لهذا السبب اسقطت تركيا الطائرة الحربية الروسية في سوريا
بقلم / أحمد يحيى الديلمي
جاءت حادثة اسقاط تركيا للطائرة الحربية الروسية “سوخوي–24″ فوق الاجواء السورية بعد إن أعلنت روسيا بأن طائراتها ستهاجم اية صهاريج تنقل النفط في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” ، ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو للضربات الروسية التي استهدفت شاحنات النفط التابعة لتنظيم “داعش” التي تقوم بتهريب النفط من سوريا إلى العراق.
وبحسب ما نقلته وكالة الانباء انترفاكس فقد اعلن قائد العمليات العسكرية الروسية في سوريا الجنرال اندري “كارتابولوف” انه صدر قرار بأن تقوم الطائرات القتالية الروسية بعملية “+صيد حر” للصهاريج التي تحمل منتجات النفط في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “داعش”.
وقال “كارتابولوف” أن الطيران الروسي دمر حتى الان نحو 500 صهريج نفط خلال “الايام القليلة الماضية” تنقل النفط من سوريا الى مصافي نفط في العراق ، واضاف أن “هذا قلل بشكل كبير من قدرة المقاتلين على تصدير منتجات الطاقة بشكل غير قانوني، كما قلل دخلها من عائدات النفط المهرب” ، حيث تشكل عائدات تهريب النفط جزءا رئيسيا من تمويل التنظيم المتطرف.
لهذا بات واضحاً أن الضربات التي تقوم بها الطائرات الحربية الروسية على معاقل تنظيم داعش في المناطق الغنية بالنفط التي تسيطر عليها قد أزعجت نظام اردوغان المعروف بدعمه لداعش ضمناً واحد المستفيدين من سيطرتها على حقول النفط السورية والعراقية لاسيما وانها تقوم ببيع النفط في السوق السوداء التركية.
وهذا ما ظهر على لسان نائب رئيس الوزراء الروسي” دميتري روجوزين” في التصريحات الصحفية التي أوردتها وكالة أنباء “سبوتنيك” بحسب ما نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط ، حيث أعلن ” دميتري روجوزين” أن إيرادات تصدير النفط من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” تصب في جيوب المسئولين عن إسقاط الطائرة الروسية “سوخوي–24″.
وأشار “روجوزين” الى أن لدى تركيا مصلحة مباشرة في الحفاظ على الوضع الحالي، أي سيطرة تنظيم “داعش” على أقاليم ومناطق واسعة في سوريا، خاصة حقول النفط”، مؤكداً أن إمدادات النفط من سوريا إلى تركيا أخذت حجماً كبيراً لأن هذه الإمدادات تقدر بمليارات الدولارات ، وقال “إن هذه المليارات أودعت في حسابات الأشخاص الذين أمروا بإسقاط الطائرة الروسية “سوخوي ــ 24 “.
وتعٌد تصريحات ” روجوزين” بمثابة اتهام مباشر لاردوغان بالتورط في نهب النفط السوري والعراقي والإتجار به في السوق السوداء ، واتجهت وسائل الاعلام الروسية صوب تأكيد ذلك بالإشارة إلى أن إسقاط المقاتلة الروسية داخل الأراضي السورية ما هو إلا محاولة من تركيا لوقف تدمير الصناعة النفطية لتنظيم “داعش” ، وتورط نجل الرئيس التركي بشكل مباشر بالإتجار بقطاع النفط في السوق السوداء مع تنظيم “داعش” في سوريا ، حيث نشرت وسائل إعلام روسية صوراً يظهر فيها نجل الرئيس التركي بلال رجب طيب أردوغان إلى جانب قادة في تنظيم “داعش” في سوريا ، وذكرت أن لعائلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علاقات وثيقة مع تنظيم “داعش”.
وبحسب موقع “روسيا اليوم فقد كشف القيادي العراقي في ائتلاف دولة القانون مستشار الأمن القومي السابق موفق الربيعي في بيان له عن بيع النفط في تركيا كأحد أشكال الدعم التركي لعصابات “داعش” الإجرامية ، وأن تركيا تدعم “داعش” بأسلوبين، الأول عن طريق بيع التنظيم النفط العراقي والسوري في السوق السوداء التركية بسعر وصل إلى 20 دولاراً للبرميل الواحد، أي بنصف السعر العالمي للخام.
.