الخبر وما وراء الخبر

وعادت بثينة وفشلت مساعيهم لدفن قضيتها..!

106

بقلم /عفاف محمد

لم تموت قضية بثينة في صدورنا النابضة بالرحمة وبالشموخ والعز ..ولم تخمد في قلوبنا المحترقة ألماً على بشاعة ما لاقته من أهوال في عمر البراءة الذي لا يناسبه إلا روضة السلام …

طفولتها التي استباحها التحالف بصورة بشعة ، انتشر صداها ولف أصقاع الأرض، وهي تلك الطفلة الجريحة الناجية من قصف وحشي راح ضحيته كل أفراد أسرتها وتدمر المنزل الذي كان يجمعهم في تواد أسري حميم هو غاية كل فرد له حق العيش أن يتنعم بالدفء الأسري ؛ ولكنهم انتزعوه من بثينة بوحشية لا مثيل لها .

لكن الله جعل من هذه الطفلة عين مفتوحة للعالم يبصرون بها مدى بشاعة العدوان الذي ينتهك كل الحرمات. وبالرغم من محاولتهم وسعيهم الدؤوب لاحتواء الموقف وقلب الصورة لكن تعذر عليهم ذلك كونها قصة واضحة .

فارتكاب مجزرة بشعة وتبريرات غير منطقية لن تستطيع تزوير الحقائق كون استهداف المدنيين دون سبب هو بجميع المقيبس جريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية.

عادت اليوم بثينة حاملة قضيتها التي انتعشت بعودتها ..عادت وقصتها تلك الوصمة التي خلفتها في تاريخ بني سعود إلى جانب قصة خاشقجي وغيرها وغيرها ..التي لم يحالفهم الحظ بدفنها وحرف عدسة العالم عنها ..

بثينة عين الإنسانية ؛ بعد عام ونصف لأرضها تعود بعد ان حاول الكثيرون المتاجرة بقضيتها في قوالب إعلامية هزيلة لم تنطلي على احد.

عادت مع عمها الذي عانى من ظلم وتعنت بني سعود وقبحهم في محاولتهم تزييف الحقائق حيث تعرض عمها للمسائلة والمراقبة والسجن ..ولكن كل أفعالهم صارت هباءً منثوراً . لأن القضية العادلة هي من فرضت نفسها على الواقع ..

وكانت عودة الطفلة بثينة إحدى ثمرات مشاورات السويد التي كفلت للأسرى حقهم وأظهرت القضية للنور مجدداً رغماً عن أنف الطغاة. ف المتجبرين فاح ريح نتنهم وصعد الدخان الذي عجزوا عن تلافي صعوده..
هنيئاً لك يا بثينة حضن الوطن ..وهنيئاً لكِ حب الشعب وهنيئاً لكي انتصار قضيتك التي ستظل باقية لتشهد سوء وقبح سريرة التحالف المشؤوم الذي بدت عروشه متهاوية وحججه متساقطة كورق الخريف المصفر الذي تولي به الرياح حيث لا عودة.