الخبر وما وراء الخبر

”مؤتمر السويد اليمني… هل هناك بارقة أمل لإنهاء معاناة اليمنيين!؟”

37

بقلم | هشام الهبيشان*

في وقت تتضارب فيه الأحاديث والتحليلات والتصريحات عن نتائج ما جرى في مؤتمر السويد اليمني ، وعلى رغم تأكيد “ان هناك “نوايا ” لإنهاء الازمة المتعلقة بالحديدة ،وهذا يعتبر بحال تأكيده على ارض الواقع من قبل قوى العدوان خطوة ايجابية ومهمة، ولكن مع ذلك مازالت تسود حالة من التشاؤم في خصوص الجدوى من عقد هذه المؤتمرات، لأنّ أغلب المطلعين على تداخلات الحرب على اليمن وما تبعها من تغيير في قواعد الاشتباك، يعلمون ويدركون أنّ عقد جلسات مشاورات أو لقاءات أو مؤتمرات تضمّ شخصيات من طرفي المعادلة اليمنية ، لن ينجح بسبب وجود صعوبات ومعوقات كثيرة.

ومن خلال استعراض اللقاءات والمؤتمرات التي عقدت، في هذا الإطار، نجد أنّ كلّ ما قامت به هو إشباع الإعلام بالصور النادرة عن نجاحات الدول الوسيطة والامم المتحدة في التفاوض وعن فرص للتقدّم المأمول، مع أنّ تلك الدول جميعها تدرك أنّ الوصول إلى نتائج فعلية ليس ممكناً في هذه المرحلة، وفي حال التوصل إلى حلّ ما فإنه سيكون مرحلياً، أو خطوة في طريق طويلة وصعبة ومعقدة، ستبقي اليمن في معمودية النار حتى وقت غير محدّد.

وبالنسبة إلى مؤتمر السويد، فالواضح أنّ هذا المؤتمر لن يتمكّن من تحقيق أيّ إنجازات، فهناك العديد من الصعوبات والمعوقات المتمثلة بشروط قوى العدوان ،وتمسكهم بالشروط نفسها التي أفشلت المؤتمرات السابقة، وقد كان مؤتمر الكويت “2016 م” شاهداً حي على شروط قوى العدوان، إذ اتضح أنّ المطلوب، من وجهة نظر هذه القوى، هو تسليم واحتكار أدواتهم اليمنية للسلطة في اليمن .

وهنا ،لقد تعلّمنا من التاريخ دروساً بأنّ أزمات دولية إقليمية محلية مركبة الأهداف، كالحرب العدوانية التي تدار حالياً ضدّ اليمن، أنه لا يمكن الوصول إلى نتائج نهائية لها بسهولة، لأنها كرة نار متدحرجة قد تتحوّل في أيّ وقت إلى انفجار إقليمي، وحينها لا يمكن ضبط تدحرجها أو على الأقلّ التحكم بمسارها، فالحلول والتسويات تخضع للكثير من التجاذبات والأخذ والردّ قبل وصول الأطراف الرئيسية المعنية إلى قناعة شاملة بضرورة وقف الحرب، وفي هذه الحال، لا يمكن التوصل إلى حلّ في المدى المنظور، ما لم تنضج ظروف التسويات الإقليمية والدولية.

واليوم من الواضح أنّ جميع المعطيات الإقليمية والدولية في هذه المرحلة، تشير إلى تصعيد واضح بين الفرقاء الإقليميين والدوليين، وهذا بدوره سيؤدّي إلى مزيد من تدهور الوضع في اليمن وتدهور أمن المنطقة ككلّ، وهذا ما تعيه بعض القوى الوطنية اليمنية بشكل واضح، “أنصار الله وحلفاؤهم والكثير من القوى الوطنية”.

ختاماً، من كلّ ما تقدّم نستنتج أنّ جميع هذه المؤتمرات لا يمكن التعويل عليها، كنافذة للخروج من تداعيات الحرب على اليمن، والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم وبقوة: ماذا بعد كلّ هذه المؤتمرات؟ وماذا سيستفيد اليمنيون الذين هم في وسط هذه الحرب العدوانية ويتحمّلون كلّ تداعياتها من هذه المؤتمرات؟.

*كاتب صحفي أردني