الخبر وما وراء الخبر

200 يوم في مقام الاستشهاد للرئيس الصمَّـاد

42

بقلم الشيخ | محمد محمد صلاح

بمضي أكثرَ من200 يوم، نقفُ اليومَ بإجلال وإكبار أمام مهابة الاستشهاد وأمام جسامة التضحية وروح الفداء التي جسّدت شجاعةَ وبسالةَ القائد الوطني المجاهد الشهيد الرئيس صالح الصمَّـاد الذي كرّمه اللهُ بالشهادة، حريٌّ بنا أن نُعيدَ إلى أذهاننا من حُضوره ومِن عطائه ومواقفه الوطنية التي لم يخذُلْ فيها وطنَه وشعبَه تلك المواقف والأدوار النضالية التي غَدَت جُــزْءاً من تأريخ وطن وشعب.

رحم اللهُ شهيدَ الوطن والقوات المسلحة واللجان الشعبية والأُمّة العربية والإسلامية الرئيس صالح الصمَّـاد الذي خسره الوطنُ والشعبُ في هذه المرحلة الاستثنائية والصعبة الذي كان فيها الشهيدُ يمثِّلُ توازُناً كبيراً ويحظى بقبولٍ لدى مختلف القوى السياسيّة بما يمتلكُه من خبرةٍ كبيرةٍ في المجال العمل السياسيّ، وبالرغم من المهام الكثيرة والمتعدّدة التي كانت ماثلةً أمام الرئيس الشهيد إلا أنه كان حاضراً في الميدان كمجاهدٍ ومدافعٍ عن الوطن وسيادته ضد قِوَى العدوان.

فقد كان لزياراته الميدانية إلى مختلف جبهات القتال وحضوره أَيْضاً تخرُّجَ العديد من الدورات والدُّفَع والعسكرية الأثرُ الكبيرُ في رفع الروح المعنوية لدَى المجاهدين من أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين وجدوا الشهيدَ الصمَّـادَ حاضراً بينهم يُشْرِفُ بشكل مباشر على سَيْر أعمال جبهات القتال داخل الوطن وفي جبهات ما وراء الحدود حتّى أكرمه الله بالشهادة وهو في الميدان يوجّه ويدعم المجاهدين بكل الإمكانيات لصد ودحر المعتدين.

ولقد جسّد القائدُ الإنسانُ الرئيسُ الشهيد الصمَّـاد أسمى معاني الحُبِّ والوفاء لوطنه وشعبه، وكان لديه خططٌ وآمالٌ كبيرةٌ في النهوض بالوطن في شتّى مجالات الحياة والتي دشّنها في العام الرابع من الصمود في وجه العدوان بالشعار الذي رفعه كبرنامج عمل لمؤسّسات الدولة (يدٌ تحمي ويدٌ تبني).

وبقدر ما مثّل استشهادُ الرئيس الصمَّـاد فاجعةً كبرى لدى كافة أبناء الشعب اليمني إلّا أنه عزّز من إيْمَانهم وقدراتهم في مواصَلة مسيرة النضال والكفاح ضد الغزاة والمستعمرين الذين جلبهم تحالُفُ الشر والعدوان والإثم بقيادة نظام آل سلول وآل زيد وإسرائيل وأمريكي ضد بلادنا.

وبعون الله تعالى وبقدرتنا الدفاعية والصاروخية اليد الطُّولى للشعب المسانِدة للمجاهدين، وكذلك النَّكَف القبَلي ودعم رجال القبائل للجيش واللجان، وكذلك دعوة السيد القائد المجاهد عبدالملك بدرالدين للجميع. وخَاصَّةً قبائل اليمن، فقد لبّت رجالُ اليمن في دعم الجبهات بالرجال والمال.. وعلى سبيل المثال عُزلة بيت نَعَم من مديرية همدان.. قدمت (500) ما بين شهيد وجريح ومفقود منذ حروب صعدة الست الظالمة على هذه المحافظة الشجاعة برجالها.

وسوف نقدِّمُ الغاليَ في سبيل هذا الوطن الغالي وسيتحقّق النصرُ لشعبنا ويتخلص من دَنَسِ ونير المستعمرين والغزاة الجدد الذين سيرحلون كما رحل أسلافُهم عن أرض الإيْمَان والحكمة، وستظلُّ اليمنُ عصيَّةً عَلَى الغزاة والطامعين ومقبرةً لهم.

وفي هذا المقام لا يسعُنا إلّا أن نترحَّمَ عَلَى الشهيد القائد الإنسان صالح الصمَّـاد ومرافقيه وكل شهداء الوطن الذين سطّروا ملاحمَ بطولية في مختلف جبهات العزة والكرامة..

ومن نصرٍ إلى نصرٍ ضد قِوَى تحالف الشر والعدوان الغاشم.