الخبر وما وراء الخبر

مشاورات السويد وتصعيد العدوان…المصير المحتوم والعودة الى الميدان

30

تسبب العدوان على اليمن أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، إذ مات آلاف المدنيين وأضحى الملايين على حافة المجاعة، وبعد مرور ما يقارب أربعة اعوام من العدوان المتواصل وفشل جميع المساعي لايجاد حل شامل وسلام في اليمن.

اخيرا وليس اخر ربما اقتنع تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي بأن الحل والحسم العسكري لا يمكن وليس في المقدور ذلك، بعد استخدام جميع الأسلحة الحديثة وإبادة الملايين من الأطفال والنساء وتشريد من تبقى حياً ومحاصرة كل المواني التي تعتبر للشعب اليمني شريان الحياة.

لذا وافق العدوان على اجراء مشاورات وهي التي تجرى الان في السويد منذ يوم الخميس الماضي بعد فشل العديد من المشاورات قبلها.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه..هل عاد وفد الرياض مستقلا عن الاحتلال، وهل شعر بالمسؤولية بعد قتل الآلاف من المدنيين ترضية لمستعمريه؟؟

كلاً لم يكن الأمر هكذا، وهذا ما يكشفه الواقع حتى الان منذ انطلاق المشاورات في السويد، حيث الشروط التي طرحت من قبل وفد الرياض بشأن الملفات المطروحة مثل ( ملف مطار صنعاء وميناء الحديدة ) ان لم تكن مستحيله فهي تعجيزية ولا يمكن تحقيقها.

وعلى سبيل المثال في اليوم الثاني لمشاورات السويد، لا يظهر أي تقدم في الملفات التي ينقلها الوفدان، سوى ما تم إنجازه، أول من أمس، في ملف الأسرى والمعتقلين الذي لم يتبقّ أمام الجانبين فيه سوى التنفيذ، ولكنه هو الاخر ايضا بدأ وفد الرياض بالتماطل وطلب التأجيل من دون أي مبررات له.

واضافة الى ذلك حيث أكد ممثل اللجنة الوطنية للأسرى في مشاورات السويد بأن وفد الرياض غادر جلسة مشتركة بعد تلقيه اتصالا هاتفيا، وهذا يؤكد ما ذكرته انفا بأن الوفد لم يعود مستقلا من أجل اليمن.

هذا ما يدور في ساحة السويد حتى الان..وعودا الى الميدان لنرى ما اذا كان هناك بصيص أمل للسلام.

فالميدان هو الاخر الذي يكشف لنا عدم جدية العدوان للوصول الى سلام، فمنذ قبيل يوم واحد من مشاورات السويد صعّد تحالف العدوان عملياته بشكل كبير في كل الجبهات وعلى رأسها جبهة الساحل الغربي ومحافظة صعد وأرتكب العديد من الجرائم منها جريمة دوارالربصة وجريمة الصياديين بالحديدة، بحسب تصريحات للمتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع وبعض المصادر المحلية.

وهذا بلا شك مؤشر بأن جولة مشاورات السويد قد تكون كسابقاتها طالما السعودية والإمارات تذهبان للتصعيد على الأرض في حين أرسلتا وفدا فاقد القدرة للتعبيرعن إدانة جريمة واحدة من جرائم السعودية والإمارات.

ولذا فان النتائج المرتقبة من هذه الجولة مكشوفة، مالم يحدث تغيير مفاجئ لتحالف العدوان ومرتزقته.

كاتب سوداني