الخبر وما وراء الخبر

“20 دقيقة”

53

بقلم | سكينة المناري.

يقال أن العقل يتذكر لعشرين دقيقة بعد الوفاة قبل أن ينتقل إلى عالمه الآخر
يخيل إليّ أنها الــ20 الدقيقة في هذه اللحظات الأخيرة ، إنه ملك الموت يداهم الأنفاس التي تشهق وتزفر..

عشرون دقيقة في هذه اللحظات ماذا قدمت !
بالتأكيد أنه مازال هناك أمور كنت تود إنجازها ولكن ال20دقيقة داهمتك على غير استعداد
عشرون دقيقة انتهت كل أعمالك ولن تعمل بعد اليوم
عشرون دقيقة فاصلة بينك وبين رقودك في القبر
عشرون دقيقة فاصله بينك وبين فراق أهلك ، عملك ، أصدقائك ، أقاربك وكل ما له صلة بك في هذه الحياة

عشرون دقيقة فاصلة بين غسلك وتكفينك بثوب الموتى
عشرون دقيقة مازالت لك أمنيات كنت تود تحقيقها قد فات الآوان ، ولكن إن وددت بإمكانك قول ماتريده على عجل

لقد مرت الثلاث الدقائق الأولى ومازلت تفكر!!
عليك أن تسرع في الإجابة لكي أدونها في سجلك بعد مماتك

عشرون دقيقة !

ـــ الرسالة الأولى هي لذلك المسكين الذي طرق بابي اليوم فنهرته وشتمته بل وكدت أن أبرحه ضرباً

الرسالة الثانية لأؤلئك الأبرياء اللذين سقطوا ولتلك الدماء التي سالت ولاولئك الأطفال الذين قتلوا وأنا أتفرج

انقضت العشر الدقائق الأولى لماذا أرى دموعك تنهمر ؟
ليس لدي وقت لطرح الأسئلة عليك أن تسرع

ــــ الرسالة الثالثة هي لأمي الذي انقطعت عنها وخاصمتها لسبب تافه هي تعرفه أرجو أن تقولوا لها أني ندمت على ذلك وكنت ناوياً أن آتي إليها لتصفح عني لكن دقائق الموت باغتتني إلى طريق النهاية

كم مر من الوقت
هل هناك مايكفي للتفكير!!
أشعر بالدم يتدفق ساخناً ، أحس قلبي يتشطّر ، أسمع الآن تمزق شرايين رأسي الصغيرة ، عروقي تتجمد،
هذا الوقت لا يكفيني أرجوك أن تمنحني فرصة لأكمل ..
أرجوك أن تمنحني فرصة أخيرة قبل أن تنتهي الدقيقة العشـ…..