هكذا تعرقل الإمارات تنفيذ إتفاق السويد.
ذمار نيوز| خاص | تحليلات |فواد الجنيد 1 جماد اول 1440 الموافق 7يناير 2019م
بالمجمل العام، لم يكن وفد الرياض ومن خلفه تحالف العدوان يتوقع أن يتم تنفيذ إتفاق السويد من قبل وفد صنعاء، ولم يتوقع أبدا صدق المساعي الأممية تجاه وقف الحرب والعروج نحو السلام، حتى خبر مباركة مجلس الأمن للإتفاق بعد يومين من انتهاء المحادثات كان وقعه كالصاعقة على تحالف العدوان رغم المكابرة والتضليل التي انتهجتها قنواتهم الإعلامية للتخفيف من هول الصدمة، والإيحاء بأن الإتفاق ودعم مجلس الأمن له يعد انتصارا للتحالف وهزيمة نكراء للحوثيين.
أمر واقع
بعد أن وصل الهولندي باتريك للإشراف على تنفيذ الإتفاق وفق آلية مخرجات مشاورات السويد، وجد تحالف العدوان نفسه في موقف لا يحسد عليه، وبدأ ينبش ويعيد قراءة بنود الإتفاق التي لم يكن يتوقع أن يصل الأمر بها إلى التنفيذ، ووجد العدوان الإماراتي نفسه الخاسر الأكبر من هذا الإتفاق، كون معركة الحديدة أوكلت إليه بعيدا عن الرياض، وفي انسحاب مرتزقته من مداخل المدينة وفتح الميناء وتسليم أمور المدينة إلى السلطات المحلية انتكاسة حقيقية لنواياه، واخفاق كلي لمساعيه وتنفيذ أهدافه في السيطرة على المدينة ومينائها. هذا الأمر جعل طرف وفد الرياض يعيد تفسير النقاط حسب هواه، ويبدي تحفظاته المتكررة مع كل تنفيذ يقوم به وفد أنصار الله خلال الأسبوع المحدد لتنفيذ الإتفاق بإشراف الهولندي باتريك.
ورقة طارق الإماراتية
كل المعلومات التي كشفتها مصادر عسكرية في الساحل الغربي، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الإمارات أوعزت إلى اداتها “طارق صالح” مهمة إفشال تنفيذ نتائج مفاوضات السويد رغبة منها لإطالة أمد الحرب واستنزاف أبناء الجنوب الذين ترى فيهم شوكة أمام أهدافها في الجنوب خصوصا بعد الصحوة المتأخرة للجنوبيين وانتفاضهم ضد الإحتلال في عدد من مدن ومحافظات الجنوب. وبتعطيل اتفاق السويد واستمرار الحرب؛ ترى أنها ستتربع على عرش الحديدة وتتحكم بمينائها.
خروقات متكررة
قامت قوات طارق صالح، طيلة فترة التهدئة بضوء أخضر إماراتي، بعمليات هجومية بين الفترة والأخرى منها في حيس والجاح والدريهمي، كما قامت باستهدافات مدفعية وبالمعدلات في كيلو 16 وشارع الخمسين وغيرها، وتلصق ذلك بقوات ما تسمى العمالقة الجنوبية من خلال بلاغات يقوم بها طارق صالح لقيادة التحالف.
إلى ذلك وجّه طارق صالح قياداته بعدم السماح لأي جندي مغادرة الساحل الغربي، والغاء اي إجازة كانت قد اعطيت لأفراده، وقدم طلب لقوات التحالف بضرورة إلزام قيادات العمالقة استدعاء كافة الجنود الذين تم اعطاءهم إجازات وعادوا لزيارة أسرهم واهاليهم.
مدد وتحشيد إماراتي
مصادر في ما يسمى قوات العمالقة، أكدت أن القوة العسكرية التي وصلت عبر المخا، هي عبارة عن مدد من الآليات العسكرية الحديثة قدمها تحالف العدوان لطارق صالح بعد رفعه بطلب رسمي بذلك، سعيا منه لإفشال إتفاق الحديدة وعودة المعارك من جديد. إلى جانب ذلك يدرك تحالف العدوان واداته طارق صالح حجم الخسائر التي تكبدونها في معارك الساحل الغربي على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية، ويؤمنون يقينا أن أنصار الله تضع اليد على الزناد رغم مساعيها للسلام وإنهاء التوتر في المدينة تنفيذا لاتفاق السويد، وأن العودة للمعارك من جديد ستكون أشد شراسة وضراوة، لذلك لجأت إلى التحشيد وإرسال المعدات العسكرية إلى مداخل مدينة الحديدة ومدينة المخا.
إختراق لجنة التهدئة
أستطاع طارق صالح بالتنسيق مع تحالف العدوان من اختراق اتفاق السويد بفرض اللواء صغير بن عزيز كرئيس للجنة الأمنية التابعة لما يسمى الشرعية، واللواء بن عزيز من أبرز قيادات المؤتمر الشعبي العام، وله صلة عميقة وارتباط كبير بطارق صالح حيث كان احد المقربين من عمه رئيس الحزب السابق. من هنا كان من الطبيعي أن يعمل اللواء عزيز حسب أهواء طارق، ولن يألوا جهدا في عرقلة إتفاق السويد والوقوف أمام تطبيقه في الحديدة، وأكدت الأحداث الميدانية صحة هذه المعلومات، إذ كان اللواء عزيز هو من يقف وراء عدم إعادة الإنتشار، وهو من يضع العراقيل التي طفت على الإتفاق، ودعت المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إلى التحرك من جديد في كل من صنعاء والرياض.