نساء ذمار في مواجهة العدوان: مدارس ومتارس.
ذمار نيوز | تقارير|خاص| فؤاد الجنيد 19 ربيع ثاني 1440هـ الموافق 26 ديسمبر، 2018م
منذ الوهلة الأولى التي بدأ فيها عدوان الشر حربه على بلد الإيمان، انطلقت وبدأت مشاركة المرأة اليمنية في مواجهة العدوان؛ لتؤكد الشراكة الحقيقية مع أخيها الرجل في مرحلة تعد الأخطر والأصعب على كل المستويات، حيث أصحبت شريكة في قرار المواجهة وستكون شريكة أساسية في إحراز النصر بصمودها وثباتها، ومن رحم التضحية والفداء ولدت المرأة الذمارية الأصيلة وهي تؤدي دوراً حيوياً هاماً في استمرار الصمود والمواجهة، وكان لحضورها وتحركها الفاعل دوراً جوهرياً ورئيسياً في الثبات في وجه المعتدين، وعاملاً أساسياً في رسم معالم الإنتصار.
مدارس الجود
ضربت إبنة ذمار أبلغ الأمثال في وعيها وحجتها، وسطرت أروع المواقف في صبرها وصمودها، وتحملت بكل مسؤولية تبعات هذا العدوان الكوني، وكانت عوناً وسنداً لأهلها وأسرتها، وأستطاعت أن تتجاوز المتغيرات رغم قسوتها فتأقلمت مع كل البيئات والظروف، وتحولت إلى ثورة عارمة وملتهبة في التصدي للعدوان بكل صوره، وقدمت فلذات أكبادها، وجادت بما تملك من مجوهراتها وأموالها وساندت أخيها الرجل فكانت شريكة في مرارة الصمود وحلاوة النصر، وكانت الطبيبة والمعلمة، والثائرة والشاعرة، والكاتبة والاعلامية، فكانت بحق ذلك السد المنيع الذي فضح جرائم العدوان واوصل صوت الشعب المظلوم إلى أصقاع الدنيا، وكانت ذلك الكائن الفريد الذي كابد العيش وامتهن النضال في سبيل وطنه وعزته وكرامته واستقلاله.
متارس الجهاد
دفعت نساء ذمار بأبنائها ورجالها إلى ميادين العزة والكرامة، واحتسبن ذلك بكل صبر و إيمان، وكن المدارس الإيمانية السامية في تعزيز وتحفيز المجاهدين المنطلقين، وترغيب وترهيب القاعدين، وتربعن على هرم المواقف المشرفة في رفد جبهات العزة والجهاد بآلاف الشباب الذين أكرموا ذلك الزخم المتنامي في الإنضمام المشرف للشباب من مختلف شرائح المجتمع إلى مواقع البطولة والجهاد ومواجهة أعداء الوطن في الجبهات المتعددة والمتوزعة في مختلف محافظات الجمهورية. وعزفت المرأة الذمارية أجمل سيمفونية للرضا والتضحية والفداء وهي تستقبل نبأ استشهاد إبنها أو زوجها أو أخيها بالاستبشار والزغاريد، بل تستغل كل مناسبة كهذه في إظهار اعتزازها بهذا الوسام الرفيع والمشرف الذي ناله الشهيد في سبيل الدين والوطن.
حراك لا يتوقف
على صعيد الحِراك الجماهيري المناهض للعدوان في الوقفات الاحتجاجية، والمظاهرات والأنشطة المختلفة، شَهدت شوارعُ المُدن حضوراً للمرأة موازياً لمشاركة الرجل في مختلف الفعاليات، وكانت حاضرة في نفس فعاليات أخيها الرجل، بالإضافة إلى فعالياتها النسوية الخَاصَّة، وعملت على إظهار حقيقة العدوان على الوطن وإيصالها للعالم من خلال الندوات الحقوقية والثقافية والوقفات ومعارض صور جرائم العدوان، وكذا المعارض الفنية والحرفية التي أبرزت دور المرأة في مواجهة العدوان والحصار.
وكان للطالبة الجامعية والطالبة المدرسية حضور بارز في كُلّ الفعاليات التي تعدّدت بتعدد الظرف والمناسبة، فنظمت العديد من الإذاعات المدرسية والوقفات التي خصصتها من أَجل القضية الوطنية ومقارعة العدوان، وغيرها من معارض الصور والأطباق الخيرية، والمعارض الفنية والرسوم والمنحوتات، وتنوعت بتنوع الفعل الإبداعي الذي أسهمت به المرأة والطالبة الذمارية في هذه المرحلة من تأريخ شعبنا العظيم.
شهيدة وأم شهيد
كانت المرأة في ذمار من أوائل الضحايا الشهداء منذ بداية الغارات الأولى للعدوان، فأستهدفن في منازلهن كما حصل في بيت الفاطمي بحارة روما، وسقطت العشرات شهيدات في عرس سنبان، واخريات في مناطق متفرقة من مديريات المحافظة.
والمعروفُ بأن المرأةَ أكثرُ مَن تتملكها العاطفة، والمرأة اليمنية العاطفية ايضاً، لم تنتزع مشاعرها لكن قناعاتها الوطنية الايمانية وسَعت من فضاء عاطفتها لتضم البلاد، مما حملها أن تُضحي بأحبائها في ميادين المواجهة، وتقدمهم شهداء وقرابين للحرية والكرامة الوطنية، مئات المشاهد التي عرضتها قنوات الإعلام، والأخرى التي لم تلتقطها عدسات الكاميرا، لم تكن سينمائية، أَوْ سيناريوهات خيالية، بل واقعية تختلط فيها دموع وغصات الحزن بالفرح والرضا، ولكم في أمهات الشهيدين الجبري وأبو قاصف خير برهان لا يساوره الشك.