الخبر وما وراء الخبر

مرضى الفشل الكلوي في مشافي عدن: أموات على قيد الحياة.

75

ذمار نيوز|خاص 22 ربيع اول 1440هـ الموافق 30 نوفمبر 2018م

في عدن، الوجه الحقيقي للحزم وإعادة الأمل الذي يتباهى بهما تحالف العدوان، تتعدد أسباب المعاناة ويبقى الموت الخيار الأوحد، وبين الحياة والموت غسلة واحدة، والحصول عليها يعني بذل الكثير من الجهد والكثير من الوقت.

وبالنسبة للعشرات من مرضى الغسيل الكلوي فإن انتظار الموت أهون مئات المرات من انتظار مواعيد الغسيل غير المنتظمة في مشافي عدن الثلاثة، في ظل عجز الحكومة الفندقية ذات المليارات، فوضع البلاد السياسي انعكس بشكلٍ سلبي على مرضى الكلى الذين يجدون أنفسهم أمام خيارات ضيقة، جعلتهم اليوم وبعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام مما أسموه “التحرير” أكثر عرضة للموت من أي وقت مضى.

إلى ذلك حصدت الحرب هي الأخرى أرواح العشرات من المرضى، نتيجة إغلاق المشافي وانعدام المواد اللازمة، ومن بقي منهم اليوم مضافاً إليهم الأعداد القادمة من خارج المحافظات الجنوبية تهددهم كوابيس الإهمال الحكومي، وقصور الدعم المقدم من بعض المنظمات الدولية والعربية التي تذهب مهرولة إلى جيوب الفاسدين ممن يدعون شرعيتهم على حكم هذا الوطن المكلوم.

الدكتور أحمد الجرباء مدير مستشفى الجمهورية في عدن يتحدث بحرقة عن الوضع المأساوي التي وصلت إليه مستشفيات عدن في ظل الاحتلال وفساد زبانيته، ويسرد مشاكل كثيرة تكشف الوجه الحقيقي لهوامير الهبات والمعونات، فإلى جانب فساد ديكورات الحكومة، يؤكد الجرباء أن هناك جهات أخرى تبحث عن الربح من وراء مرضى الغسيل الكلوي ونهب المال العام المخصص لمرضى الفشل، هذه الجهات بحسب مدير المستشفى تريد تحويل موازنة قسم الغسيل الكلوي إلى قنوات أخرى ليس لها علاقة بالأمر، ويوجه الجرباء مناشدة عقيمة لمن أسماها بـ الحكومة يحثها على الحفاظ على المخصصات العامة لمرضى الفشل الكلوي رغم العجز لكي تجد طريقها الحقيقي وتصرف في الإتجاه الصحيح.