نص كلمة وفد اليمن في مؤتمر الوحدة الإسلامية الـ32 في طهران
ألقى الأستاذ إبراهيم محمد الديلمي عضو المكتب السياسي لأنصار الله كلمة وفد اليمن في مؤتمر الوحدة الإسلامية الذي أقيم في طهران في الفترة من 24 -27 نوفمبر الجاري.
إليكم نصها..
بسم الله الرحمن الرحيم
(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ).
الحمد لله رب العالمين الذي منّ علينا بهذا الرسول الكريم عليه وعلى آله أفضل الصلوات وأزكى التسليم، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين ورضي الله عن أصحابه المنتجبين وعن سائر عباد الله الصالحين.
وبعد:
الحضور الكريم..
يسعدني ويشرفني أن أرفع إليكم أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، هذه الأيام المباركة التي أطلق عليها الإمام الخميني رضوان الله عليه أسبوع الوحدة الإسلامية، ويشرفني أيضاً أن أنقل إليكم التهنئة والتبريك بهذه المناسبة العظيمة من سماحة السيد القائد عبد الملك الحوثي يحفظه الله، وكذلك من جميع إخوانكم المؤمنين من أبناء اليمن المظلوم.
إن حلول هذه الذكرى المباركة علينا تدفعنا -أيها الأحبة- إلى الرجوع إليها مستلهمين منها العبرة والعظة وتثبيت الأفئدة كما أرشدنا الله سبحانه حين قال: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ).
أيها الأحبة..
إن الله سبحانه وتعالى قد منّ على خلقه بنعم كثيرة وجليلة لا تعد ولا تحصى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)، ولعل أعظم هذه النعم وأعلاها قدراً وأجلها شأناً هي نعمة الهداية.
كيف لا؟؟ وهذه النعمة الكبيرة هي النعمة التي أخرج الله بها الناس من الظلمات إلى النور، من الهلاك إلى النجاة.
وهذه النعمة الجليلة كانت متمثلةً ومتجسدةً في شخص سيد المرسلين وخاتم النبيين وأفضل خلق الله أجمعين سيدنا رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين، حيث حكى الله سبحانه وتعالى عن هذا في كتابه المجيد قائلاً: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ).
فتمنن سبحانه وتعالى في هذه الآية على المؤمنين -وفقط على المؤمنين- بهذه النعمة الجليلة وأوضح تعالى كيف كانت الحالة قبل مجيئه صلوات الله عليه وعلى آله (وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)، وقال سبحانه وتعالى: (وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا)، فقد أرسل الله سبحانه رسوله الكريم صلوات الله عليه وعلى آله رحمةً للعالمين، حاملاً لمشروع هداية الأمة وتوحيدها تحت راية واحدة هي حبل الله المتين وعروته الوثقى والتي يجب علينا أن نتمسك بها لتعصمنا من الضلال المبين (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) فباعتصامنا بحبل الله الذي أمرنا بالتمسك به نكون تلك الأمة التي أرادنا الله ورسوله أن نكونها حين قال: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) فقد شملت هذه الآية كل جوانب الحياة التي تمضي فيها الأمة لتكون خير أمة.. الدعوة إلى الخير، الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، هذه العناوين الواسعة النطاق التي تشمل كل جوانب الحياة، صغيرها وكبيرها، وفي كل المجالات، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية وغيرها.
إن الأمة التي هي خير أمةٍ أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو إلى الخير هي تلك الأمة المعتصمة بحبل الله جميعاً.
هي تلك الأمة التي تواجه أعداءها من المستكبرين في الأرض والمتمثلة في الصهيونية العالمية وأدواتها أمريكا وإسرائيل وأنظمة العمالة كالنظامين السعودي والإماراتي.
هي تلك الأمة التي تتوكل على الله سبحانه وتعالى مسترشدةً بكتابه العزيز لتُعِدّ ما تستطيع من قوةٍ ومن رباط الخيل لترهب به عدو الله وعدوها.
ولا يمكن بحالٍ من الأحوال أن تكون أمة محمدٍ صلوات الله عليه وعلى آله خير الأمم، إذا كانت أمةً ذليلةً خاضعةً لقوى الاستكبار العالمي، لأن الله سبحانه وتعالى لا يرضى لنا الهوان والذلة ولا يقبل أبداً أن نعبد غيره من طواغيت الأرض ومستكبريها.
وطريق العزة والكرامة والحفاظ على نعمة إرسال الله لسيد الرسل وخاتم الأنبياء صلوات الله عليه وعلى آله لا تكون إلا بالتوحد في مواجهة أعداء الإسلام متمسكين بحبل الله المتين وصراطه المستقيم.
أخيراً – واليمن هي أمي- أستحضر قول الشاعر اليمني:
أمي أتلقين الغزاةَ بوجه مضيافٍ مثالي
لم لا تعادين العدا من لا يعادي لا يوالي
من لا يصارع لا نسائي الفؤاد ولا رجالي
جعلنا الله وإياكم جميعاً من المتمسكين به والساعين إلى رضاه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،