الخبر وما وراء الخبر

شبوة: صراعات داخلية تهدد التعايش الإجتماعي والقبلي.

64

تتصاعد حدة الاحتجاجات الشعبية في محافظة شبوة ضد الممارسات التمزيقية التي تنتهجها قوات ما يسمى بـ«النخبة الشبوانية» الموالية لأبوظبي التي وصفها أبناء شبوة بـ الميليشيا التي يشكل تواجدها خطراً داهماً يهدد السلم الاجتماعي والتعايش القبلي والأمن القومي الوطني.
وكانت بوادر هذا الصراع المناطقي القبلي الذي تسعى له «النخبة»، قد برزت على سطح الأحداث اليومية في شبوة، إثر وصول حالة التعسف الذي تمارسه بحق المواطنين سواء بالاعتقال او التهديد، لمرحلة المواجهة المسلحة في غير حادثة وكان آخرها المواجهات التي اندلعت يوم أمس الأول بين قوات أمنية تابعة لحكومة ما يسمى بـ «الشرعية» وأخرى تابعة للإمارات في محافظة شبوة، جنوب شرقي البلاد.

حادثة جديدة

قال مصادر محلية إن اشتباكات اندلعت مساء الثلاثاء الماضي بين قوات أمنية تابعة لحكومة الفار وقوات النخبة المدعومة من الإمارات في مدينة عتق، نتج عنها إصابة أحد المواطنين.
وأوضح المصدر أن الاشتباكات اندلعت إثر قيام قوات أمنية رسمية بتأدية مهامها الاعتيادية في تأمين المدينة ومنع حمل السلاح، وأثناء مرور طقمين تابعين للنخبة على متنهما عدد من المسلحين المدنيين رفضوا التوقف، الأمر الذي أدى إلى اشتباكات بين الطرفين.

صراع قبلي في صورة سياسية

يقول المراقب عدنان الفهيد إن معلومات تؤكد أن الحادثة نشبت بسبب ثأر قبلي بين شخصين أحدهما جندي مع السلطات الأمنية الحكومية، فيما الآخر مع النخبة، وبعد أن شاهدا بعضهما اشتبكا بالأسلحة الشخصية.
ويضيف الفهيد خلال حديثه أن كل هذه المعطيات تؤكد أن نوازع إذكاء الصراع القبلي قد تم العمل عليها بعناية في محافظة شبوة من خلال التشكيلات العسكرية المليشياوية لاستخدامها أيضاً ضد الدولة وتقويض السلم العام وتحويل اليمن لمنطقة صراع مسلح ربما تكون أسوأ من الصومال.
وتابع الفهيد: «بروز النخب القبلية في محافظة شبوة، بدلاً عن النخب المناطقية كما جرت العادة، ينذر بكارثة سيتجرع تبعاتها الاقليم والعالم وينذر بأوضاع مأساوية ما لم يتداركها العقلاء.

المحافظ يوجه بـ«التهدئة»

الى ذلك، أشار مصدر في السلطة المحلية التابعة للفار بمحافظة شبوة إلى أن «محافظ المحافظة محمد صالح بن عديو، الذي باشر بالتدخل وجه بانسحاب قوات النخبة من المكان بعد اتصالات أجراها بقادتها.
وأوضحت المصادر أن المحافظ المعين مؤخرًا، والمنتمي لقبائل لقموش التي ينتسب عدد كبير من أبنائها لقوات النخبة، أكد خلال اتصاله بقادة الأخيرة أنه يسعى للتهدئة وتجنب الاصطدام معهم بناءً على توجيهات الرئيس الفار هادي بحجة الالتفات لتحسين خدمات المواطنين وتجنب الصراع الدموي.

نخب قبلية

ويقول ناصر احمد العولقي، وهو أحد الوجاهات الاجتماعية لدى قبائل العوالق كبرى قبائل شبوة، إن ممارسات النخبة تجاوزت مرحلة السعي للتقسيم المناطقي الذي بات اليوم واقعًا وإن لم يعلن، إلى ما هو أخطر من ذلك بسعيها الدؤوب اليوم للوصول إلى مرحلة التقسيم الصراع القبلي.
ويضيف العولقي أن النخبة تسببت في بروز بوادر صراع قبلي عنيف شهد هذا الصراع هدوءًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية يغذيه بريق المال والسلطة التي تروج له بعض القوى اليوم وأحلام عودة أمجاد السلطنات والمشيخات التي أعلن معها شعبنا اليمني القطع النهائي في الـ30 من نوفمبر 1967 من خلال إنشاء النخب العسكرية على أساس قبلي كما هو الحال بالنخبة الواحدية والنخبة العولقية وغيرها من النخب التي تنشأ على أساس قبلي جهوي متخلف وضيق ينذر بصدام مسلح عنيف مؤجل بين هذه القبائل.
ويتابع العولقي: «يعلم الممولون جيدًا (في إشارة لدولة الإمارات) الخطورة الفادحة لإنشاء وتغذية وتمويل مثل هذه الكيانات المسلحة التي ستجد نفسها تصطدم مع بعضها إن لم تجد ما تصطدم به في القوت الحالي، وهو ما يخططون له في ظل تعاطي جاهل وغير مسؤول من قبل أبنائنا المنتمين لقبائل وعشائر محافظة شبوة، الذين اندفعوا تحت نوازع استعادة الدولة الجنوبية التي يصورونها لهم بانها الجنة الموعودة.
ويستطرد العولقي: «متناسين اعتبار العودة أو الترويج لنشوء مثل هذه التشكيلات على أساس قبلي أو مناطقي جهوي متخلّف، سلوك رجعي وجريمة وطنية يجرّمها القانون.