الخبر وما وراء الخبر

دعوات السلام الأممية، ضوء أخضر لتصعيد عدواني جديد.

55

ذمار نيوز | خاص | تقرير | أمين النهمي  18 ربيع اول 1440هـ الموافق 26 نوفمبر 2018م

ما يشهده الساحل الغربي من تصعيد إجرامي بعد مغادرة “مارتن غريفيث” صنعاء، يؤكد يقينا أن تحالف العدوان السعودي الأميركي يستخف بالقرارات الدولية خصوصا بعد استشعاره أن المجتمع الدولي يواجه خيارا صعبا وسهلا بنفس الوقت وهو منع الحرب الوحشية المدمرة لليمن أو القبول بالتواطىء مع المجازر المرتكبة بحق اليمنيين والتسبب بالجوع على نطاق واسع من المحافظات اليمنية.

ولعل المتابع لما يجري في اليمن، والمعني بتفاصيلها، أن توقف المعارك في الحديدة ولو نسبيا لم يكن لأسباب سياسية بل عسكرية تتعلق بتراجع وضعف مرتزقة العدوان السعودي، وعلى أساسها تُعمر أحجار التسوية السياسية بناء على المصالح الاستعمارية الوهمية التي تحاول فرضها قوى العدوان ومن يدعمها متجاهلة العواقب الإنسانية.‏

في الوقت الذي تعالت فيه أصوات المنظمات الحقوقية الدولية بالإضافة إلى ارتفاع منسوب الشجب والاستنكار من قبل الرأي العام العالمي مطالبا بوقف المجازرالوحشية التي ترتكب على مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي يغض طرف تخاذله عن نصرة الشعب اليمني لتحذر أيضا من تبعات الإجرام السعودي بحق الشعب اليمني ومن الحرب المدمرة، داعية الشرعية الدولية إلى التدخل السريع لوقف هذا العدوان .‏

هذه التحذيرات ربما تكون بعضها حقيقية، لكن في المقابل ثمة تجاهل واضح من الأطراف والدهاليز الأممية التي تعمل لصالح النظام السعودي أو من السماسرة الأمميين الذين يعملون لصالح تحالف العدوان لذلك لن تلقى تلك التصريحات والتحذيرات، التي يفترض أن تؤخذ على محمل المسؤولية الدولية، صدى حتى تمتثل للحلول المنطقية الأقرب إلى أرض الواقع.‏

ولا يخفى على أحد دور الاجندات الاستعمارية والأطماع الغربية التي تعمل لصالح تحالف العدوان في التصعيد العسكري بالحديدة وعدم التكريس لجهود السلام الأممية والدعوات الدولية لوقف الحرب في اليمن ولاتغفل العقول صاحبة الحق بالقضية اليمنية عن الدور الأميركي الذي يرتدي لبوس الوسيط الداعي للسلام والمتزعم لكل المجازر المرتكبة بحق الشعب اليمني في آن معا.‏

تحاول المساعي اليمنية جاهدة أن تلتقي مع مساعي المبعوث الاممي “مارتن غريفيث” في حال أثبت مصداقية هذه المساعي والذي كان قد وصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء لإجراء محادثات بشأن تجنب القتال في ميناء الحديدة وانتشار المجاعة ويذكر أن محاولات المبعوث الأممي الأخيرة لبدء محادثات السلام كانت في سويسرا أيلول الماضي لإقناع الاطراف المعنية بالعودة إلى طاولة المفاوضات في السويد بحلول نهاية العام.‏

فيما تواصل قوى العدوان السعودي جرائمها رغم إدعائها بوجود إتفاق للتهدئة، حيث خرقت الاتفاق وجددت هجماتها على الحديدة، مايدل على عدم نية العدوان الشروع بعملية السلام إلا تحت بنود تقترحها ادراة ترامب وهذا مالن توافق عليه أصحاب الحق بالقضية اليمنية وأصحاب الأرض واللافت بالموضوع أن المعارك اشتدت قبل ساعات من زيارة المبعوث الأممي «مارتن غريفيث» إلى صنعاء في محاولة للتحضير لعقد مفاوضات سلام في السويد .‏

حيث أفاد مصدر أمني أن طيران العدوان شن غارة على مدينة اللحية بالقرب من المستشفى الريفي في المدينة، كما شن ثلاث غارات أخرى على مديرية الجراحي، بالإضافة إلى غارتين على منطقة الزعفران في مزرعة محرم ممخضه، مضيفا أن تحليق طيران العدوان لا زال مستمرا وبشكل مكثف، بالتزامن مع قصف مدفعي عشوائي، في عدد من مناطق الحديدة.

وقال المصدر أن دول العدوان تؤكد ما تم تأكيده من قبل باتخاذها حالة الإعلان عن أي تهدئة مجرد انطلاقة لبدء تصعيد عدواني جديد، لافتا إلى أن طيران العدوان شن يوم أمس السبت أكثر من 47 غارة في الحديدة والعاصمة وصعدة وحجة.

موضحا أن تحالف العدوان يمارس عدوانه وخداعه بشكل فاضح متجردا من كل القيم والمبادئ والالتزامات، ومستغفلا العالم والأمم المتحدة بإعلان شكلي عن التزامه بالتهدئة، بينما يستمر في ارتكاب جرائمه وتصعيد عدوانه أكثر من أي وقت مضى.

رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، أكد يوم امس الأحد، أن تصعيد العدوان السعودي الأمريكي ينسف جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث ويكشف النوايا المبيته لإفشال كل مساعي السلام.

وقال عبدالسلام: أن “طيران العدوان شن أكثر من 35 غارة جوية خلال الـ 12 ساعة الماضية على مدينة الحديدة مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف علي بيوت المواطنين والأحياء السكنيه في تكذيب صارخ وواضح للتهدئة المزعومة والكاذبة”.

ما يثير التساؤل أنه لم تصدر أي ردة فعل من الأمين العام للأمم المتحدة أو مبعوثه تعليقا على مبادرة وقف اطلاق النار من قبل الأطراف اليمنية والإلتزام بالاتفاق أمام خرق العدوان السعودي لهذا الاتفاق ولاحتى الإشارة لها بأسطر أمام مفوضية ومشغليه في المحفل الدولي.‏