الخبر وما وراء الخبر

اليمن يحتاج الى سلام دائم وشامل؟

40

ذمار نيوز | مقالات |27 ربيع ثاني 1439هـ الموافق 3 يناير 2019

بقلم / زيد البعوة

لم يتبق الا حوالي 73 يوماً حتى يودع الشعب اليمني أربعة أعوام من العدوان والحصار ويدخل العام الخامس من الصمود والمواجهة منذ مارس عام 2015 وها نحن اليوم في يناير 2019 والعدوان السعودي الأمريكي لم يتوقف لحظة واحدة رغم حصول أكثر من جولة مفاوضات ومشاورات من أجل السلام كان آخرها جولة مشاورات ستوكهولم في السويد ولكن دون جدوى، العدوان مستمر والحصار قائم ومع ذلك الشعب اليمني يتطلع الى السلام بكل جدية واهتمام لوضع حد لهذا الطغيان والإجرام الذي لا مبرر له على الأطلاق

مر ما يقارب الشهر على اتفاق السويد والركود هو سيد الموقف لا جديد سوى تصريحات إعلامية عن تهدئة لم تتم وخروقات لم تتوقف في الحديدة واليوم ها نحن نودع عاماً ونبدأ عاما جديداً يمضي الزمان وتستمر الأحداث والحديث عن السلام يكاد لا يتوقف وتحقيق السلام غاية يتمناها الكثير من الصادقين الحريصين على الشعب والوطن.. نريد ان يتوقف العدوان وان ينتهي الحصار في اليمن بشكل عام وليس فقط في الحديدة على الرغم من انه لم يتوقف إلى حد الأن في الحديدة ولكن هذا هو ما نطمح اليه كشعب يمني وإلى حد الآن السلام في الحديدة لم يحصل بعد ولم يتحقق إلاّ على شكل هدوء حذر لا ندري متى سيتمخض مولوده الذي نتمنى أن لا يكون مشوهاً

كاد أملنا في تنفيذ اتفاق السويد أن يضمحل ويتلاشى لكثرة العوائق والعراقيل التي تأتي تباعاً من جهة العدو ومرتزقته ولكن في هذه المرحلة ينبغي أن يكون توجهنا جميعاً القيادة والشعب والجيش واللجان الشعبية والوفد الوطني المفاوض والأحزاب السياسية المناهضة للعدوان هو الضغط بكل الوسائل على العدوان والمجتمع الدولي والدفع باتجاه اتخاذ خطوات عملية في إطار تحقيق السلام الشامل ووقف العدوان على اليمن

وحتى لا يتعامل العدوان والأمم المتحدة ومجلس الأمن معنا بسياسة الترويض والحلول الجزئية فنغرق في تفاصيل صغيرة لا ترقى إلى حجم المعاناة والمظلومية وحجم الهجمة العدوانية التي تستهدف اليمن، علينا ان نواصل مشوارنا الجهادي في الصمود والثبات والمواجهة والتصدي للعدوان لأنه لا يزال قائماً ومستمراً لم يتوقف بعد، ولكي يتوقف علينا العمل في مختلف المجالات السياسية والإعلامية سعياً إلى تحقيق السلام

ومن خلال ظروف وطبيعة المرحلة التي نعيشها اليوم نحن نواجه تحديات ليست بسيطة وعلينا أن ننتصر عليها أهمها أن هناك اتفاق سلام جزئي يجب ان ينفذ لعله يفضي إلى العمل على صناعة اتفاق آخر اكثر شمولية وفي نفس الوقت العدوان لا يزال مستمراً والتصعيد العسكري لم يتوقف في مختلف الجبهات، وهذا يعني أن علينا أن نتحرك في مسارين كلاهما من أجل تحقيق السلام الأول دعم أي جهود تسعى لحل سياسي وكذلك الصمود واليقظة في التصدي لتصعيد العدوان ومرتزقته في أي جبهة من الجبهات

وفي كل الأحوال نحن ثابتون على قضيتنا كشعب يمني لن نسمح بأي وصاية خارجية وهذا ما رفضناه منذ البداية وكذلك لن نترك أي محتل ومستعمر يسيطر على بلدنا مهما كانت التحديات ولن نسمح بفرض ذلك لا سياسياً ولا عسكرياً وقد قدمنا الكثير من التضحيات في سبيل الحرية والاستقلال وعلى العدوان أن يأخذ العبر والدروس من تجربته في الصراع مع الشعب اليمني ويدرك أنه لن يصل إلى أهدافه

لقد قطعنا شوطاً كبيراً في مضمار السلام من خلال الوفد الوطني والتنازلات التي قدمها ونقل المظلومية التي نتعرض لها من قبل العدوان كما هي للعالم وأثبتنا حرصنا على السلام بمواقف عملية على الواقع إلاّ أن العدوان لا يزال يماطل ويراوغ، وفي هذه الحالة علينا ان نبقى في حالة يقظة على الدوام للتصدي لأي خطوة قد يقدم عليها العدو معتمدين على الله واثقين به في تحقيق النصر.