بين مساعي “غريفيث” ومهمة “باتريك”: النجاح معلق بالتنفيذ.
ذمار نيوز| خاص 18ربيع ثاني 1439هـ الموافق 25ديسمبر 2018م
تقارير| فؤاد الجنيد
مع أن هناك خروقات بالجملة تقوم بها قوى تحالف العدوان في الحديدة رغم سريان إتفاق التهدئة، إلا أن الأمم المتحدة تبدو واثقة كثيرا بتطبيع الوضع العسكري والأمني في الحديدة، وبدأت تنظر إلى ما بعد مشاورات السويد وإتفاق التهدئة بكثير من الأمل والتفاؤل خصوصا وقد زكى مجلس الأمن بالإجماع خطوات ونتائج تلك المشاورات. ولا شك أن اليمنيين ينشدون السلام طالما كان عادلا، ويتوقون إلى الإستقرار تحت سقف الإستقلال والكرامة والحرية، لكنهم يؤكدون أن أي طاولة للسلام تحاول منح العدوان مالم يستطع كسبه بالحديد والنار ستكون طاولة مرفوضة تقابلها طاولة أخرى فيها الجعب والرصاص بدلا من الورق والأقلام.
خروقات في حضرة باتريك
بعد محطتي باتريك الأولى والثانية في كل من عدن وصنعاء، حطت محطته الثالثة رحالها في مدينة الحديدة حيث المهمة الشاقة والشائكة، وفي أول تحركاته أعرب عن أمله في تسهيل مهمته من قبل كل الأطراف، ومع أن جيشنا الوطني واللجان الشعبية ملتزمون بالتهدئة رغم الخروقات والاستفزازات الرامية إلى محاولة جر مجاهدينا للعودة للعنف، إلا أن طيران العدوان لا يتوقف عن التحليق في سماء الحديدة وضواحيها، ناهيك عن الإشتباكات والزحوفات والإستحداثات العسكرية التي تظهر وتتكرر بين ساعة وأخرى.
تفاؤل يحدد الموعد
كشف المبعوث الأممي لدى اليمن، مارتن غريفيث، عن موعد المشاورات المقبلة بين حكومة الرياض ووفدنا الوطني، قائلا إنه يعتزم إعادة جمع طرفي الصراع في البلاد لجولة جديدة من المشاورات في أواخر يناير المقبل. وذكر غريفيث، خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة سي إن إن الأمريكية أنه بينما ركزت جولة المشاورات السابقة في السويد على ضرورة تخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن، فإنه يأمل أن يناقش في الجولة المقبلة القضايا السياسية وملامح الإتفاق النهائي.
قناعة الأطراف
أشار المبعوث الأممي إلى اليمن إلى اعتقاده بأنه قد صارت هناك قناعة بين الأطراف بأن حل هذا الصراع لن يتم في أرض المعركة، قائلاً “أعتقد أن الأطراف صارت ترى أن الحل العسكري غير ممكن، ويجب إعطاء الأولوية للحل السياسي الآن”. وشدد المبعوث الأممي على أهمية التطبيق الكامل لاتفاق الحديدة، من أجل تخفيف الوضع الإنساني في اليمن، وأيضا لما تمثله الحديدة كونها البؤرة الرئيسية في الحرب الدائرة باليمن حسب تعبيره، ويضيف: “الدعوة إلى وقف إطلاق النار في الحديدة هي إشارة كبيرة لشعب اليمن بأن هناك شيئاً جديداً ممكناً… أعتقد أنه بتطبيق وقف إطلاق النار سيكون بإمكان الشعب اليمني التطلع الى أمل جديد في المستقبل”.
الجانب الإنساني
أوضح المبعوث الأممي إلى اليمن، غريفيث، أن برنامج الأغذية العالمي سيأخذ زمام المبادرة في دعم سلطة ميناء الحديدة وتحسين الظروف فيه والتعامل مع الجمارك والإيرادات.. وقال بأن لديهم خطط بالفعل لعدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى نشرهم ومتى يمكنهم فعل ذلك”. وأعرب عن أمله ببدء عمليات الانسحاب الأولى من الميناء، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية من طريق الحديدة صنعاء قبل نهاية شهر ديسمبر، مؤكداً أن إعادة فتح هذا الطريق هو أمر شديد الأهمية لإيصال الإمدادات إلى كافة أنحاء اليمن، معتمدا على ما اصدره مجلس الأمن الدولي، الجمعة الماضية، من قرار يسمح للأمم المتحدة بنشر فريق لمراقبة وقف إطلاق النار بالحديدة، برئاسة الجنرال الهولندي المتقاعد، باتريك كاميرت، الذي وصل الأحد إلى مدينة الحديدة.