غزوات الليل!
ذمار نيوز | مقالات | 30ربيع ثاني 1439هـ الموافق 6 يناير 2019
بقلم | مصباح الهمداني
بدأت الإمارات غزواتها الليلية في عدن، مرة بأدواتها ومرة بأياديها، وفي كل مرة تعود بصيد ثمين، وبعد أن اطمأنت إلى سهولة الغزوات، وسكوت (المشوربات)، انتقلت بعبثها اللاأخلاقي إلى حضرموت، وهناك بدأت بالجس، ثم التسلل ثم القفز إلى مساكن العباد، وأخذ مالذ وطاب…
الأمر مقزز ومحرج ومؤذي ومؤلم ويقهر القلب والفؤاد والدماغ ويرج المخ ويكهرب الأعصاب…لكنها الحقيقة يا رجال اليمن ويا شرفاء العرب ويا أحرار المسلمين..
نعم..هي الحقيقة التي ما اعترفنا بها إلا حين جاءت المنظمات العالمية لزيارة بعض السجون السرية للدويلة المارقة، وخرجت التقارير بما يشيب له الرأس وينحني له الظهر وتموت له الأكباد…
وخرجتِ الأمهات في عدن وهذه تسأل عن ابنتها، وتلك تبحث عن ولدها المفقود، وأخرى تنتحب لاختفاء طفلها ابن العاشرة، وما زال البحث جارٍ عن ضحايا جدد ومتجددين…
تطورت الإمارات، -وإن شئت فاستبدل الألف الثاني بخاء أو حاء ولن تجانب الصواب- وذهبت بمرتزقتها هذه المرة إلى شبوة..وبدأت غزوتها بعد منتصف الليل بل قبيل الفجر، وهو الوقت الذي تفضله الذئاب المستأجرة..
دخلوا القرية بعشرات الأطقم، وتوزعوا الأماكن، وحددوا بيوت الصيد، وبدئوا الاقتحام..لكن الجرة لم تسلم هذه المرة..فقد وجدت الذئاب القادمة أسودًا تحمي العرين، وفهودًا تدافع عن البيوت، وأشبالاً تستيقظ عند نسمة ريح، انطلقَ حماة الديار والعار إلى سلاحهم وفتحوا أعيرتهم النارية، واشتبكوا مع الضباع الجائعة في معركة غير متكافئة؛ إلاَّ أن العدل الحكيم كافأ الأحرار بنصر مؤزر، وجندلوا قائد الضباع والذئاب، وأحرقوا ثلاثة أطقم، وغنموا ستة أخرى، وقتلوا العشرات، وأسروا البقية، وفرَّ ما لا يُذكر..
وبعيدًا عن حروبنا الداخلية أوجه التحية والفخر لرجال شبوة الأبطال وخصوصًا أبناء مرخة الشرفاء…
وعلى دويلة ساحل عمان أن تعلم أن بعض الجنوبيين يكرهون الشمال بسبب حرب 94 الظالمة الغاشمة الآثمة، ولهذا وضعوا أيديهم بأيديكم، وباعوا أبناءهم للحرب حماية لجنودكم، ولكن هذا لا يعني أن يسلموكم الخيط والمخيط، وإن سلمكم البعض، فهناك مثل يمني يجب أن تفهموا معناه جيدًا وهو يقول: مش كل البرم لسيس!