مشاوراتُ السويد والتحدياتُ الصعبة.
بقلم | علي القحوم
تلقى المجلسُ السياسي الأعلى دعوةً من الأمم المتحدة لحضور المشاورات المزمع انعقادُها في السويد.. وهنا رحّب رئيسُ الجمهورية مهدي المشاط وأعلن عن جهوزية الوفد الوطني لحضور المشاورات.. وقال: يد السلام ممدودة وأبواب الحلول مفتوحة..
وبالتالي غادر (أمس الأربعاء) الوفدُ الوطنيَّ وهو يحملُ معه همَّ وطن ومعاناة شعب.. ولهذا صاحب القضية والأرض لا يمكن أبداً أن يفرِّطَ في سيادة واستقلال اليمن..
في المقابل دول العدوان تدفع إلى الواجهة زمرةً من العملاء والخونة اليمنيين كانوا متواجدين في فنادق الرياض.. وخلفهم السفيرُ الأمريكي والسعودي والإماراتي والبريطاني لحضور المشاورات..
وهنا المفارقة بين مَن يسعى لخدمة وطنه ويدافعُ عن الكرامة والاستقلال.. وبين من يسعى لخدمة المحتلّ والمستعمر ويتحول إلى أداة تنفذ أهداف المحتلّين.. ويكون عنواناً لمؤامرات من شأنها تدميرُ اليمن أرضاً وإنساناً.. وفوق هذا يحملون معهم إلى طاولة المفاوضات مؤامراتٍ متعددةً كلها تستهدفُ الوطن كُــلّ الوطن، وبهذا مشاورات السويد أصبحت الأمم المتحدة أمام تحديات صعبة وباتت على المحك فإما أن تنفذ تطلعات الشعب اليمني أَوْ تسهم في الاستمرارية في المؤامرة على اليمن.. سيما والأمريكي وأدواته القذرة من السعودي والإماراتي يسعون إلى تحقيق أهدافهم الاستعمارية من خلال المشاورات، بعد أن عجزوا عسكرياً واعلامياً في تحقيق ذلك.. ومنها السيطرة على الساحل الغربي وباقي المناطق تحت مبرّر تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 الذي بلورته أمريكا مع حلفائها في ثاني أسبوع من العدوان.. بعد أن خابَ أملُهم وعجزوا من تحقيق مآربهم خلال الأسبوعين الأولين من العدوان.. وبالتالي عادوا إلى وضع قراراتٍ كهذه تُبعِدُ عنهم الحرج وتصنع لهم مبرراتٍ جديدةً في استمرارية العدوان.. وفي كُــلّ مشاورات يضعون هذا القرار والذي يفضي بتسليم الأسلحة للمحتلّ وتسليم المدن.. وإعادة شرعية الوصاية والهيمنة الخارجية ومن ثَمَّ يقرِّرُ الأمريكي كيف يكون مستقبل اليمن.. وهذا ما رفضه أبناء الشعب اليمني والذي دائماً وأبداً يطالبون بوقف العدوان وفك الحصار.. وأن يتركوا الشعب اليمني يقرر مستقبله بيده ويد أبناءه.. وكذلك رفع الفيتو عن الأمم المتحدة لتعملَ ما كانت تعمله من قبلُ، في الدور المساعد على جمع الفرقاء السياسيين في طاولة واحدة؛ لترتيب مؤسسة الرئاسة والحكومة وبقية المؤسسات.. وفقاً لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني وعلى أساس مبدأ الشراكة الوطنية.. كما أن مبعوثها السابق جمال بن عمر أكد أمام الأمم المتحدة أن الفرقاء السياسيين كانوا قاب قوسين من التوصل لحل.. وهذا في عشية ليلة العدوان لا سيما وهذا الحل متمثل في سد الفراغ السياسي الذي أحدثه الفار هادي عندما قدّم استقالته هو وحكومته.. وكذلك ترتيبُ بقية المؤسسات وفقاً لمخرجات الحوار الوطني وعلى مبدأ الشراكة الوطنية.. وهذه الحلولُ منصفةٌ لكل القوى السياسية وليس فيها استثناء لأحد، بل الجميعُ مشارِكٌ في سد الفراغ السياسي وفي شكل الدولة..
لكن الأمريكي وأدواته القذرةَ من السعودي والإماراتي يقطعون الطريقَ على الأمم المتحدة؛ للحيلولة دون تنفيذ هذه الحلول اليمنية – اليمنية.. وهذا دليلٌ واضحٌ أن لديهم أطماعاً واضحة في إخضاع اليمن تحت الوصاية الخارجية.. وإسقاطه في مستنقع الفوضى وإدخاله في براثن الاستعمار والمؤامرات التي لا نهاية لها..