الخبر وما وراء الخبر

هكذا يصف الجنوبيون نجاح الحوثيين في مشاورات السويد.

48

ذمار نيوز | خاص- تقرير: فؤاد الجنيد 9 ربيع ثاني 1440هـ الموافق 16 ديسمبر 2018م

تعالت الأصوات الجنوبية التي تضم صوتها إلى صوت أنصار الله في نتائج مشاورات السويد، ووصف البعض أنصار الله بالوطنيين والمسؤولين عن قراراتهم الآتية من الداخل اليمني بصفتها صوت الشعب الحر والبعيد عن أي وصاية أو مظلة عربية أو دولية أو إقليمية، ولعل إستماتة وفدنا الوطني وضغطه على الإفراج عن كآفة الأسرى الجنوبيين في سجون الإمارات مع رفض وفد الرياض لذلك، قد خلق ضجة حقيقية في الجنوب، وصحح الصورة المغلوطة عن أنصار الله التى سعى الخصوم لتشويهها والنيل منها لتحقيق ابتزاز سياسي وشعبي على حساب استقرار الوطن وسلامته وسيادة أراضيه.

تقول الأصوات الجنوبية بين ناشطين واعلاميين ومواطنين بأنه قد تغيرت مواقف دول العالم تجاه أنصار الله الذين وصفهم مجلس الأمن في القرار 2216 بالمتمرديين، فالحوثيين وبعد أربع سنوات من الحرب والحصار ينجحون في كسر العزلة الدبلوماسية عبر المشاورات التي اجرتها الأمم المتحدة وحضيت بدعم الدول الراعية للسلام.

بعد انتهاء المشاورات شكر المبعوث الأممي لدى اليمن في مطلع إحاطته السيد عبدالملك الحوثي حرفيا، ولم يشيد أو يذكر الرئيس الفار عبدربه منصور هادي في الإحاطة وكأن لا رئيس لما يسمى بالشرعية ولا موجه أو مرشد لها.

تلك الإشادة الأممية بزعيم الحوثيين ورئيس وفدهم في مشاورات السويد عكست تغير مواقف العالم تجاه هذه الجماعة التي لا تزال الرياض وأبو ظبي ترى في إستئصالها ضرورة وتصف أنصارها بالرافضة والمجوس وعملاء إيران واذرعها في اليمن وتحل قتلهم، نجحت في إقناع العالم بأنها لا تشكل خطرا على أمن وإستقرار العالم، وإنما تشكل خطرا على مطامع واجندة دول التحالف في اليمن لسيطرتها على الأرض وتحكمها بالمحافظات الشمالية وإدارتها لها.

فمبعوث الأمم المتحدة الذي اصطحب وفد صنعاء من صنعاء برفقة سفير الكويت ومندوب السويد، يزور صنعاء بأستمرار ويمكث فيها عدة أيام بينما لايستطيع البقاء في عدن التي اعلنتها حكومة هادي عاصمة مؤقته لساعات بسبب الوضع الأمني المتردي عكس الأمن والإستقرار في العاصمة صنعاء.

أكثر من رسالة بعثت بها مشاورات السويد، الأولى أنها تعاملت مع الحوثيين كطرف سياسي وليس كطرف متمرد، والثاني أن الحوثيين أكدوا رغبتهم للسلام وتعاطو بمرونة مع مختلف القضايا، واستطاعوا أن يحشروا وفد ما يسمى الحكومة الشرعية في هامش ضيق، والثالثة أن الحوثيين اثبتوا انهم يمتلكون قراراهم،
وكانت الرسالة الرابعة عندما عاد الحوثيون برفقة سفير الكويت ومندوب السويد إلى صنعاء وكان في إستقبالهم الآلاف من اليمنيين، بينما عاد وفد الشرعية إلى الرياض الذي يقيم فيها منذ اربع سنوات.

وعلى خطى الجنوبيين يرى المواطن اليمني شمالا وجنوبا أن الحقائق بدت اليوم جلية وأكثر وضوحا، وأن أنصار الله قد أقاموا الحجة على قوى العدوان والمجتمع الدولي، وفندوا كل الذرائع التي كان العالم يتحجج بها ويتهم أنصار الله بعرقلة المشاورات والتعنت في أي مخرجات تصب في مصلحة اليمنيين ووضعهم الإنساني المزري، وبذلك سيظهر للعالم من يحمي اليمن ويقارع الصعاب لإخراجه من محنته، ومن يسعى لتدميره وقتل أبنائه ونهب ثرواته مستدعيا بذلك كل جنسيات العالم وانظمتها لفرض الوصاية عليه.