف العدوان غير قادر على اعتراض طائرة مسيرة، وأنه لو كان باستطاعته صدها لما وصلت إلى منصة كبار القيادات الموالية له”، بينما قال آخرون أن “صواريخ الباتريوت التي يتحدثون عن تصديها لصواريخ الجيش واللجان الشعبية كل مرة كانت قادرة على التصدي للهجوم غير أنها أرادت أن توصل رسالة إلى من يقاتلون في لوائها أن لا قيمة لهم حتى إن قتلوا جميعا”.

وقال الناشط الجنوبي سعد المهري في تغريدة على تويتر: ” من استطاع أن يصل لقاعدة العند بل ويصور المشهد مباشرة يستطيع أن يصل إلى أي قيادي مهما كان مركزه”.

ويستمر الجيش واللجان في تقديم المفاجآت يوما بعد آخر، ما يثبت أن الحرب التي هدفت إلى إضعافه أسهمت من حيث لا يعلم تحالف العدوان في تقويته، وهذا ما أثبتته التطورات المتسارعة في الصناعات العسكرية المحلية، في الوقت الذي ينتظر فيه منافقو العدوان ما تجود به الإمارات والسعودية من أسلحة تسهم في إفساح المجال لبسط العدوان نفوذه في المحافظات التي يسيطر عليها المسلحون.