الخبر وما وراء الخبر

تعز ضحية آخر سيناريو للعدوان … لماذا وكيف!!!؟

117

كتب/ إدريس الشرجبي


من المعلوم وحسب المعلومات الاستخباراتية الامريكية ان السيناريو الاول للعدوان كان غارق بالأحلام فقد رسم على أن يتم الهجوم من الحدود الشمالية لليمن وانهم خلال اسبوع سوف يكونوا على مشارف صنعاء، وقد كشف جمس بيكر في الفيديو المرفق، عن هذه المعلومات بعد فشل هذا السيناريو وانكسار القوات المعادية وفشلها بعد مرور اكثر من شهرين.
وعلى الرغم من الانسحاب من عدن والمحافظات الجنوبية لم تتمكن حكومة بحاح من البقاء في عدن لممارسة مهامها وعادة على عجل الى الرياض.
ثم كانت المحاولة الثانية التركيز على جبهة مارب وحشدوا كل قواتهم بهدف الدخول الى صنعاء ولم يتمكنوا من تحقيق ذلك وفشلوا من اول هجوم وتلقوا هزيمة نكرى وكانت خسائرهم بالأفراد والعتاد العسكري كارثية بعد تعرضهم للقصف الصاروخي الذي دمر معسكرهم عن بكرة ابيه ،وشاهد العالم توابيت افرادهم وطوابير المعزين المتقاطرة على الامارات، وعلى الرغم من ذلك حاولوا اكثر من مرة تمديد الآجال الزمنية من اسبوع الى شهر ثم اشهر دون اي فائدة وكان انسحاب القوات الاماراتية العنوان الفاضح والكاشف لهزيمتهم في هذه الجبهة.
ووصلت السعودية الى مرحلة فشل صعبة ولا يمكنها الاستمرار بذلك بعد مرور اكثر من ثمانية اشهر وبدت محاصرة بفشلها من جانب وبالضغوط التي بدأت تمارس بقوة من قبل بعض العواصم التي لم تعد قادرة على الاستمرار في دعم العدوان، بالإضافة الى المخاطر الحقيقة من تصدع داخل اسرة ال سعود ، لذلك وجدت السعودية نفسها محاصرة بين الهدف المعلن من عدوانها المتمثل بإعادة الشرعية وبين فشلها وهزيمتها في جبهات القتال ووصول قوات الجيش واللجان الشعبية الى العمق في عسير وجيزان ، ولذلك وجدت نفسها لا تستطيع تحمل بقاء هادي وحكومة بحاح وان لابد من خروجهم من المملكة واعادتهم الى اليمن ، فتم طرد هادي ليعود الى عدن ، وتحرك بحاح الى مارب ليكون على قرب من العاصمة كما صرح ، الا انهم يدركوا استحالة سقوط صنعاء ، ولذلك كانت تعز هي اخر سيناريو فهم غير قادرين ان يأتوا بحكومة بحاح الى الجنوبية كون هذه الحكومة فيها عدد من الوزراء الشمالين وهم غير مقبولين وبالتالي لا يمكن ان تبقى في عدن الحكومة بوجوه جنوبية فقط ،ولعدم قدرتهم من اسقاط صنعاء ، فانه لابد من التوجه وبسرعة لإسقاط تعز وبالتالي نقل حكومة بحاح الى تعز للحفاض على الشرعية الممثلة لليمن الموحد وتغطية الشرعية الانفصالية للجزء الجنوبي من الوطن ولذلك تم اقناع بعض الفصائل السياسية وفصائل الحرك الجنوبي انه سيتم ضم تعز للجنوب .
وهنا يظهر بوضوح ان مخطط التمزيق والتفتيت والذي كان قد كشف عنها في بداية الازمة في بيان “بن حبتور ” والمقتصر على الاقاليم الثلاثة عدن والجند وسبأ والتي استدع هادي ممثلين عنها والتقي بهم في عدن قبل هروبه الى الرياض، بمعنى عودة الشرعية ظاهرين من خلال السيطرة على تعز ليكون التفتيت والتمزيق المذهبي هو الامر الواقع الغير معلن ، وسوف يتم الوقف عند ذلك فلا تحرير لباقي المحافظات ولا يحزنون هذا هو المخطط ، اذا ابناء تعز اليوم يدفع بعم ليكونوا محرقة وضحايا تخليص مملكة ال سعود من فشلها وتغطية شرعية انفصالية مذهبية وبذلك مخاتلة للحراك الجنوبي المطالب بالانفصال ودفعة للانخراط بمعركة تعز ، وهنا نتوجه لكل القوى اليسارية والقومية الواقفة مع ما يسمي مقاومة تعز ان يستوعبوا هذا المخطط فلا يحلموا بالدولة الاتحادية والدولة المدنية لكل اليمن وليكونوا على ثقة ان الامر فقط مخادعتهم واستخدامهم في هذا المخطط و سيجدوا انفسهم بالأخير امام انفصال مذهبي وستكون سيطرة المليشيات الجهادية والسلفية بارزة ، ولن تكون هناك تحركات الى ما بعد تعز واستعادة الدولة اليمنية الاتحادية كما يعتقدوا .
وهذا السيناريو حتى الان فاشل واعتقادي انه لن ينجح ابداً وسوف يسقط امام صمود شعبنا ووعيه الثوري بهذا المخطط الحقير ، وهو حتى الساعة قد تلقى ضربات موجعة في محور الشريجة ومحور الوازعية ومحور ذباب.