برداً وسلاماً .
بقلم | كوثر محمد
وفي يومكم الأخير ندعوا لكم بالبرد الذي شعر به سيدنا إبراهيم والسلام الذي نزل به أيضاً …
فرغم تجلد الأجواء وبردها القارس إلا انكم كنتم تحاربون في أجواء ساخنه ومع تطلعات كبيرة وأملكم بالوصول إلى جزء من احلام 30 مليون شخص يعاني من خلفكم فوجودكم مهم لخوض غمار المشاورات وتحمل جحيمها ووجود من جرت عليكم الدواهي لمخاطبتهم والجلوس معهم …
ورغم الدائرة المستطيرة واجتماع سفراء العالم عليكم إلا أنكم كنتم تمثلون صوت الحق الأمين وبصوت عالي تنافس العالم لسماعه ونقله وتسابقوا لنقل تصريحاته اليوميه …
رغم ماخطط لكم من نار جهنمية إلا أنكم واجهتموها كيوسف عندما ارتدى ثوب جدة إبراهيم ونجي َمن القوم الظالمين إنه ثوب الثقة بالله والتوكل عليه…
هم لم يعرفرا أنكم تفاوضون لسنوات عدة منذ حروب صعده ومتمرسون في خوض غمار المنافسة والوصول إلى الحق والحقيقة ولم يعرفوا أن هدفكم الوطن والدين والعرض والانسانية فقط للسمعة أو الشهرة العالمية…
رأيتم نماذج أحبت المال والمنصب فعملت له وتجندت من أجلة ولو كان على حساب أبناء وطنها ولكنكم لستم كذلك…
لم يغركم المال ولا المنصب ولا الوعود الكاذبة ولم يهزكم التهديد أو التملق والكذب ولا الخداع والأوهام انطلت عليكم كما في المفاوضات السابقة بل مثلتم الحق وكل الحق كان طرحكم الأقوى وقولكم الأبلغ وحجتكم يسمعها الأصم …
لم يعرفو بإنكم مفاوضون أتو من أرض الجبهات وشمسها الحارقة ورياحها القاسية وقد لامست بنادقكم أجساد العدو ومشت أرجلكم خطوات زرعت فيها الالغام و أقتحمتم التباب البعيدة وصدّيتم الزحوف الكبيرة، لم يعلم هؤلاء أنكم قد أوجعتم في قريب وحزنتم على صديق، وتألمتم لقصف الأبرياء وتشريدهم وعزمتم على المسير وعداً لاشلاء مبعثرة أقسمتم بأن لا تعودوا إلا منتصرين …
لم يعرفوا أنكم الشعث الغبر الحفاة الذي استهان بكم العالم وراهن على فشلكم بدون اسلحة ولا مضادات ولا جيش ولا صواريخ وتحت حصار مطبق ولكنكم صامدون و تصمدون أمام كل العقبات تحملون أصدقائكم الجرحى على ظهوركم ولا تتركون أجساد شهدائكم ولا تستسلمون ولو إنتهت ذخيرتكم فحجارة الأرض كلها ذخيرةً لكم…
تنتصرون ولا يوجد مكان للهزيمة في قواميسكم ، تصمدون؛ تثابرون؛ تثبتون، هكذا أنتم مجاهدون من أرض الواقع لا من على الاسرة في الفنادق تأكلون العلقم تجلداً و لاتنتظرون للموائد الفاحشة فأنتم تعلمون مايعانيه شعبكم من وضع إقتصادي مزري…
هزتكم المجازر و قسى عليكم الحصار عند سماعكم لآنات جرحاكم، فقابلتم كل ذلك بصبر وجلد وإصرار وعزيمة ونقلتم قضيتكم من الجبهات الأمامية إلى الجبهات الخارجية، فكنتم الصوت القوي الذي يصدح ولم يكلّ ولا يمل لآذانٍ قد صمُت وعيون قد أغَفلت وبصائر قد غفلت عن جرائم تُرتكب لأربعة أعوام بوحشية كبيرة ….
قارعتم المرتزقة والعملاء فألجمتوهم وقارعتم أسيادهم بالحجة والمنطق والدليل والبرهان ففشلوا أمامكم فكل مامكروا مكر الله معكم و ونصركم على عدوكم ولكم في سنوات طويلة من المفاوضات والمشاورات مثلاً ياأولي الألباب ، فبعد كل مفاوضه نصر جديد ومن نوع آخر لايتوقعه المداهنون في السويد مع عملائهم …
هم لم يعرفوا أن سبب فشلهم حربهم الظالمة وطاغوتهم الذي يعبدون وما سبب نجاحكم إلا برداً وسلاماً كالذي نزل بإبراهيم من ربكم الذي تعبدون .